0 / 0
12,93120/07/2013

تعاني من وساوس في العقيدة وحاولت الانتحار ، فكيف تتخلص من ذلك ؟

السؤال: 207065

أسمع أصواتا في رأسي تسب الله والإسلام ، ولا أستطيع أن أوقفها ، فأقوم بإيذاء نفسي ، وضربها ، كي تتوقف ، كما أنني أردت الانتحار ، لكنني لم أفلح في ذلك ، فأنا أفضل الموت على أن يغضب علي الله سبحانه وتعالى ، هذا يقودني إلى الجنون ، لأنني أخاف أن يغضب علي خالقي ، وأدخل جهنم .
فماذا علي أن أفعل ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

اعلمي ـ يا أمة الله ـ أن ما أصابك : إنما هو من كيد الشيطان لك ، وهمزه ونفثه ووساوسه ، فهو يضيق صدرك بتكرار هذه الوساوس ، حتى ربما ظفر منك بنطقها ، واعتياد ذلك ، أو ضاقت عليك نفسك ، فهممت بما تقولين ، معاذ الله .
إن الجنون حقا : هو الاستسلام لهذه الوساوس ، والانسياق وراءها ؛ واعلمي يا أمة الله ، أن الله عز وجل بر رحيم بعباده ، وأن علاج ذلك أيسر مما تظنين .
فليس الحل في الانتحار ، معاذ الله ، لأن هذا تعقيد للمشكلة ، وليس حلا لها ؛ كالمستجير من الرمضاء بالنار ، وإنما العلاج في أن تتعوذي بالله من هذه الوساوس ، وتصرفي نفسك على التفكير بها :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : ( يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَ كَذَا مَنْ خَلَقَ كَذَا حَتَّى يَقُولَ مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ ) رواه البخاري ( 3102 ) ، ومسلم ( 134 ) .
وفي رواية مسلم : ( آمنت بالله ورسله ) .
وفي رواية أخرى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : ” جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ ، قَالَ : ( وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ ؟ ) ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : ( ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ ) . رواه مسلم ( 132 ) .
وينظر جواب السؤال رقم : (102851) ، ورقم : (98295) ، ورقم : (12315) .
اشغلي وقتك ـ يا أمة الله ـ بما ينفعك في الدنيا والآخرة ، ولا تتركي نفسك في فراغ ، يملؤه عليك الشيطان بالوساوس ؛ ومتى ما كنت في ساعة فراغ ، فافزعي إلى ذكر الله ، وطاعته ، وتلاوة القرآن ؛ قال الله تعالى : ( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) سورة الشرح .
واعلمي أن أعظم راحة لك من قلق القلب واضطرابه : هو ملازمة ذكر الله :
( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد/28 .
وفي حديث الحارث الأشعري ، في وصايا يحي بن زكريا عليهما السلام ، التي أمر بها بني إسرائيل :
( وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ العَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ ، كَذَلِكَ العَبْدُ لَا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ ) .
رواه الترمذي (2863) وصححه الألباني .
ثم لا بأس ، مع ذلك كله ، أن تعرضي نفسك على طبيب نفسي متخصص ، لعلك أن تكوني في حاجة إلى بعض العلاجات العضوية ، المفيدة في مثل ذلك ، ريثما تخف عنك حدة ما أنت فيه .
نسأل الله لك الشفاء والعافية مما أنت فيه .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android