0 / 0

هل تجوز مباهلة من ينكر الحديث الصحيح ؟

السؤال: 198398

هل يجوز مباهلة من ينكر الحديث الصحيح ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
اتفق أهل العلم على أنَّ مَن أنكر حجية السنة بشكل عام ، أو كذَّبَ حديث النبي صلى الله عليه وسلم – وهو يعلم أنه من كلامه صلى الله عليه وسلم – فهو كافر .
راجع لمعرفة حكم من يرد الحديث الصحيح جواب السؤال رقم : (115125) .
ثانيا :
المباهلة مشروعة لإحقاق الحق وإبطال الباطل ، عند إصرار المخالف المعاند على باطله .
قال ابن القيم رحمه الله :
” السُّنَّةَ فِي مُجَادَلَةِ أَهْلِ الْبَاطِلِ إِذَا قَامَتْ عَلَيْهِمْ حُجَّةُ اللَّهِ ، وَلَمْ يَرْجِعُوا ، بَلْ أَصَرُّوا عَلَى الْعِنَادِ : أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِلَى الْمُبَاهَلَة ِ، وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِذَلِكَ رَسُولَهُ ، وَلَمْ يَقُلْ: إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ لِأُمَّتِكَ مِنْ بَعْدِكَ، وَدَعَا إِلَيْهِ ابْنُ عَمِّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ لِمَنْ أَنْكَرَ عَلَيْهِ بَعْضَ مَسَائِلِ الْفُرُوعِ ، وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ ، وَدَعَا إِلَيْهِ الْأَوْزَاعِيُّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فِي مَسْأَلَةِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ ، وَلَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَهَذَا مِنْ تَمَامِ الْحُجَّةِ ” انتهى من “زاد المعاد” (3/ 561-562) .
وقال ابن حجر رحمه الله في فوائد قصة أهل نجران :
” وَفِيهَا : مَشْرُوعِيَّةُ مُبَاهَلَةِ الْمُخَالِفِ إِذَا أصر بعد ظُهُور الْحجَّة ، وَقد دَعَا ابن عَبَّاسٍ إِلَى ذَلِكَ ، ثُمَّ الْأَوْزَاعِيُّ ، وَوَقَعَ ذَلِكَ لِجَمَاعَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ .
وَمِمَّا عُرِفَ بِالتَّجْرِبَةِ : أَنَّ مَنْ بَاهَلَ وَكَانَ مُبْطِلًا ، لَا تَمْضِي عَلَيْهِ سَنَةٌ مِنْ يَوْمِ الْمُبَاهَلَةِ ، وَوَقَعَ لِي ذَلِكَ مَعَ شَخْصٍ كَانَ يَتَعَصَّبُ لِبَعْضِ الْمَلَاحِدَةِ ، فَلَمْ يَقُمْ بَعْدَهَا غَيْرَ شَهْرَيْنِ ” .
انتهى “فتح الباري” (8/ 95) .

لكن ينبغي أن ننتبه إلى عظم ذلك الأمر ، وأن المباهلة ليست من ترف القول أو الفعل ؛ بل هو مقام عظيم ، لا يصلح أن يتصدى له إلا من كان عالما بذلك المقام ، من أهل العلم والدين ، ثم يكون ذلك في أمر مهم ، يرجى من ورائه حصول خير عام ، أو دفع شر وضرر ، أو فتنة ، أو شبهة في الدين .
وإنما الشأن العام : أن يُنصح المخالف ، ويؤتى له بالأدلة ، وبكلام العلماء ، ويُستأنى في أمره ، ويُصبر عليه ، ويُدعى له بالهداية .
ولذلك : لم يحصل هذا الأمر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إلا مرة واحدة ، ولا تكاد تحصل في حياة العالم إلا في القليل النادر ، ومن الأئمة والعلماء والدعاة والمصلحين : من يمر عليهم العمر كله ، ولا تحصل له المباهلة .

فإن كان من ينكر الحديث الصحيح وينكر حجيته من رءوس البدع والضلالة وممن يجالَس ويُسمع له ، ويخشى منه إفساد الشباب ونشر البدعة ، فمثل هذا يجادله العلماء ويخاطبه العقلاء وتقام عليه الحجة ، فإن تمادى في غيه ، وخُشي منه على الناس وخاصة الشباب أن يفتنهم ، فرأى العلماء أن دعوته للمباهلة فيها دفع لفساده وحماية للناس من فتنته ، فلهم أن يباهلوه .

راجع لمعرفة شروط المباهلة جواب السؤال رقم : (159581) .
وللمزيد عن الكلام عنها راجع جواب السؤال رقم : (132473) .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android