0 / 0
6,50508/05/2013

قال لزوجته ” آسف على أنني كنت مسلما ” فهل هو مرتد بذلك ؟ وما حكم نكاحه ؟

السؤال: 196032

أنا مسلم منذ نشأتي وتزوجت مؤخرا من فتاة اعتنقت الاسلام .أنا من الهند والعديد من المسلمين هنا لا يلتزمون بتعاليم الإسلام فى تصرفاتهم ، كانت زوجتى تسألنى كثيرا عن أقاربي ، وكانت تسألنى عن سر تخلف المسلمين ..الخ ، فقدت أعصابي ، وأخجل أن أذكر أننى قلت لها وأنا غاضب :إننى آسف على أننى كنت مسلما، خجلت من نفسي بسبب قولى هذا .
أنا مسلم ، وأؤمن حقا بالاسلام وعظمته ، وأخجل مما قلته ، وآسف عليه .

فهل هذا يجعلنى مرتدا؟

وهل يلزمني النطق بالشهادة مجددا؟

هل بطل نكاحى حيث لا تزال زوجتى مسلمة؟ وهل يجب على أن أتزوجها من جديد؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
المسلمون ليسوا بمتخلفين ، إنما المتخلف من يعبد الصنم والبقر والفأر ، المتخلف من يترك عبادة الله الواحد القهار ويعبد هواه ؛ فيتحول من آدمي كرمه الله إلى حيوان يتبع شهواته ونزواته .
وتاريخ الإسلام والمسلمين تاريخ مجيد ، حافل بالمواقف العظيمة المشرفة في تاريخ البشرية كلها ، والمطلع على تاريخ القرون الوسطى وعصور الظلام التي عاشها غير المسلمين يعلم علم اليقين أن منشأ هذه الحضارات الإنسانية ، وهذه المبادئ السامية ، وهذه الأخلاق الرفيعة ، وتلك العلوم النافعة ، منشأ ذلك كله هو الإسلام وأهله .
والواجب على كل مسلم يسمع أحدا يقع في الإسلام أو في عموم المسلمين أن يرد عليه ، وأن يبين له أن أخطاء بعض المسلمين ليست هي الأساس في الحكم على دين الله وأتباعه من السادة النبلاء والأعفة الشرفاء والكرام الصلحاء والقادة البسلاء وأتباعهم من جند الله .
وأهل الهند خاصة لا يجوز لهم أن يتكلموا عن التخلف ، حتى يقتلوا الفأر الذين يعبدونه من دون الله ، ويذبحوا البقرة التي يدعونها من دون الله ، ويكفروا بأديانهم الوثنية التي لا حصر لها ، ويعبدوا الله الواحد القهار .
ثانيا :
كان الواجب عليك ألا تخجل من انتسابك لدينك ، وألا تأسف على كونك مسلما ، وإنما تفخر وتعتز وتباهي وتحمد الله على هذه النسبة الشريفة التي منّ الله بها عليك وحباك بها ، وخصك بها دون الملايين من حولك الذين يكفرون به ويعبدون سواه .
ثالثا :
من سخر من دين الله أو كرهه أو استهزأ بشرعه أو تبرأ من المسلمين بغضا لدينهم فقد خرج عن الإسلام ، سواء كان في ذلك جادا أو هازلا ؛ لقوله تعالى : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) التوبة/ 65، 66 .
راجع إجابة السؤال رقم : (175838) .
رابعا :
قولك لزوجتك : ” آسف على أنني كنت مسلما ” يحتمل أمرين :
أولا :
أن تكون قلت ذلك بغضا لدين الله ، وكرها له ، وانتفاء منه ، بحيث أنك كنت تود لو ولدت وعشت غير مسلم ، فهذه ردة عن الإسلام ، فإن كان ذلك هو قصدك ، وما أردت به بقولك فأنت به مرتد ، يجب عليك التوبة النصوح والاستغفار والندم ، وأن تجدد الدخول في الدين بنطق الشهادتين .
وبالنسبة للزوجة : فإن كان هذا القول صدر منك قبل الدخول بها : انفسخ النكاح في الحال .
وإن كان بعد الدخول : فإن وفقك الله للتوبة قبل انقضاء العدة فهي زوجتك ، والنكاح بحاله ، وإن كانت التوبة والرجوع إلى الإسلام بعد انقضاء العدة انفسخ النكاح منذ حصلت الردة .
راجع لمعرفة أثر الردة على النكاح قبل الدخول وبعده إجابة السؤال رقم : (134339) .
ثانيا :
أن تكون قلت ذلك بغضا في بعض من تراه حولك من المسلمين ممن يفعل الأفعال المنكرة ، ويأتي بالسفاهات المخجلة ، فلا هو ممن يلتزم بتعاليم دينه وأحكامه وآدابه ، ولا هو ممن يسعى في الحياة بما يعود بالنفع عليه وعلى غيره ، فأردت أن تعبر عن كرهك لهؤلاء ، وخجلك من الانتساب إليهم ، بغضا فيهم وفي أفعالهم وأحوالهم وأخلاقهم المنكرة ، لا بغضا في دينهم ، فإن كان ذلك هو قصدك فإنك لا تكفر به ، ولا تبين به امرأتك منك ، ولكن يجب عليك أن تستغفر الله من هذا الكلام وأن لا تعود لمثله ؛ لما في ظاهره من الفساد ، ولما يتضمنه من بغض المسلمين والحنق عليهم بصورة عامة ظالمة غير عادلة .
سئل ابن باز رحمه الله :
هل من يستهزئ بالدين بأن يسخر من اللحية أو من تقصير الثياب هل يعد ذلك من الكفر ؟
فأجاب : ” هذا يختلف : إذا كان قصده الاستهزاء بالدين فهي ردة ، كما قال تعالى : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) .
أما إذا كان يستهزئ من الشخص نفسه بأسباب أخرى من جهة اللحية أو من جهة تقصير الثياب ، ويعني بذلك أنه متزمت ، وأن يستهزئ بأمور أخرى يشدد في هذا أو يتساهل في أمور أخرى يعلم أنه جاء بها الدين ، وليس قصده الاستهزاء بالدين ، بل يقصد استهزاءه بالشخص فليست ردة ” انتهى بتصرف يسير من “مجموع فتاوى ابن باز” (28 /365) .
نسأل الله أن يتجاوز عنك ويغفر لك ويهديك سواء السبيل .
راجع لتمام الفائدة إجابة السؤال رقم : (14231) ، والسؤال رقم : (178354).
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android