0 / 0

هل صح عن ابن عباس أنه قال ” طلب الْعلم سَاعَة خير من قيام لَيْلَة ” ؟

السؤال: 202983

هل من الممكن أن تخبرني بدرجة صحة الحديث التالي؟
الحديث رقم مائتان وست وخمسون من صحيح الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : ” طلب العلم ساعة أفضل من قيام الليل” .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
“سنن الترمذي” أو “جامع الترمذي” رحمه الله ، لا يطلق عليه “صحيح الترمذي” ؛ لأنه يشمل أقسام الحديث كلها ، فيشمل الصحيح والحسن والضعيف والواهي والموضوع ، ولأن مصنفه رحمه الله لم يشترط على نفسه صحة كل ما يورده فيه ، بل ينص على ضعف كثير مما ورد فيه من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة .
ثانيا :
“صحيح الترمذي” هو كتاب رتبه الشيخ الألباني رحمه الله ، انتخب فيه كل الأحاديث التي يرى أنها صحيحة أو حسنة من “جامع الترمذي” ونحّى ما عدا ذلك من الحديث ليكون من نصيب كتابه الآخر “ضعيف الترمذي” .
ثالثا :
هذا الحديث المذكور ، لم يروه الترمذي في جامعه ولا في غيره ، لا مرفوعا ولا موقوفا ، وإنما رواه الديلمي في “مسند الفردوس” (2/268) من طريق نهشل بن سعيد الترمذي ، عن الضحاك ، عن ابن عباس مرفوعاً ، ولفظه : ( طلب الْعلم سَاعَة خير من قيام لَيْلَة ، وَطلب الْعلم يَوْمًا خير من صيام ثَلَاثَة أشهر ) .

ونهشل بن سعيد هذا : كذاب ، قال أبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهويه كذاب ، وقال ابن معين : ليس بشيء وقال مرة ليس بثقة ، وقال أبو داود ليس بشيء ، وقال أبو حاتم ليس بقوي ، متروك الحديث ، ضعيف الحديث ، وقال النسائي متروك الحديث وقال في موضع آخر ليس بثقة ولا يكتب حديثه ، وقال ابن حبان يروي عن الثقات ما ليس في أحاديثهم لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب ، وقال الحاكم روى عن الضحاك المعضلات ، وقال البخاري روى عنه معاوية البصري أحاديث مناكير ، وقال أبو سعيد النقاش روى عن الضحاك الموضوعات .
“تهذيب التهذيب” (10/ 479) .
وقال الشوكاني في “الفوائد المجموعة” (ص 285) : ” فِي إِسْنَادِهِ: كذاب ” .
وأورده الألباني في “الضعيفة” (3828) وقال : ” موضوع ” .

ورواه الدارمي (271) من طريق حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ، يَذْكُرُ عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ” تَدَارُسُ الْعِلْمِ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ، خَيْرٌ مِنْ إِحْيَائِهَا ” .
وهذا موقوف على ابن عباس رضي الله عنه ، وإسناده ضعيف ، فابن جريج ، واسمه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج : رواه عن مجهول لا يعرف ، وهو إلى ذلك : كان يسمع الحديث من المجروحين والمتروكين ثم يسقطهم تدليسا ، قال الإمام أحمد : إذا قال ابن جريج قال فلان وقال فلان ، وأُخبِرْت : جاء بمناكير ، وإذا قال : أخبرني وسمعت فحسبك به . وقال أيضا : بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة. كان ابن جريج لا يبالى من أين يأخذها – يعنى قوله: أخبرت ، وحدثت عن فلان …
وقال الدارقطني تجنب تدليس ابن جريج ، فإنه قبيح التدليس ؛ لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح ، مثل إبراهيم بن أبي يحيى وموسى بن عبيدة وغيرهما .
“تهذيب التهذيب” (6/404- 405) ، “ميزان الاعتدال” (2/ 659) .
رابعا :
ورد في فضل طلب العلم وفضل أهله أحاديث كثير صحيحة ، تغني عن هذا الحديث وعن غيره مما لم يثبت .
– منها ما رواه الترمذي (2682) عن أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ المَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ العِلْمِ ) .
وصححه الألباني في “صحيح الترمذي” .
– ومنها ما رواه مسلم ( 2699 ) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ) .

والأحاديث والآثار عن السلف في ذلك الباب كثيرة .

فعلى المسلم أن يحرص على طلب العلم ، وأن يأخذه عن أهله العالمين ، وأن يستثبت في كل ما ينقله ويذكره .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android