0 / 0

يسأل عن صحة حديث : مَنِ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْ عِصَابَةٍ وَفِي تِلْكَ الْعِصَابَةِ مَنْ هُوَ أَرْضَى لِلَّهِ مِنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وخانَ رَسُولَهُ وخانَ الْمُؤْمِنِينَ

السؤال: 201759

هل هناك حديث يقول : أيما شخص ساعد في اختيار الحاكم الخطأ ، في حين أن هناك من هو أحق منه فقد خان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

رُوي في هذا المعنى حديث ، لكنه لا يصح .
ولفظه : ( مَنِ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْ عِصَابَةٍ وَفِي تِلْكَ الْعِصَابَةِ مَنْ هُوَ أَرْضَى لِلَّهِ مِنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وخانَ رَسُولَهُ وخانَ الْمُؤْمِنِينَ )، رواه الحاكم في مستدركه (4/ 104) ، والطبراني في ” المعجم الكبير ” (11/ 114) ، من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
ولفظ الطبراني : ( مَنْ تَوَلَّى مِنْ أُمَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَوْلَى بِذَلِكَ وَأَعْلَمُ مِنْهُ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ، فَقَدْ خَانَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَجَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ ).
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 212): ” فيه أبو محمد الجزري حمزة ولم أعرفه ، وبقيَّه رجاله رجال الصحيح”.
وأبو محمد الجزري هذا هو: حمزة بن أبي حمزة الجزري ، قال عنه الحافظ ابن حجر في ” تقريب التهذيب ” (1519) : “متروك متهم بالوضع”، وبه أعلَّه الشيخ الألباني في ” السلسلة الصحيحة “(3/ 19)، وهو في ” ضعيف الترغيب والترهيب ” (1339) .
فالحديث ضعيف جدًّا ، بهذا الإسناد ، لا يصح.
وله طرق أخرى عن ابن عباس ، كلها ضعيفة .
ينظر : “السلسلة الضعيفة” للشيخ الألباني رحمه الله (4545) ، (7146) .

وقد رُويَ في هذا المعنى قولُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيضًا، ولفظه: ” مَن اسْتعملَ رجلاً لِمَوَدَّة أو لِقَرابَةٍ ، لا يستعمِلُه إلاَّ لذلك ؛ فقد خانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ والمؤمِنينَ”، رواه ابن أبي الدُّنيا، كما في ” مسند الفاروق ” لابن كثير (2/ 536) .

على أن ضعف الحديث ، لا ينفي أن ذلك واجب في الجملة على من تولى شيئا من أمور المسلمين ، كما دلت عليه قواعد الشرع ، وأصوله العامة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” .. يجب على ولي الأمر أن يولي على كل عمل من أعمال المسلمين أصلح من يجده لذلك العمل ..” ، وذكر الحديث السابق ، وأثر عمر ، ثم قال :
” فيجب عليه البحث عن المستحقين للولايات من نوابه على الأمصار ، من الأمراء الذين هم نواب ذي السلطان ، والقضاة ، ومن أمراء الأجناد ، ومقدمي العساكر ، والصغار والكبار ، وولاة الأموال من الوزراء والكتاب …
وعلى كل واحد من هؤلاء أن يستنيب ويستعمل أصلح من يجده ، وينتهي ذلك إلى أئمة الصلاة والمؤذنين والمقرئين والمعلمين وأمير الحاج …
فيجب على كل من ولي شيئا من أمر المسلمين ، من هؤلاء وغيرهم : أن يستعمل فيما تحت يده في كل موضع ، أصلح من يقدر عليه ” .
انتهى باختصار من “السياسة الشرعية” (7-11) ط عالم الفوائد .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android