0 / 0

أسماء النبي صلى الله عليه وسلم سماه الله بها

السؤال: 211853

هل اختار الله سبحانه وتعالى وقدَّر أن يكون اسم النبي صلى الله عليه وسلم محمدا ، وهل الله سبحانه وتعالى هو الذي سمى نبيه بهذه الأسماء : أحمد ، والماحي ، والحاشر ، والعاقب ، وغيره من الأسماء ، أم أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى نفسه بهذه الأسماء ؟ وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف نفسه أو يعرف عند الناس قبل بعثته بالاسم أحمد ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

المسلم يؤمن بأن جميع ما يقع في هذا الكون من صغير أو كبير ، أو جليل أو حقير ، كله من عند الله ، وبقضائه وقدره عز وجل ، كما قال سبحانه وتعالى : ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) القمر/49 ، وقال عز وجل : ( وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ) القمر/53 ، وقال جل وعلا : ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ) الصافات/96.
ولا يخرج عن هذه القاعدة شيء مما يكون في الدنيا ، ومن ذلك تسمية النبي صلى الله عليه وسلم بأسمائه الشريفة ، إنما كان بقضائه واختياره سبحانه وتعالى ؛ ولنا على ذلك أدلة عدة :
الدليل الأول :
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر أصحابه عن أسمائه ، إنما نطق بوحي يوحى ، ولم ينطق بشيء من عند نفسه ، كما قال سبحانه وتعالى : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) النجم/3-4.
الدليل الثاني :
أن كثيرا من هذه الأسماء وردت في القرآن الكريم ، والقرآن كلام الله عز وجل ، فما اختاره فيه من أسماء لنبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، هي مزيد تكريم وتشريف لهذا النبي العظيم .
وقد عد السيوطي ما رآه من أسمائه صلى الله عليه وسلم – على طريقة الاشتقاق من الصفات والأفعال – فبلغ بها ثلاثمائة وبضعا وأربعين اسما ، وقسمها أقساما فقال : " الأول : ورد في القرآن بصريح الاسم ، وهي محمد وأحمد …" انتهى من " الرياض الأنيقة " (ص/7) .
الدليل الثالث :
وهذا ما فهمه الصحابة الكرام ، والعلماء الثقات ، في أكثر ما وقفنا عليه مما كتب في هذا الموضوع .
روى البخاري في " التاريخ الأوسط " (1/13) قال : حدثنا قتيبة ، حدثنا سفيان ، عن علي بن زيد قال : كان أبو طالب يقول :
فشق له من اسمه ليجله *** فذو العرش محمود وهذا محمد
وقد عزي هذا البيت لحسان بن ثابت رضي الله عنه أنه قال :
" أغر عليه للنبوة خاتم *** من الله من نور يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي لاسمه *** إذ قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله *** فذو العرش محمود وهذا محمد "
انتهى من " الشفا " للقاضي عياض (1/460) .
يقول الإمام الزهري رحمه الله :
" وَقَدْ سَمَّاهُ اللَّهُ رَؤُوفًا رَحِيمًا " رواه مسلم (6177) .
ويقول أبو العباس القرطبي رحمه الله :
" أسماؤه إنما تلقاها من الوحي ، ولا يسمى إلا بما سماه الله به " انتهى من " المفهم " (6/150).
ويقول ابن العربي المالكي رحمه الله :
" إن الله خطط النبي صلى الله عليه وسلم بخططه ، وعدد له أسماءه ، والشيء إذا عظم قدره عظمت أسماؤه " انتهى من " عارضة الأحوذي " (10/281) .
ويقول القاضي عياض رحمه الله :
" فضل نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بأن حلاه منها في كتابه العزيز ، وعلى ألسنة أنبيائه بعدة كثيرة " انتهى من " الشفا " (1/459) .
ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قال عياض كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحمد قبل أن يكون محمدا كما وقع في الوجود ، لأن تسميته أحمد وقعت في الكتب السالفة ، وتسميته محمدا وقعت في القرآن العظيم ، وذلك أنه حمد ربه قبل أن يحمده الناس ، وكذلك في الآخرة يحمد ربه ، فيشفعه ، فيحمده الناس وقد خص بسورة الحمد ، وبلواء الحمد ، وبالمقام المحمود ، وشرع له الحمد بعد الأكل وبعد الشرب ، وبعد الدعاء ، وبعد القدوم من السفر ، وسميت أمته الحمادين ، فجمعت له معاني الحمد وأنواعه صلى الله عليه وسلم …" انتهى من " فتح الباري " لابن حجر (6/ 555) .
ويمكنكم مراجعة الفتاوى الآتية في موقعنا ، ففيها مزيد شرح وتفصيل : (139531)، (153824) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android