تنزيل
0 / 0

هل كان دعاء القنوت من القرآن ثم نسخت تلاوته ؟

السؤال: 195880

هل كان دعاء القنوت جزءاً من القرآن فيما مضى ؟ لقد قال لي أحدهم : إنه كان جزءاً من القرآن ، لكنني لم أقف على شيء من ذلك ، أرجو منكم التوضيح .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
تقدم في جواب السؤال رقم : (176972)
أن النسخ في القرآن ثلاثة أنواع :
1. نسخ التلاوة والحكم ، كنسخ العشر الرضعات التي كانت تحرم الرضيع على المرضعة ،
فنسخ لفظها ، وحكمها .
2. نسخ التلاوة دون الحكم ، كنسخ آية رجم الزاني والزانية .
3. نسخ الحكم دون التلاوة ، كنسخ آية : ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ
وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ
إِخْرَاجٍ ) البقرة/ 240 .
ثانيا :
صح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقنت في الصبح بقنوت الخلع
والحفد ، وصح إطلاق اسم “السورتين” على هذا القنوت .
فسورة “الخلع” هي ( اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير كله ونشكرك ولا
نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ) .
وسورة “الحفد” هي : ( اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى ونحفد, نرجو
رحمتك ونخاف عذابك إن عذابك الجد بالكفار ملحق ) .
فصح عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : ” سَمِعْتُ عُمَرَ يَقْنُتُ فِي
الْفَجْرِ يَقُولُ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَن الرَّحِيمِ ، اللَّهُمَّ إنَّا
نَسْتَعِينُك وَنُؤْمِنُ بِكَ وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْك وَنُثْنِي عَلَيْك الْخَيْرَ ،
وَلاَ نَكْفُرُك .
ثُمَّ قَرَأَ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَن الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ
وَلَك نُصَلِّي وَنَسْجُدُ وَإِلَيْك نَسْعَى وَنَحْفِدُ نَرْجُو رَحْمَتَكَ
وَنَخْشَى عَذَابَك إنَّ عَذَابَك الْجِدَّ بِالْكَافِرينَ مُلْحِقٌ ، اللَّهُمَّ
عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِك ” .
رواه ابن أبي شيبة في”مصنفه” (2 /315) وعبد الرزاق في “مصنفه” (4969)
زاد عبد الرزاق : عن عبيد بن عمير قال : ” القنوت قبل الركعة الآخرة من الصبح “،
وذكر أنه بلغه أنهما سورتان في مصحف ابن مسعود .
وانظر: “صلاة الوتر” – للمروزي (ص 105) .
وصح عن طاووس : ” أنه سمع ابن عباس يقول : قنت عمر قبل الركعة بهاتين السورتين ” .
رواه عبد الرزاق (3 /114) والطبري في “تهذيب الآثار” – مسند ابن عباس (1/319) .
وروى الطبري أيضا (1/353) بسند صحيح عن معبد بن سيرين قال : ” صليت خلف عمر بن
الخطاب رضوان الله عليه صلاة الصبح فقنت بعد الركوع بالسورتين ” .
وروى أيضا (1/355) بسند صحيح عن عبد الرحمن بن أبزى قال : ” صليت مع عمر بن الخطاب
رضى الله عنه فقنتت بالسورتين : ” اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثنى عليك ونؤمن بك
ونخلع ونترك من يفجرك ، اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو
رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق “
ثالثا :
تقدم في جواب السؤال رقم : (178209)
أن هذا الدعاء يمكن أن يكون ثابتا في مصاحف بعض الصحابة رضي الله عنهم ، ولكن ليس
على أنه من القرآن الذي استقر أمره بالعرضة الأخيرة ؛ فإن مصاحف الصحابة كان فيها
الشرح والفقه ، وكان فيها ما نُسخت تلاوته ، وهاتان السورتان كانتا مما نزل من
القرآن ثم نسخت تلاوتهما ، وبقي بعض الصحابة يقرؤهما في قنوته ؛ لما فيهما من دعاء
وثناء على الله .
وقال الزركشي في “البرهان” (2/37) : ” ذكر الإمام المحدث أبو الحسين أحمد بن جعفر
المنادي في كتابه الناسخ والمنسوخ مما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه
سورتا القنوت في الوتر ، قال : ولا خلاف بين الماضين والغابرين أنهما مكتوبتان في
المصاحف المنسوبة إلى أبي بن كعب ، وأنه ذكر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أنه أقرأه إياهما ، وتسمى سورتي الخلع والحفد ” انتهى .
وانظر : “الدر المنثور” (8/695-698) .

فغاية ما في الأمر : أن دعاء
القنوت كان من القرآن أول الأمر ، ثم نسخ من القرآن الكريم ، وبقي لفظه ؛ لإطباق
الصحابة على ذلك .
وأما ما يشنع به أعداء الله من التنصيريين والملحدين والرافضة أن مثل هذا يعد طعنا
في القرآن ، وأن أهل السنة يختلفون فيه ، فيزيد بعضهم فيه على بعض : فهو محض افتراء
؛ لأن إثبات النسخ في القرآن معلوم من الدين بالضرورة ، لا ينكره إلا جاهل أو مكابر
، فإذا ثبت هذا كان غاية ما في الأمر ما تقدم من كون ذلك كان قرآنا ثم نسخت تلاوته
.
راجع للفائدة جواب السؤال رقم : (20031)
، (173268) .

والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android