أبلغ من العمر ثلاثين عاما ، توفي والدي منذ سنوات بعيدة ، وكان من أحن وأطيب البشر ،
قدر الله لي أما لا تعرف معنى الأمومة ، ولا تعرف إلا الغلظة والإهانة ، بعد وفاة أبي حرمتني المال ، ووصل بي الحال أن أمد يدي للغير لأخذ بضع جنيهات ؛ بل وصل الحال أن آخذ من ملابس قريناتي المستعملة بعد أن ضاقت ملابسي علي لكبر سني ، كل هذا ونحن نملك في البنوك ومن العقارات ما يساوي الملايين ولكنه الظلم .
لا أكتب إليكم لأشكو ظلم امرأة تركت أبي حتى مات من المرض بدون أن تقف بجانبه أو تتكرم حتى بغسل ملابسه ، في حين تركت فتاة صغيرة ظلت من 14 حتى 16 تطبخ لأبيها حينا ، وتغسل حينا آخر ، وهي لم تتدرب يوما ولا تعرف ماهو الطبخ أو الغسيل حتى مات حزنا على مافعلته به زوجته في مرضه .
لا أكتب لكم لأشكو هذه المرأة التي لطالما آذتني كل هذا لا يهم .
مايهم هو أنني وبعد أن وصلت لسن الثلاثين ومررت بكل الآلام سواء منها أو من سواها في الحياة ، وبعد سنوات طوال من الدعاء أن يخلصني الله من الألم والعذاب ويعفو عن الزلات وصلت إلى مرحلة اليأس وفقدان الأمل .
يا الله دعوتك كثيرا ، واحترق قلبي كثيرا أرجوك أن ترحمني ، ولكنك لم تأذن .
ماذا تفعل لو شعرت أن الله لا يريدك ؟ لا يمر يوم بدون ألم وحزن وربما كارثة في حياتي .
لا أشكو الله ، حاشا لله فهو الكامل المنزه عن الخطأ وأنا الناقصة ، لكني أشعر أنه لا يريدني
ربما بسبب ذنوبي التي سقطت فيها في مراهقتي بسبب عدم وجود أم وقلة عقلي .
الأمل بالنسبة لي شيء خيالي ، أحلم به فقط لكنه لا يتحقق ، تبت إلى الله وندمت واستغفرت وتمزق قلبي ، ومرت سنوات وسنوات ، تعبت ، لم أعد أقوى على المقاومة ولا على الأمل
، التفكير في الانتحار يلازمني ، يراني الناس صالحة وخدومة ويرفعونني إلى ما لا أستحقه ، هذا فقط ما يظهر لهم ، أما في الحقيقة فأنا لا أعرف للتوفيق بابا ، التوفيق لا يطرق بابي إلا نادرا ، كل أمور حياتي مسدودة ولا أجد ردا يثلج صدري .
لماذا ؟
أعلم أن أول ما سيقال لا تيأسي من روح الله ، أواه من هذه الكلمة ، لطالما نصحت بها المهمومين والمكروبين ، لكن ما يحدث لي يتجاوز كل شيء ، استغفرت كثيرا ، ولكن ظلت أموري كما هي .
ماذا تفعل لو شعرت أن الله لا يريدك ولا يقبل توبتك ؟