0 / 0

خطبها شاب جيد ، ولكنه صعب وعنيف في معاملته فهل تقبله زوجا ؟

السؤال: 193309

أنا مخطوبة لشخص مؤدب ، وذو خلق ، وطموح ، ولكنه متشدد في طريقة معاملته معى جدا ، يقف لي على الأخطاء كلها ، وبطريقة عنيفة ، حيث أن صوته يرتفع ، ويقول كلمات جارحة مثل : إنتى مش بتفهمى ، إنتى معندكيش احساس … ، ويقول لي : لو هذا الأمر حدث بعد الزواج هيكون العقاب عسيرا جدا ، أنا لا يمكننى أن أفرط في حقوقي كرجل أبدا ، مثلا يطلب منى أني لا أقبل أخي ، ولا أبي عندما يزورونني في بيت الزوجية ، علما بأنه سلام عادي جدا وشارط علىَّ أن تكون زيارتي لأهلي كل أسبوعين ، وأهلي عندما يريدون زيارتي لابد من أن يستأذنوا منه أولا قبل ذلك .
ماذا أفعل ؟ هل أستمر في هذه الخطبة أم لا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

قبل أن ندخل في تفاصيل المشكلة ، نود أن نشير إلى أن بعض مواقفنا في الحياة ، نكون نحن المسؤولين عن اتخاذ القرارات فيها ، ولا أحد يستطيع فعل ذلك بدلا عنا .
ويظهر لنا من رسالتك أنك متحيرة في قرار مصيري ، مهما استشرت حوله ، واستفسرت بشأنه ، يبقى دائما القرار قرارك ، وأنت فقط من يمكنه تقدير ملابسات الظرف الذي تمرين به ، وأنت وحدك القادرة على اتخاذ القرار الأخير فيه .
لكن هذا لا يمنع من أن نحلل معك عناصر المشكلة ، مساعدة لك ـ فقط ـ على رؤية الموضوع بعيون أخرى .

لعل من أكبر المؤشرات ـ خلال فترة الخطبة ـ على مستقبل الزواج الناجح ، الذي يتمكن فيه الزوجان من تحقيق التكامل المطلوب : القدرة على العطاء ، وتقديم التنازلات وعدم التدقيق في سفاسف الأمور والتغاضي عن الأخطاء البسيطة .

أختنا الكريمة ؛ لقد قرأنا ، وأعدنا النظر فيها ، وقلنا مع أنفسنا : ما الذي يجبر فتاة في مقتبل العمر على الارتباط بشاب ، أقل ما يمكن قوله في حقه : أنها ليست مقتنعة به تماما ، بل متخوفة منه ، والقلق يساورها ـ وهي محقة في ذلك ـ من تشدده معها ، وتعنيفه لها بالقول ، ورفع صوته عليها لأجل ما صغر أو كبر من الأخطاء ، وفي فترة –كما ذكرنا سابقا- هي أجمل فترات عمر الحياة الزوجية والتي يجب أن تتسم بالهدوء والعاطفة الجياشة ، والتسامح ، بل يزيد الطين بلة بتوعدها بالعقاب العسير ، إن صدرت منها مثل تلك الهفوة بعد الزواج ، بل ويربط تلك العقوبة المستحقة في نظره بحقه كرجل ؟؟
هو خلوق ، مؤدب وطموح ، تلك محاسنه التي ذكرت ، وبالمقابل : هو عنيف متشدد يتنطع حتى في المباحات ، ويتوعدك بسبب ما لم يحصل بعد من النقص أو التقصير ، يرفع صوته عليك ويجرحك بكلماته ويرى ذلك حقه كرجل .
قد يتغير بعد الزواج ، ممكن ، وقد لا يتغير أبدا ما دام لا يرى نفسه مخطئا.
هذا جزء من التحليل حسب ما ورد في حديثك عنه .

من رأينا أختنا الكريمة ، ألا تتسرعي في إكمال زواجك من هذا الرجل ، وأن تعطي نفسك فرصة وأنت هادئة صافية النفس والبال ، كي تُقيِّمي علاقتك به ، وتجْرُدي إيجابياته وسلبياته ، وتحاولي الترجيح بينهما ، وأن تسعي بين هذا وذاك لتعرفي طاقة تحملك واستيعابك لقسوته وعنفه .
قد يتغير شيء من سلوكه ، نعم ؛ لكن هذا ليس هو الاحتمال الأرجح ، خاصة فيما يتعلق بالمزاج الشخصي ، إنه لو كان هادئا ، ودودا في هذه الفترة ، فبالإمكان توقع أن يزداد حدة ، نوعا ما ، أن يتحول إلى شيء من الغضب ، من العصبية ، مع طول الاحتكاك ، وتوارد المشكلات الحياتية المعتادة ؛ أما العكس : حاد المزاج الآن ، غضوب .. ، يتحول إلى هادئ صبور ؛ فهذا ما لا نظنه ، ولا نعلمه قد كان .

حقا لا أحد يخلو من السلبيات ، لكن انظري أنت في درجة تحملك لسلبياته ، فإن كنت قادرة على الاحتمال ، فأكملي ، معه ، وقدري أنه سيبقى على حاله ، أو يزداد شيئا ؛ حتى إذا تحسن ، كنت في الأمان .

وإلا ففي تراجعك ، وأنت بعد على بر الأمان : خير لك.

وفي الأخير ، ننصحك أيتها الفاضلة بالاستخارة ، وبالانطراح بين يدي الله تعالى : أن يختار لك ما فيه خيرك ، وأن ييسر لك أمرك ، وأن يجعل لك من أمرك فرجا ومخرجا ، ويلهمك رشدك ، ويعيذك من شر نفسك .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android