0 / 0

عندهم عوائد منكرة عند تحية الأكابر لا يتم الزواج إلا بها ، فماذا يصنع ؟

السؤال: 200986

أنا شاب في منتصف العشرينات من عمري من أسرة يوروبوية من جنوب غرب نيجيريا وأتمنى الزواج قريبا ، لكن هناك قضية يستعصي علي معالجتها ، وهي : أن هناك عرفا سائدا يتبع في تحية الكبار ، وذلك أن الرجال يلقون بأنفسهم على الأرض ممدين رجليهم ويقبلون بوجههم نحو الأرض ، أو انحناء بالجذع بحيث يكون تقريبا من تسعين درجة مع النصف المتبقي من الجسم ، أو جلوس القرفصاء ، في حين تركع المرأة واضعة ركبتيها على الأرض .
يأخذ أبي هذا النوع من التحية على محمل الجد ويهدد من يأبى ذلك من أبنائه يوم زواجه باللعن ، وكذلك من يرفض التصوير ، وكانت شقيقتي قبلي رفضت هذ العرف ، واشتدت وطأة أبي عليها ، وفي الوقت نفسه حاولنا أن نشرح له الأمر ، ولكن غلبت عليه ميوله الصوفية .
وكما يبدو أنني لا يمكن أن أستمر بالزواج بدونهم ، بما تنصحونني علما بأنني أحتاج إلى الزواج قريبا خشية الوقوع في الحرام .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
تقدم بيان أن الانحناء عند اللقاء أو التحية لا يجوز ؛ لما فيه من الذل لغير الله ، والتشبه بالأعاجم .
ويشتد المنع إذا ازداد الانحناء حتى صار ركوعا أو قريبا منه ، فإن كان ركوعاً أو سجوداً أريد به تعظيم ذلك المخلوق كتعظيم الله فإنه يكون من الكفر .
فلا يحل لأحد بحال أن يحني ظهره إلا لله رب العالمين .
راجع جواب السؤال رقم : (159164) .
ومن هذه الهيئات المنكرة المستشنعة في التحية : ما ورد ذكره في السؤال ؛ فلا يجوز للمسلم أن يعمل شيئا من ذلك ، وبعضه أشد فحشا من بعض .
والواجب عليكم – وخاصة في ظل ما يبلغنا من أحوالكم ، وتآمر أهل الكفر وأتباع الصليب عليكم – أن تتمسكوا بدينكم ، وتحاربوا البدع والمنكرات ، وتجتهدوا في ذلك أشد الاجتهاد .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن من ورائكم أيام الصبر ، الصبر فيه مثل قبض على الجمر ، للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله ) قيل : يا رسول الله أجر خمسين منهم ؟ قال : ( أجر خمسين منكم ) . رواه أبو داود (4341) وصححه الألباني في “صحيح أبي داود” .
ثانيا :
يجب عليكم – بمزيد من العقل والحكمة والعلم ، مع الاستعانة بالله تعالى – أن تنصحوا أباكم في هذا الشأن بما يصحح به اعتقاده ، ويصرفه عن هذه الخرافات والبدع المحدثة ، وتبينوا له الحكم الشرعي في ذلك ، وتصبروا عليه في النصح والتذكير بما أوجب الله له من حق عليكم ، ثم استعينوا بأهل العلم والخير والصلاح في ذلك .
ومع الإخلاص وحسن النية والقصد ، وحسن التوكل على الله ، وحسن الظن به ، ومزيد من الصبر والإلحاح ينصلح حاله بإذن الله .
ولا يضرك سبه أو لعنه أو دعاؤه عليك ؛ فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ؛ وإن كره وسخط وسب ودعا ، ودعاؤه عليك ظلم منه ( وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) آل عمران/ 57 .
فلا تطع والدك في فعل ما يأمرك به من الأمر المنكر ، ولكن تحمل وتجمل بالصبر واستعن بالله ولا تعجز ؛ فإن الفرج مع الكرب ، وإن النصر مع الصبر ، وإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا .
يقول الشيخ ان باز رحمه الله :
” لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، فإن أطاعه في المعصية صار معصية ، وإن أطاعه في الشرك صار مشركا ” .
انتهى من “فتاوى نور على الدرب” (1/ 271) .
وراجع جواب السؤال رقم : (13032) .

فإن خشيت على نفسك العنت ، وأمكن مداراته بأخف الصور المذكورة في التحية ، فتجلس القرفصاء على الأرض عنده ، فنرجو ألا يكون بذلك بأس ، إن شاء الله ، إذ إن هذه الجلسة ليست هيئة عبادة لله .
فإن لم يكفه ذلك ؛ فلا عليك أن تتزوج بغير إذنه ، وبعيدا عنه ، واجتهد في الاستقلال بنفسك ، وطلب عيشك ، ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله .
فإن استطعت أن تتزوج بدون إذنه فلا حرج عليك .

7577) .
والله تعالى أعلم ..

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android