0 / 0

لا يثبت حديث في أن من علامات قيام الساعة سقوط سبعة من رؤساء الدول

السؤال: 200848

ما صحة هذا الحديث ؟
علامات يوم القيامة الكبرى :
1- سقوط سبعه من أمراء الدول .
2- ظهور الإمام المهدي .
3- ظهور الدجال .
4- نزول سيدنا عيسى عليه السلام .
5- ظهور يأجوج ومأجوج .
6- شروق الشمس من مغربها .
7- أبواب التوبة تغلق .
8- ستظهر دابة الأرض لتضع علامة على المسلمين .
9- سيعم الضباب على الأرض لمده أربعين يوما وسيقتل كل المؤمنين الحق حتى لا يشهدوا بقيه العلامات .
10- نار عظيمه تسبب الدمار .
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم :
( إن من نقل هذا النبأ عني سأجعل له يوم القيامة مكانا بالجنة ) .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
هذا الحديث بهذا التمام لم نجد له أصلا ، وأمارات الوضع عليه لائحة ، فهو مع ركاكته فإن قوله فيه ” من نقل هذا النبأ عني ، سأجعل له يوم القيامة مكانًا بالجنة ” قول منكر ؛ إذ كيف يكون مجرد نقل مثل هذا الخبر له هذا الثواب الجزيل ، وقد قال ابن القيم رحمه الله :
” والأحاديث الموضوعة عليها ظلمة وركاكة ومجازفات باردة تنادي على وضعها واختلاقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ” انتهى من “المنار المنيف” (ص 50) .
ثم ذكر جملة من الأمور الكلية التي يعرف بها كون الحديث موضوعا ، ومنها : ” ركاكة ألفاظ الحديث وسماجتها ، بحيث يمجها السمع ويدفعها الطبع ، ويسمج معناها للفطن ” انتهى من “المنار المنيف” (ص 99) .
ثانيا :
ما ذكره من العلامات من ظهور الدجال ، ونزول عيسى عليه السلام ، وظهور المهدي ، وطلوع الشمس من مغربها ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وخروج الدابة ، وغلق باب التوبة ، وخروج النار ثابت في السنة الصحيحة .
انظر إجابة السؤال رقم : (78329) .
ثالثا :
قوله عن الدابة أنها تضع علامة على المسلمين خطأ ، والمشهور أنها تخطم أنوف الكافرين ، فروى الترمذي (3187) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مَعَهَا خَاتَمُ سُلَيْمَانَ وَعَصَا مُوسَى فَتَجْلُو وَجْهَ المُؤْمِنِ وَتَخْتِمُ أَنْفَ الكَافِرِ بِالخَاتَمِ ، حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الخِوَانِ لَيَجْتَمِعُونَ فَيَقُولُ: هَاهَا يَا مُؤْمِنُ، وَيُقَالُ: هَاهَا يَا كَافِرُ، وَيَقُولُ : هَذَا يَا كَافِرُ وَهَذَا يَا مُؤْمِنُ ) .
وقال الترمذي عقبه : ” هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الوَجْهِ فِي دَابَّةِ الأَرْضِ. وَفِيهِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ ” انتهى .
وضعفه الألباني في “ضعيف الترمذي” .
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تَخْرُجُ الدَّابَّةُ فَتَسِمُ النَّاسَ عَلَى خَرَاطِيمِهِمْ ، ثُمَّ يَغْمُرُونَ فِيكُمْ حَتَّى يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ الْبَعِيرَ فَيَقُولُ: مِمَّنْ اشْتَرَيْتَهُ؟ فَيَقُولُ: اشْتَرَيْتُهُ مِنْ أَحَدِ الْمُخَطَّمِينَ ) .
وصححه الألباني في “الصحيحة” (322) .
رابعا :
قوله ” يعم الضباب الأرض أربعين يوما ويقتل المؤمنين ” فالثابت بالسنة الصحيحة ما رواه مسلم (2937) عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، قَالَ: ” ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ … ” .
فذكر الحديث في نزول عيسى عليه السلام وقتله الدجال وخروج يأجوج ومأجوج ، إلى أن قال : ( فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ ) .
وروى مسلم أيضا (2940) عن عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فذكر حديث الدجال ثم قال : ( ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّأْمِ ، فَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ ، حَتَّى تَقْبِضَهُ ) .
وروى مسلم أيضا (2907) عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى تُعْبَدَ اللَّاتُ وَالْعُزَّى ) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ حِينَ أَنْزَلَ اللهُ : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) [التوبة/ 33 أَنَّ ذَلِكَ تَامًّا قَالَ : ( إِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، فَتَوَفَّى كُلَّ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ ، فَيَبْقَى مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى دِينِ آبَائِهِمْ ) .
خامسا :
أما قوله إن من أشراط الساعة سقوط سبعة من أمراء الدول : فلا نعلم له أصلا .

والواجب على المسلم أن يستثبت أولا من الخبر المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يرويه عنه ، وخاصة تلك الأحاديث التي يتناقلها الناس عبر الإنترنت ، فإن فيها الكثير من الأحاديث الموضوعة والتي لا أصل لها .
ولقد أحسن الأخ السائل صنعا إذ سأل عن صحة هذا الحديث ، وهذا سبيل من يحتاط لدينه ويخاف من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو القائل :
( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) رواه مسلم في مقدمة الصحيح (1/7) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android