0 / 0

يشتكي والده الذي يتردد على أماكن القمامة والقذارة ، ويعامله وأمه وإخوته معاملة سيئة .

السؤال: 211204

مشكلتي هي أبي ، فهو رجل أمي لا يعرف الكتابة والقراءة ، ومع ذلك فهو عنيد يريد أن يكون صاحب السلطة في كل الأمور ، ولديه عادة يفعلها دائما ، منذ أن خلقت ، وأسرتي مكونة من 14 فردا ، لم يتزوج أحد منهم بسبب أفعال الوالد ، وأنا أوسطهم .
مشكلة أبي هو أنه يجمع القذارة والأزبال من القمامات بشكل يومي ، كما أنني رأيته يفعل ذلك أكثر من مرة حتى إنه يأكل من هذه القذارة ، وهو يملك المال ويخبئه ، وكأنه يعبده ، حتى البيت يمتلئ بالأشياء القذرة ، وكأنه مكان للنفايات ، حتى أكاد أختنق من هذه الأفعال ، رغم مشاكله التي وقعت بينه وبين والدتي ، فهو ينتقم منها من خلالنا ، كما أنه دائما يذهب إلى المسجد برائحة كريهة في ثيابه وجسمه . لقد نصحناه كثيرا فيزداد في معاندته ، رغم أنه كبر في سنه .
وسؤالي : كيف ينظر الإسلام إلى أمثال هذا الرجل ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
لا شك أن الوالد يجب أن يكون القدوة الحسنة لأولاده ، يربيهم على البر والتقوى ، وينهاهم عن الإثم والعدوان ومعصية الله ومعصية الرسول ، فيدعوهم إلى كل خير قولا وعملا ، وينهاهم عن كل شر قولا وعملا ، وهو في ذلك كله القدوة الحسنة والمثال الصالح الطيب لأولاده ، فلا يدعوهم إلى خير إلا وهو يسبقهم إليه ، ولا ينهاهم عن شر إلا وهو ينأى بنفسه عنه .
ثانيا :
لا بد من استنفاد كل الوسائل في منعه عن هذا الذي يفعله ، ولكن بالحكمة والأدب وحسن الصحبة والصبر وتحمل الأذى ، فتارة بالقول الحسن والنصح الجميل ، وتارة بالترهيب من سوء العاقبة في الدنيا والآخرة ، وتارة بتوجيه النظر إلى مصلحة أولاده وخاصة البنات ، وتارة بالاستعانة بمن يمكن الاستعانة به من المعارف والأقارب والأصحاب ، وكذلك أهل الصلاح من أهل العلم والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ليبينوا له قبح البخل ، وسوء حال صاحبه ، وحث الإسلام على النظافة والطهارة ، وجمال الحال ، وظهور أثر نعمة الله على العبد .
مع استدامة التوجه إلى الله بالدعاء له بالصلاح والاستقامة والانتهاء عن حاله ، وما هو عليه .
ثالثا :
ينبغي أن تضعوا في الاعتبار أنه والدكم ، فله بذلك الحق عليكم في البر وحسن الصحبة ، واحتمال الأذى وعدم التعرض له بسوء من سب أو غيبة أو تعنيف ونحو ذلك .
ولا شك أن هذه الصورة من صور البلاء الشديد ، والواجب على المسلم تجاه ما يبتليه الله به أن يصبر عليه ، ويدعو الله أن يكشف الضر عنه .

فإذا تضررتم بمثل ذلك : فلا حرج عليكم في أن يسعى من تأهل منكم للزواج ، والاستقلال بنفسه في مسكن مستقل ، والاجتهاد في تخطي عقبة حال الوالد بذلك ، وتوسيط بعض الأهل والأقارب ليكونوا معكم في ذلك الأمر ، ثم اجتهدوا بعد ذلك في بره وصلته ، بما تقدرون عليه .
ولا مانع أيضا من أن تتشاركوا في الاستقلال بمنزل لكم ، يبعدكم عن ذلك الأذى ، ويغشاكم فيه الوالد ، متى أحب ، بعيدا عن الأشياء التي يدخلها إلى منزله .

وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (111960) ، (122178) .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android