تنزيل
0 / 0

حديث ( الشقي المحروم هو تارك الصلاة ) : لا أصل له !!

السؤال: 209163

أرجو مساعدتي في تخريج ودرجة هذا الحديث:
عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال يوما لأصحابه : ( اللهم لا تدع فينا شقيا ولا محروما ) ، ثم قال صلى الله عليه و سلم : ( أتدرون من الشقي المحروم ؟ ) ، قالوا : من هو يا رسول الله ؟ قال : ( تارك الصلاة ) .
وقد بحثت عن تخريج ودرجة هذا الحديث , فلم أجد تخريج ودرجة وسند هذا الحديث ، وقد وجدته في كتاب الكبائر والزواجر , فإن هذا الحديث قد ذكره الذهبي في كتاب الكبائر بدون عزو ولا سند، وذكره كذلك ابن حجر الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر بدون سند .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
كتاب “الكبائر” المتداول المنسوب للإمام الذهبي لا يوثق بنسبته إلى الإمام الذهبي ،
ولا ينبغي الاعتماد على هذه النسخة المتداولة ، أو الاحتجاج بشيء منها ، إلا ما كان
صحيحا مشهورا .
قال الشيخ مشهور بن حسن :
” للإمام الذهبي كتاب الكبائر , ولكن الطبعة المشهورة المتداولة مكذوبة عليه , وهي
على التحقيق للحقي صاحب ” روح البيان ” , وكان الشيخ عبد الرزاق حمزة نشر كتاب
الحقي عازيا إياه خطأً للإمام الذهبي , والحق أنه ليس له , والأدلة على هذا كثيرة
… “
انظر : “كتب حذر منها العلماء” (ص312-318) .
ثانيا :
لا شك أن تارك الصلاة من الأشقياء المحرومين ، ويكفي في بيان شقائه قول النبي صلى
الله عليه وسلم : ( إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ
الصَّلَاةِ ) .
رواه مسلم (82) .
ويكفي في بيان حرمانه قوله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ تَرَكَ صَلاَةَ العَصْرِ
فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ) رواه البخاري (553) .
وتارك الصلاة بالكلية كافر مرتد على الراجح من أقوال العلماء .
راجع جواب السؤال رقم : (9400)
.
ثالثا :
الحديث المذكور ، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمًا لأَصْحَابه : (
اللَّهُمَّ لَا تدع فِينَا شقياً وَلَا محروماً ) ، ثمَّ قَالَ صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم : ( أَتَدْرُونَ من الشقي المحروم ؟ ) ، قَالُوا من هُوَ يَا رَسُول الله ؟
قَالَ : ( تَارِك الصَّلَاة ) .
حديث لا أصل له ، فلم يروه أحد من أهل العلم بالحديث ، ولا نعلم أحدا من علماء
المسلمين ذكره ، إلا ابن حجر الهيتمي الفقيه ، ذكره في كتاب “الزواجر” (1/227) بلا
سند ولا عزو لأحد .

وكتاب الزواجر فيه الكثير من
الأحاديث الموضوعة التي لا أصل لها ، فلا يحتج بما يورده الهيتمي فيه ، وينفرد
بذكره ، وخاصة أن كثيرا من أهل العلم يتساهلون في رواية أحاديث الفضائل والزواجر ،
باعتبار ثبوت أصولها بالأحاديث الصحيحة المعروفة .
وفيما صح من الأحاديث في الترهيب من ترك الصلاة وإضاعتها والتهاون بها ما يغني عن
هذا الحديث الباطل .
والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android