تنزيل
0 / 0

كيف أخفف عن زوجي آلام الماضي ؟

السؤال: 211168

تضرر شخص من زواجه السابق مرتين ، قبل الدخول بهما ، وخسر الكثير من الثروة عليهما . وقد تزوج للمرة الثالثة ، وهو يقول : إنه سعيد الآن . لكنه لم ينس آلام الماضي ، ويريد أن ينسى .
هو تقي ولكن أيضا يستمع إلى الأغاني ، يشعر بجرح المشاعر بسرعة كبيرة ، ويتوقع من زوجته أن تتعلم ألا تكسر قلبه ، على الرغم من أنه غير مقصود ، كيف يجب عليها تخفيف ألمه من دون فرض ذلك عليه ؟ فهو يكره أن يملَى عليه أي شيء ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

بداية، نود الترحيب بك أختنا بموقع الإسلام سؤال وجواب ، ونشكرك على الثقة بنا ،كما
لا يفوتننا أن نهنئك على اهتمامك بأمر زوجك ، وحرصك على إيجاد الطريقة السليمة
للتعامل معه كي لا تخسريه.
أختنا الفاضلة،
إن ما مر به زوجك من مشاكل نفسية ، وخسارات مادية في حياته الزوجية قبلك ، وتكرر
ذلك : كفيل بجعله يحس بالخيبة ، ولربما بقدر من فقدان الثقة ، بل إن بعض الرجال
يجعلهم الفشل في تجربة عاطفية محبطين ، وبعضهم قد يعرض عن الزواج بالكلية ، إذا
تكرر فشله ، وبعضهم قد تصبح لديه روح انتقامية ، فيرى في كل النساء تلك المرأة التي
كبدته الخسائر ، وجربت عليه الآلام ؛ فاحمدي الله أن زوجك يعترف الآن بأنه سعيد معك
، واحرصي ما أمكنك على إسعاده ، وعلى تعويضه .
وهاهنا بعض التنبيهات ، والنصائح الملائمة للمقام ، نسأل الله أن ينفع بها:
– زوجك تقي حسب ما ورد في رسالتك ، لكنه يستمع للأغاني ، فاعملي على نصحه بالإقلاع
عما يغضب الله ، بطريقة غير مباشرة ، كأن تتركي له بعض الفتاوى المسموعة والمقروءة
بالمفضلة على الجهاز ، أو بجعله يستمع معك لذلك ، كأن تشغليها حال وجوده ، واعملي
على اختيار مواد نافعة قصيرة ، وهي منتشرة بفضل الله على الشبكة ، فإن ذلك أدعى
لعدم ملله ، وافعلي ذلك بشأن كل المخالفات الشرعية التي قد تبدر منه ، واجعلي ذلك
على فترات متباعدة حتى لا يسأم ، أو يشعر منك بالوصاية عليه ، وقدمي الأهم فالمهم
مما يمكن أن يقع فيه من مخالفات .
– أشعريه على الدوام بثقتك فيه ، وفيما يقوم به ، سواء بخصوص أعماله الشخصية ، أو
ما يقدمه لك أنت ، ولو كان صغيرا ، فإن ذلك يعزز من ثقته بنفسه ، ويحببك إليه .
– حاولي ما أمكنك ألا تنبشي عن ماضيه ، وألا تكرري عليه الحديث بخصوص ما مر به من
فشل .
– إن حدثك هو عن آلامه ، فلا تظهري له ضجرك وسأمك من تكرار بوحه ، ونجواه لك ، أو
حكاياه القديمة ؛ بل وسعي خاطرك للإنصات إليه ، ولاحتوائه ، وأظهري له اهتمامك بكل
ما يقول ، وتعاطفك معه ،وكرري على مسامعه أن ذلك ماض لن يعود ، إن شاء الله ، وأن
رجاءكما إنما هو في الله ، وحسن ظنكما بربكما : أن يبدلكما خيرا ، وأن يعوضه عن
ألمه السابق ، راحة وسكونا .
-حاولي أن تتخطي معه آلام الماضي ، وحكاياه ، وذكرياته ، وليكن همكما : المستقبل ،
وكيف تستعينان بالله أن يوفقكما فيه .
-زوجك كما أخبرت رجل حساس ، ويتأثر بأقل الكلمات ويتحسس منها ، ويأخذها على محمل
الجد ، فتجعله يشعر بالانزعاج ، فعليك إذن فالابتعاد عن كل الكلام الذي يمكن ان
يسبب في جرحه وألمه، وعلى خلاف ذلك ، أكثري من الثناء عليه ، ومدحه بما هو مناسب
ملائم ، خاصة أمام عائلتيكما .
-احترمي رأيه ، و إن كنت تختلفين معه ، فلا تواجهيه بذلك ، فإنه يعتبر ذلك انتقادا
لشخصيته ، وأما مخالفة رأيه ، أو موقفه ، فليكن بأسلوب لبق ملائم .
– تجاوزي عن أخطائه الصغيرة ، ولا تجعلي منها سببا لمناكدته ، والعتب المستمر عليه
، فحسب ما يفهم من رسالتك فهو ليس عنيفا ولا عدوانيا ، فإن بدر منه ما يسوؤك ،
فتجاوزي عنه ما أمكن ، واحتسبي ذلك عند ربك .
–الرجل في حياته الزوجية قد يكون كتوما ، وقد يكون غير قادر على تحديد ما يريده من
حياته ، وأين يجد سعادته ، وربما كان هذا هو الذي يؤدي إلى الفشل في بعض الحالات .

فاعلمي أختنا أن أهم ما يريده الزوج من حياته :1- النجاح ، 2- الاستقرار والسكينة
3- الحب والرعاية والاهتمام وربما تكون هناك أشياء أخرى ، حسب الفوارق بين الرجال ،
لكن تبقى هذه أهمها؛ فاجتهدي في أن يشعر منك بالرضا والامتنان للعيش معه ، وأشعريه
بـ”السكن” المرجو من الزواج ، وجو المودة والرحمة ، التي تفتقدها كثير من الزيجات .

يسر الله لك أمرك ، وأصلح لك زوجك ، وجمع بينكما في خير .
والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android