تنزيل
0 / 0

هل يجوز الاستعانة بالجن أو الملائكة في الطيران ؟!

السؤال: 197463

هل من الممكن الطيران بمساعدة من الجن أو الملائكة ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

سبق في جواب السؤال رقم : (102843) بيان أن الاستعانة بالجن ممنوعة شرعا .

وهكذا الملائكة : لا يجوز دعاؤهم ، أو الاستغاثة بهم ، أو طلب الحاجات منهم ، من دون الله عز وجل ؛ بل كل ذلك من الشرك .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” فَمَنْ جَعَلَ الْمَلَائِكَةَ وَالْأَنْبِيَاءَ وَسَائِطَ يَدْعُوهُمْ وَيَتَوَكَّلُ عَلَيْهِمْ وَيَسْأَلُهُمْ جَلْبَ الْمَنَافِعِ وَدَفْعَ الْمَضَارِّ : فَهُوَ كَافِرٌ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ ” انتهى من ” مجموع الفتاوى ” (1/ 124).
وقال علماء اللجنة الدائمة :
” لا يجوز استخدام الجني بأي نوع من الاستخدام ؛ لأن ذلك من الاستعانة بالجن والشياطين ، وهي محرمة ، ووسيلة من وسائل الشرك ، ولا يجوز تصديقهم فيما يخبرون به من أمور السحر والسحرة لما في ذلك من المفاسد ” .
انتهى من ” فتاوى اللجنة الدائمة” (1/ 102) .
وقال علماء اللجنة أيضا :
” الاستعانة بالجن أو الملائكة ، والاستغاثة بهم لدفع ضر أو جلب نفع ، أو للتحصن من شر الجن : شرك أكبر ، يخرج عن ملة الإسلام والعياذ بالله ، سواء كان ذلك بطريق ندائهم ، أو كتابة أسمائهم وتعليقها تميمة ، أو غسلها وشرب الغسول ، أو نحو ذلك ، إذا كان يعتقد أن التميمة أو الغسل تجلب له النفع أو تدفع عنه الضر دون الله ” انتهى من ” فتاوى اللجنة الدائمة ” (1/ 134-135) .

ومن تلبيس الشيطان على العباد : أن يظن أحدهم أنه إذا استعان بالملائكة ، ودعاهم ، وطلب الحاجات منهم ؛ فأُعين ، وقضيت حاجته : أن يظن الملائكة هي التي أعانته ، وهذا من تلبيس الشيطان ومكره وكيده ؛ فالملائكة لا تعين على الشرك بالله ، وإنما أعانه شيطانه ، ليلبس عليه أمر دينه .

والحاصل : أنه لا يجوز الاستعانة بالملائكة ولا بالجن ، لا في الطيران ولا في غيره ، وإنما يستعين العبد في أموره كلها بالله جل وعلا ؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ) رواه أحمد (2664) والترمذي (2516) وصححه ، وصححه الألباني في “صحيح الترمذي” .
وأما في الأمور الحسية الظاهرة : فلا حرج في طلبها ممن يملكها أو يقدر عليها ، والاستعانة به في ذلك ، فهو ـ حينئذ ـ سبب من جملة الأسباب التي يتعاطاها المكلف ، ويأخذ بها .
وقال علماء اللجنة :
” لا يجوز الاستعانة بالجن والغائبين ؛ لأن هذا من الشرك بالله عز وجل ؛ لأن الاستعانة عبادة لا يجوز صرفها لغير الله ، لا من الجن ولا من الإنس ولا من الملائكة ولا غيرهم ، إلا مع القادر الحي الحاضر من الإنس فيما يقدر عليه ، كالاستعانة بالإنسان الحي القادر في الزراعة والبناء وقتال الأعداء ؛ أما الجن فحكم حاضرهم كغائبهم : لا تجوز الاستعانة بهم في شيء من الأشياء؛ لقول الله عز وجل: ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وإذا استعنت فاستعن بالله ) ” انتهى من” فتاوى اللجنة الدائمة ” (1/ 198) .

أما إمكانية الطيران عن طريق الاستعانة بالجن فهذا ممكن في حد ذاته .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
” لا تزال الجن تحمل ناساً، وتطير بهم من مكان إلى مكان ” انتهى من ” النبوات ” (2/ 804) .
وقال أيضا :
” والذين تحملهم الجن، وتطير بهم من مكان إلى مكان، أكثرهم لا يدري كيف حُمِل ” . انتهى من ” النبوات ” (2/ 998) .

لكن ليس كل ممكن مشروعا ، فعامة المعاصي : من الشرك بالله ، والسرقة ، والزنا ، وقتل النفس ، وغير ذلك : هي أمور ممكنة للعباد ، لكن الإمكان وحده ليس دليلا على مشروعية الشيء وجوازه ؛ وإنما مدار المشروعية ، والحلال والحرام : على ما شرعه الله لعباده .

راجع للفائدة جواب السؤال رقم : (124838) .

والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android