0 / 0

هجر زوجته لأنها تتكبر عليه وتفتعل المشاكل

السؤال: 212536

أنا إنسان ملتزم والحمد لله ، متزوج منذ 25 عاما ، لكن زوجتي تعاملني بتكبر ، وتحاول بث الفرقة بيني وبين أهلي ، وتفتعل المشاكل باستمرار ، وأنا أعظها ، وأعطيها الفرصة تلو الأخرى ؛ لكي تصلح أمرها ، لكن دون جدوى ، وأنا الآن هاجرها ، ورغبتي الجسدية قوية ، لا أستطيع أن أعاشرها ، ولا أعرف ماذا أفعل برغبتي ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
لا يخفى أن الحياة الزوجية لا تخلو من مشاكل ومناقشات ، ومد وجزر خلال مراحلها المتعددة ، والزوج العاقل من يستطيع احتواء المشاكل والبحث عن حلول جذرية لما يمكن أن يعكر صفو حياته ، ولعل أغلب مشاكل الأزواج من عدم فهم كل واحد نفسية شريكه ، وطبيعته ، وردود أفعاله ، فيحكم عليه من خلال شخصيته هو ، ويتعامل معه من خلال زاوية رؤيته هو للأشياء .
قد تكون فعلا الزوجة ـ حقا ـ من النوع المتكبر ، بسبب تربيتها ، أو وضعية خاصة لأسرتها ، أو بسبب طبيعتها ، وقد يكون الخلل فيك أنت ، حين لم تحسن فهم شخصيتها ، أو تقديرها ؛ فقد تكون لها قدرات وشخصية قوية مقارنة مع شخصيتك وتتعامل هي من هذا المنطلق ، فتفسرها أنت على أنها تكبر ، قد تكون أنت من النوع الذي لا يقبل تفوق المرأة أو ذكاءها .
وكيفما كان الأمر ، فينبغي أن تسأل نفسك أولا ، وبجد ، وصدق : هل كنت حريصا فعلاً على إصلاحها بالطرق الناجعة الكفيلة بجعلها تراجع نفسها ، أم كنت عونا للشيطان عليها ؟ هل اتبعت فعلا معنى الموعظة التي هي تذكير بتقوى الله وطاعته وبحقك عليها ، كما قال الله تعالى : ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ) النساء/34 .
قال القرطبي رحمه الله : ” ( فَعِظُوهُنَّ) أَيْ بِكِتَابِ اللَّهِ ، أَيْ ذَكِّرُوهُنَّ مَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهِنَّ مِنْ حُسْنِ الصُّحْبَةِ وَجَمِيلِ الْعِشْرَةِ لِلزَّوْجِ ، وَالِاعْتِرَافِ بِالدَّرَجَةِ الَّتِي لَهُ عَلَيْهَا ، وَيَقُولُ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَوْ أمرت أحداً أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ) ، وَقَالَ : ( لَا تَمْنَعْهُ نَفْسَهَا وَإِنْ كَانَتْ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ) ، وَقَالَ : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ بَاتَتْ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ ) ، فِي رِوَايَةٍ ( حَتَّى تُرَاجِعَ وَتَضَعَ يَدَهَا فِي يَدِهِ) ، وَمَا كَانَ مِثْلَ هَذَا” . انتهى من ” تفسير القرطبي” (5/171) .
ثانيا :
الذي نراه لك :
أن تستفرغ الجهد في نصحها ، مع تنويع أساليب النصح والإرشاد والحرص على رأب الصدع بينكما .
ولا مانع من أن تستعين ببعض العقلاء الناصحين من أهلها ، إذا تطلب الأمر ذلك ، أو ببعض الثقات من نسائك ، أو نسائها .
وإذا أمكن أن تستصلح قلبها بشيء من الإحسان : هدية ، كلمة طيبة ، رحلة إلى مكان مناسب … ، فافعل .
وإن لم يجد شيء من ذلك كله ، ووجدت أن الضرب سوف يؤدبها ، وينفع في إصلاحها : فافعل ، على ألا يكون ضربا مبرحا .
ولا تجعل جو المشكلات : يصدك عن حقك في زوجتك ، وحقها منك ، فإن التباعد عن ذلك الأمر من شأنه أن يزيد النفور بينكما ، وتستحكم المشكلات ، بدافع خفي من الرغبة التي لم تجد لها سبيلا صحيحا !!
فإن لم يفلح شيء من ذلك كله ، وكنت قادرًا على الزواج بأخرى : فافعل ، واجعل ذلك قضاء وطرك ؛ فإن صلح أمر الأولى : فاجعل بينهما ، واجتهد على أن تعدل بينهما ، وتتقي الله فيهما ، كما أمرك الله .
نسأل الله أن يصلح لك شأنك ، ويصلح لك زوجك ، ويجمع بينكما في خير .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android