0 / 0

حكم أكل التمرتين ونحوهما مرة واحدة .

السؤال: 198671

ما حكم الجمع بين تمرتين في لقمة واحدة ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

من أدب الطعام وحسن المؤاكلة أن القوم إذا اجتمعوا على طعام ، من تمر أو نحوه : فلا يقرن الواحد منهم بين التمرتين ، فإن أراد أن يفعل فليستأذن أصحابه .
فروى البخاري (2489) ومسلم (2045) عن ابْن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قال: ” نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْرُنَ الرَّجُلُ بَيْنَ التَّمْرَتَيْنِ جَمِيعًا، حَتَّى يَسْتَأْذِنَ أَصْحَابَهُ ” .
وفي رواية : ( إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ مَعَ صَاحِبِهِ فَلَا يَقْرِنَنَّ حَتَّى يَسْتَأْمِرَهُ ) يَعْنِي التَّمْرَ
رواه أحمد (6149) بسند صحيح .
ورواه ابن حبان في صحيحه (5232) ولفظه : ( من أَكَلَ مَعَ قَوْمٍ مِنْ تَمْرٍ, فَلَا يَقْرِنْ , فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يَفْعَلَ , فَلْيَسْتَأْذِنْهُمْ , فَإِنْ أَذِنُوا له فليفعل ) .
ويتأكد النهي إذا كان الطعام فيه قلة والحاجة إليه شديدة ، وقد بوب ابن حبان رحمه الله للحديث بقوله : ” ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنِ الْقِرَانِ فِي الْأَكْلِ إِذَا كَانَ الْمَأْكُولُ فِيهِ قِلَّةٌ وَحَاجَتُهُمْ إِلَيْهِ شَدِيدَةٌ ” انتهى .
ثانيا :
اختلف العلماء في ذكر الاستئذان في الحديث ، فقيل هو مدرج من قول ابن عمر ، وقيل هو مرفوع بأصله ، والراجح أنه صحيح مرفوعا وموقوفا .
قال الحافظ رحمه الله :
” اَلَّذِي تَرَجَّحَ عِنْدِي أَنْ لَا إِدْرَاج فِيهِ . وَقَدْ اِعْتَمَدَ الْبُخَارِيّ هَذِهِ الزِّيَادَة وَتَرْجَمَ عَلَيْهَا فِي كِتَاب الْمَظَالِم وَفِي الشَّرِكَة , وَلَا يَلْزَم مِنْ كَوْن اِبْن عُمَر ذَكَرَ الْإِذْن مَرَّة غَيْر مَرْفُوع أَنْ لَا يَكُون مُسْتَنَده فِيهِ الرَّفْع ” انتهى .
ثالثا :
النهي في الحديث محمول على الاستحباب عند الجمهور ، وقد تقدم في جواب السؤال رقم : (184119) أن ما كان من باب الآداب ومكارم الأخلاق فإن الأمر فيها يكون للاستحباب والنهي فيها للكراهة لا للتحريم .
قال الهيتمي رحمه الله :
” وَالَّذِي يتَّجه : حمله – أي النهي – على مَا يعد الْقران فِيهِ مزريا بِصَاحِبِهِ ، ودالا على تهوره فِي الْأكل ، وَعدم أدبه فِيهِ ” انتهى من “الفتاوى الحديثية” (ص/ 206).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” الشيء الذي جرت العادة أن يؤكل واحدة واحدة ، كالتمر : إذا كان معك جماعة فلا تأكل تمرتين جميعا ، لأن هذا يضر بإخوانك الذين معك ، فلا تأكل أكثر منهم إلا إذا استأذنت وقلت : تأذنون لي أن آكل تمرتين في آن واحد ، فإن أذنوا لك ، فلا بأس .
وكذلك ما جاء في العادة بأنه يؤكل أفرادا ، كبعض الفواكه الصغيرة التي يلتقطها الناس حبة حبة ، ويأكلونها : فإن الإنسان لا يجمع بين اثنتين إلا بإذن صاحبه الذي معه ، مخافة أن يأكل أكثر مما يأكل صاحبه .
أما إذا كان الإنسان وحده فلا بأس أن يأكل التمرتين جميعا ، أو الحبتين مما يؤكل أفرادا جميعا ، لأنه لا يضر بذلك أحدا ، إلا أن يخشى على نفسه من الشرق أو الغصص ” انتهى من “شرح رياض الصالحين” (4/ 217-218) .

راجع جواب السؤال رقم : (13348) لمعرفة آداب الأكل على التفصيل .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android