تنزيل
0 / 0

شبهة في مسألة تشييد القبور والبناء عليها ، ورَدُّها .

السؤال: 200633

طالعت حجج البريليوليه ، فوجدت حججاً سرعان ما تجد ما يدحضها، غير أن هناك إشكالية في إحدى الروايات والتي لم أستطع إيجاد إجابة لها ، فهم يروون حديثاً في أحد كتب تأريخ المدينة المنوّرة لابن أبي شيبة عن يزيد بن …. ( لم يتضح لي ما اسم أبيه) : أنه وجد لوحاً صخرياً أثناء عملية بناء أحد الآبار في بيته مكتوب عليه اسم أمّ المؤمنين حبيبة رضي الله عنها، فتوقف عن الحفر ، وبنى غرفة على قبرها، ويقول الراوي أنه دخل تلك الغرفة ورأى القبر.
ومن خلال هذه الرواية يحاولون الاستدلال على أن البناء على القبور من السنة ، وقد قيل لي إن هذا الحديث موضوع .
فأرجوا منكم الشرح والتفصيل وتوضيح لماذا حُكم على هذه الرواية بالوضع ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
تقدم في إجابة السؤال رقم : (150265) التعريف بالطائفة البريلوية ، وأنها فرقة من
الفرق الصوفية الغالية ، وأصول دعوتهم المنحرفة قائمة على الغلو في النبي صلى الله
عليه وسلم وفي آل بيته ، والغلو في الصالحين ، ومعاداة أهل السنة ، وصرف الناس عن
الجهاد في سبيل الله .
ثانيا :
كما تقدم في إجابة السؤال رقم : (130919) ، والسؤال رقم : (185266) أن البناء على
القبور محرم ؛ لأنه ذريعة إلى الشرك ، ولأنه من البدع المستحدثة المخالفة للسنة
الثابتة في القبور .
ثالثا :
قال أبو زيد عمر بن شبة النميري رحمه الله في “تاريخ المدينة” (1/ 120):
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
عِمْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي قَالَ : ”
لَمَّا حَفَرَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي دَارِهِ بِئْرًا وَقَعَ عَلَى حَجَرٍ
مَنْقُوشٍ مَكْتُوبٌ فِيهِ : قَبْرُ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ صَخْرِ بْنِ حَرْبٍ ،
فَدَفَنَ عَقِيلٌ الْبِئْرَ، وَبَنَى عَلَيْهِ بَيْتًا ، قَالَ يَزِيدُ بْنُ
السَّائِبِ: فَدَخَلْتُ ذَلِكَ الْبَيْتَ فَرَأَيْتُ فِيهِ ذَلِكَ الْقَبْرَ ”

وهذا إسناد تالف ؛ عبد العزيز بن عمران : هو الزهري المدني الأعرج ، المعروف
بابن أبي ثابت ، وهو متروك الحديث ، قال يحيى بن معين ليس بثقة ، إنما كان صاحب شعر
، وقال أيضا : كان يشتم الناس ويطعن في أحسابهم ، ليس حديثه بشيء ، وقال البخاري :
منكر الحديث لا يكتب حديثه ، وقال النسائي : متروك الحديث ، وقال مرة لا يكتب حديثه
، وقال ابن حبان : يروي المناكير عن المشاهير ، وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث منكر
الحديث جدا ، وقال ابن أبي حاتم : امتنع أبو زرعة من قراءة حديثه وترك الرواية عنه
، وقال الترمذي والدارقطني : ضعيف .
“تهذيب التهذيب” (6 /312) .
وقال عمر بن شبة نفسه الذي روى له هذا الخبر :
” كَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ كَثِيرَ الْغَلَطِ فِي حَدِيثِهِ ؛ لِأَنَّهُ أَحْرَقَ
كُتُبَهُ ، فَإِنَّمَا كَانَ يُحَدِّثُ بِحِفْظِهِ ” انتهى من “تاريخ المدينة” (1/
123) .

فكيف يُحتج بمَن هذه حاله في مخالفة عقيدة المسلمين ، وما كان عليه السلف الصالح
من ترك تشييد البناء على القبور والنهي عنه ؟! وهذه قبور كبار الصحابة رضي الله
عنهم في البقيع : لا بناء عليها ، ولا تشييد .
ولا شك أنه لا يجنح للاحتجاج بمثل هذا إلا أحد رجلين : إما جاهل بذلك العلم ، وما
تصح الحجة به ، وما لا تصح ، أو صاحب هوى ؛ فما وافق هواه أورده ، كائنا ما كان ،
وما خالفه تركه ، ولو كان في الصحيحين .

راجع للاستزادة إجابة السؤال رقم : (26312) ، والسؤال رقم : (126400) .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android