أنا شابة مسلمة أعاني من فيروس الحلأ البسيط ( الهربس )، وهو فيروس غير ذي أعراض بالنسبة لحالتي ، إذ لم أكتشف إصابتي به إلا عند إجراء بعض تحاليل الدم ، على إثر علاقة محرمة وقعت فيها ، فاكتشفت عرضاً أنني مصابة بهذا الفيروس ، ولأنه لا أعراض له فإنني لا أعاني من أي ألم ، بل ولا أدري إن كان ما زال هناك أم إنه قد تلاشى ، لكن الأبحاث تقول : إنه من النادر جداً أن يتلاشى .
والسؤال هو :
هل يجوز لي الزواج وأنا في هذه الحالة ؟
وبمعنى آخر : هل ينبغي عليَّ أن أبقى عزباء بقية حياتي ، حتى ولو لم أعان من أي أعراض ؟
لقد قرأت فتوى على موقعكم تجيب عن سؤال إحدى الأخوات التي تسأل عن إمكانية زواجها برجل مصاب بهذا الفيروس، والحقيقة أن هذا المرض ليس مرضاً مميتاً ، ولا يمكن للشخص أن يموت بسببه . كما أن المرأة المصابة به يمكن لها أن تحبل ، وأن تلد أولادا أصحاء .
فما نصيحتكم لي ؟
فقد تحول الأمر إلى ثقل على كاهلي منذ أن عرفت موضوع هذا الفيروس ، وخصوصاً عند التفكير بالزواج ؛ لأنني أشعر بداخلي أنه من غير الإنصاف أن أتزوج وأنا بهذه الحالة ، فلا أدري ما العمل .
وإذا لم يجز لي الزواج فما العمل لكبح رغبتي الجنسية ؟
وهل هناك طرق علاج غير الصيام ، فأنا نحيلة الجسد ، والصيام يزيد من نحولي ؟
هل تتزوج رغم إصابتها بفيروس الهربس ؟
السؤال: 211971
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
نسأل الله أن يتوب علينا وعليك ، ونذكرك بالتوبة النصوح ، والصدق مع الله في الإقلاع عن المحرمات .
وباب التوبة مفتوح ، مفتاحه الندم على ما فات ، والعزم على عدم العودة إليه ، مع الاستغفار وسؤال الله بصدق وإخلاص العفو والصفح ، ومن تاب تاب الله عليه قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) التحريم/ 8 .
ثانيا :
يجوز لك الزواج بمن ترغبين ، بشرط بيان المرض الذي تحملينه للخاطب ، وهو الذي يقرر بعد ذلك ، ويكون مستعداً لتحمل النتائج .
قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ) رواه البخاري (13) ، ومسلم (45) .
فكما أنك لا ترضين – لو كنت سليمة – أن يتزوجك مصاب وهو يخفي عنك مرضه ، فكذلك لا يجوز لك إخفاء مرضك عمن يتقدم لخطبتك .
وأنتِ قد ذكرت في سؤالك سعيك للعلاج ومحاولة التخفيف من آثار هذا المرض ، ونسأل الله لك الشفاء ، فإنه الشافي لا شافي إلا هو ، ونسأل الله أن يرزقنا العفة والعفاف والاستقامة والثبات على دينه .
أما النصائح حول سبل مقاومة الغريزة الجنسية ، فقد سبق تفصيلها في الفتوى رقم : (20161).
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الشيخ محمد صالح المنجد
موضوعات ذات صلة