0 / 0

كيف نحصل على فضيلة التصبح بسبع تمرات ؟

السؤال: 205041

هل كل التمر الذي بالأسواق والذي يكون مصدره من المدينة النبوية : هو من التمر الذي ورد ذكره في حديث النبي عليه الصلاة والسلام بأنه شفاء من السحر ولدغة العقرب ، أم هناك نوع مخصوص ومحدد من التمر الموجود في المدينة المنورة ؟ وهل يشترط أكل سبع حبات دائما من هذا التمر ، ليحصل الشفاء بأمر الله ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
روى البخاري (5445) ، ومسلم (2047) عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً ، لَمْ يَضُرَّهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ سُمٌّ وَلاَ سِحْرٌ ) .
وروى مسلم (2048) عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ فِى عَجْوَةِ الْعَالِيَةِ شِفَاءً أَوْ إِنَّهَا تِرْيَاقٌ أَوَّلَ الْبُكْرَةِ ) .
ورواه أحمد (24735) ولفظه : ( فِي عَجْوَةِ الْعَالِيَةِ ، أَوَّلَ الْبُكْرَةِ عَلَى رِيقِ النَّفْسِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ سِحْرٍ ، أَوْ سُمٍّ ) وصححه الألباني في ” صحيح الجامع ” (4262) .

فاختلف العلماء في بيان المراد من ذلك الحديث :
فذهب أكثر أهل العلم إلى اختصاص تمر المدينة ، بل اختصاص نوع معين من تمر المدينة ، وهو تمر العجوة ، في عالية المدينة : بهذا الأثر ، وهو ظاهر الحديث .

ومن أهل العلم من رأى أن هذه الفضيلة ، وهذه الوقاية : تحصل بالتصبح بأي نوع من أنواع التمر ، وأن التنصيص على ” العجوة ” في الحديث ، لا يلزم منه اختصاصه بالحكم .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
” ويرجى أن ينفع الله بذلك التمر كله ، لكن نص على المدينة ؛ لفضل تمرها والخصوصية فيه ، ويرجى أن الله ينفع ببقية التمر إذا تصبح بسبع تمرات ، وقد يكون صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك ؛ لفضل خاص ، ومعلم خاص لتمر المدينة لا يمنع من وجود تلك الفائدة من أنواع التمر الأخرى التي أشار إليها عليه الصلاة والسلام ، وأظنه جاء في بعض الروايات : ” من تمر ” من غير قيد ” انتهى من ” مجموع فتاوى ابن باز ” (8/109) .

وهو اختيار الشيخ ابن عثيمين أيضا ، فقال رحمه الله :
” كان شيخنا ابن سعدي رحمه الله يرى أن ذلك على سبيل التمثيل ، وأن المقصود التمر مطلقاً ” انتهى من ” الشرح الممتع ” (5/123) ، وينظر : ” فتاوى نور على الدرب ” .

وينظر كلام أهل العلم في ذلك مفصلا ، في جواب السؤال رقم : (195581) ، وينظر أيضا للفائدة : في جواب السؤال رقم : (198413) .

ثانيا :
العدد : سبع مقصود بخصوصه ، للنص عليه .
قال النووي رحمه الله :
” عدد السبع من الأمور التى علمها الشارع ولا نعلم نحن حكمتها فيجب الإيمان بها واعتقاد فضلها والحكمة فيها ، وهذا كأعداد الصلوات ونصب الزكاة وغيرها ، فهذا هو الصواب فى هذا الحديث ” انتهى من ” شرح النووي على مسلم ” (14/3) .

فلا ينبغي الانتقاص من السبع المنصوص عليها .

ثم إن المطلوب أيضا : أن يواظب على ذلك العمل دائما ، لأن الوقاية المذكورة في الحديث ، مقيدة باليوم الذي يحصل فيه التصبح بهذا العدد من التمر ، وليس المراد أنه إن فعل ذلك مرة ، أو شهرا ، فإنه يوقى من السم دائما .
ففي رواية لمسلم (2047) : ( مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِمَّا بَيْنَ لَابَتَيْهَا حِينَ يُصْبِحُ ، لَمْ يَضُرَّهُ سُمٌّ حَتَّى يُمْسِيَ ) واللابتان : هما الحرّتان .
وعند البخاري (5768) : ( مَنِ اصْطَبَحَ كُلَّ يَوْمٍ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً ، لَمْ يَضُرَّهُ سُمٌّ ، وَلَا سِحْرٌ ذَلِكَ اليَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ ) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android