تنزيل
0 / 0

هل يثاب الإمام على إمامته الصلاة أكثر مما يثاب المأمومين ؟ وهل يتحمل عنهم أخطاءهم إذا أخطئوا ؟

السؤال: 209449

هل يثاب الإمام في الصلاة أكثر من المصليين ؟ وهل يتحمل أخطائهم هو؟!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
الإمامة في الصلاة ولاية شرعية ذات فضل ، تولاها النبي صلّى الله عليه وسلّم بنفسه
، وكذلك خلفاؤه الراشدون ، وما زال يتولاها أفضل المسلمين علماً وعملاً ، وروى مسلم
(673) عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ ،
فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ
كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً ، فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً ، فَإِنْ كَانُوا فِي
الْهِجْرَةِ سَوَاءً ، فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا ) – أي إسلاما .

وفي هذا ما يدل على فضل
الإمامة ؛ حيث يختار لها أفضل الناس وأعلمهم .
قال المواق المالكي رحمه الله في “التاج والإكليل” (2/ 470) :
” ( وَإِنْ تَشَاحَّ – للتقدم في الإمامة – مُتَسَاوُونَ لَا لِكِبْرٍ اقْتَرَعُوا
) قال ابْنُ بَشِيرٍ: بِأَنْ تَشَاحَّ مُتَسَاوُونَ لِفَضْلِهِمْ ، لَا لِرِئَاسَةٍ
: اقْتَرَعُوا ” انتهى بمعناه .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” النصوص العامة وإيماؤها وإشارتها تدل على فضل الإمامة سواء في الجمعة أو غيرها ؛
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) ”
انتهى من “فتاوى نور على الدرب” (8/ 2) بترقيم الشاملة .
وإذا كان المأموم له فضل صلاة الجماعة ؛ فإن الإمام يشاركه في ذلك ، ويزيد عليه :
قيامه بالولاية الشرعية ، بإمامته للناس في الصلاة .

غير أن إثبات الفضل المعين ،
أو فضيلة الإمام على بعض المأمومين على وجه التعيين ، هو من أمور الغيب التي لا يحل
لأحد أن يتجاسر عليها ، من غير خبر من الصادق المصدوق ، ومرد الأمر في ذلك كله إلى
رب العالمين .

ثانيا :
لا يتحمل الإمام أخطاء المأمومين ، إنما يتحمل عنهم الجهر في الصلاة الجهرية ،
ويتحمل عنهم قراءة السورة القصيرة أيضا ، كما يتحمل عن بعضهم قراءة الفاتحة إذا جاء
مسبوقا ، كما يتحمل سهو المأمومين ، وقال ابن المنذر : ” وأجمعوا على أن ليس على من
سها خلف الإمام سجود ، وانفرد مكحول ، وقال: عليه ” .
انتهى من “الإجماع” (ص 40) .
أما إذا أخطأ المأموم فترك القراءة في الصلاة بالكلية ، أو ترك تسبيحات الركوع أو
السجود ، أو عبث في صلاته أو التفت فيها أو نظر إلى السماء ، أو ضحك في الصلاة ، أو
أكثر الحركة فيها بغير حاجة ، أو سبق الإمام ، أو سلم قبله ، ونحو ذلك : فإنه لا
يتحمله عنه الإمام ، وإنما يتحمله هو عن نفسه ؛ لعموم قوله تعالى : ( وَلَا تَزِرُ
وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) الأنعام/ 164 .

وينظر جواب السؤال رقم : (142325)
.

والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android