0 / 0

المرأة المسلمة توازن بعقل بين نوافل الطاعات وبين حقوق زوجها ومتطلباته .

السؤال: 193755

لقد منَّ الله علي بالزواج من رجل ملتزم ولم يتم البناء بعد ، وأنا لله الحمد ملتزمة نوعاً ما ، وهذا من فضل ربي أسأل الله الثبات . وسؤالي هو أني أصلي صلاة التهجد ومواظبة عليها لي عدة سنوات ، وكذلك قيام الليل ، وصلاة الضحى ، وما بين المغرب والعشاء ، والسنن الراتبة ، وبعض النوافل الأخرى ، ولي وردي الخاص من القرآن أقرؤه بشكل يومي ، المهم أنه قد اقترب موعد زفافي ولا أعرف كيف أتعامل في هذه الفترة ، أقصد الفترة الأولى من الزفاف .

وسؤالي :
هل أبقى كما أنا من ناحية النوافل والصلاة ، أم أخفف قليلا إلى أن يستقر الوضع وتعود الحياة كسابق عهدها ويعود هو للعمل ونحوه ؟ لأني خائفة ، ولا أعرف كيف التصرف ، سمعت أنه الأفضل أن اخفف قليلا خاصة أني أصلي 10 ركعات تهجد ، وقيام الليل 8 وأنام على وضوء وأصلي ما شاء الله لي في ذاك الوضوء غير 8 ركعات ، لا أعرف كيف أوازن في حياتي الجديدة ما بين عبادتي وبين زوجي ، لأني سمعت أنه يجب على العروس أن تكون أغلب وقتها بجانب زوجها بينما تستقر الحياة ويعود للعمل وتعود الحياة عادية .

فما نصيحتكم ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
اعلمي أختنا المسلمة أن العشرة بين الزوجين في شريعتنا المطهرة يجب أن تكون بالمعروف ، وعلى كل واحد من الزوجين حقوق للآخر يجب عليه الوفاء بها ، وقد روى البخاري (1975) ومسلم (1159) عن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ) .
وحق الزوج على زوجته عظيم كما هو معلوم .
روى أبو داود (2140) عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ النِّسَاءَ أَنْ يَسْجُدْنَ لِأَزْوَاجِهِنَّ لِمَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ الْحَقِّ ) .
صححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
وروى أحمد (1664) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ ) .
صححه الألباني في "صحيح الجامع" (660) .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ ) رواه البخاري (3237) ومسلم (1436) .
ثانيا :
ما أنت عليه من طاعة ربك خير وفضل وصلاح ، فاستمسكي بذلك وداومي عليه ولا تتركيه ؛ لأن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ ، ولكن وازني بين هذه الطاعات وبين طاعة الزوج ، وخاصة في الفترة الأولى من الزواج ؛ حيث يحتاج كل من الزوجين إلى المؤانسة والملاطفة من الآخر ، فالقرب منه ومجالسته ومحادثته ومضاحكته مطلوب جدا ، خاصة في هذه الفترة . وأنت مع ذلك تحافظين على هذه الطاعات ، ولكن بصورة لا تتعارض مع طلبات الزوج ومؤانسته ، وخاصة حق الفراش ، وهذا أمر لا بد أن يكون منك دائما على بال ، فإذا كنت تكثرين من الصلاة بين المغرب والعشاء فتكفيك الركعتان بعد المغرب ، وخاصة أن هذا الوقت ربما احتاج الزوج أن تكوني فيه بجواره لمحادثته ومؤانسته .
وإذا كنت ممن يطيل صلاة الليل ، وتعارض ذلك مع رغبات الزوج : فخففي من صلاة الليل ، ولكن لا تتركيها ، بل قومي لها وأيقظيه للصلاة معك ؛ فقد روى أبو داود (1308) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء ) وصححه الشيخ الألباني في " صحيح أبي داود " .

وحافظي على ورد القرآن ، فإذا طلب منك الزوج طلبا وأنت تقرئين القرآن ، فسارعي إلى الاستجابة له ، ثم عودي لوردك ، وهو في ذلك كله لا يفقد منك المؤانسة والملاطفة وحسن الحديث والشعور بالمحبة ، وأنه عندك بالمقام الرفيع .

أما الصوم ، فلا يجوز لك أن تصومي صوم نافلة إلا بإذنه ؛ لما روى البخاري (5195) ومسلم (1026) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ( لاَ يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ) .

ولاحظي أنه من تمام الود بينكما أن يشعر أنك بحاجة إليه ، فلا يكفي أن يطلب منك الشيء فتسارعي في الاستجابة ، ولكن لا بد أن يشعر أنه أنيسك وجليسك ، وأن رضاه محبوب لك ، فلا تنتظري أن يطلب منك أن تجالسيه ، ولكن اذهبي أنت إليه ، ولو استدعى ذلك تركك بعض ما أنت عليه من الطاعات ، متى وجدت منه أنسا بذلك ، وتطلعا إليه .
فأنت بالموازنة الحكيمة تستطيعين الجمع بين طاعة الله وطاعة الزوج ، إن شاء الله ، وهذه الحكمة تكتسبينها بصورة حسنة بعدما تتعرفين على طبيعة الزوج ومتطلباته بمعاشرته والتعرف عليه أكثر والقرب منه .
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ رَبِّهَا حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا , وَلَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعْهُ ) . رواه ابن ماجه (1853) وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجة" .

والزوج المسلم الملتزم بدينه لا شك أنه يسعد في حياته الزوجية عندما يرى زوجته مقبلة على ربه ، تسارع في مرضاته ، وهي مع ذلك لا تؤخر للزوج طلبا ، ولا تعصي له أمرا .

فإذا رأيت أن شيئا من ذلك قد يتعارض بوجه أو بآخر ، مع بعض رغباته وحاجاته : فقدمي رغباته وحاجاته ، ما لم يترتب على ذلك ترك واجب أو اقتراف محرم ؛ فإن الشارع الحكيم حرم على المرأة صوم التطوع إلا بإذن الزوج رعاية لحقه .

نسأل الله لك دوام القيام على طاعته ، وأن يجمع بينك وبين زوجك على خير .

راجعي للفائدة الأسئلة أرقام : (88353) ، (66621) ، (101130) ، (152936) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android