0 / 0

حديث : ( القَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ ) ضعيف السند ، صحيح المعنى .

السؤال: 212749

هل صحيح أن الحديث النبوي : القبر إما روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النار ، حديث ضعيف ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

روى الترمذي (2460) من طريق عُبَيْد اللهِ بْن الوَلِيدِ الوصافِيّ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ: ” دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصَلاَّهُ فَرَأَى نَاسًا كَأَنَّهُمْ يَكْتَشِرُونَ – أي يضحكون – قَالَ : ( أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ أَكْثَرْتُمْ ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ : لَشَغَلَكُمْ عَمَّا أَرَى ، فَأَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ ؛ الْمَوْتِ !! فَإِنَّهُ لَمْ يَأْتِ عَلَى القَبْرِ يَوْمٌ إِلاَّ تَكَلَّمَ فِيهِ فَيَقُولُ : أَنَا بَيْتُ الغُرْبَةِ ، وَأَنَا بَيْتُ الوَحْدَةِ ، وَأَنَا بَيْتُ التُّرَابِ ، وَأَنَا بَيْتُ الدُّودِ ، فَإِذَا دُفِنَ العَبْدُ الْمُؤْمِنُ قَالَ لَهُ القَبْرُ: مَرْحَبًا وَأَهْلاً ، أَمَا إِنْ كُنْتَ لأَحَبَّ مَنْ يَمْشِي عَلَى ظَهْرِي إِلَيَّ ، فَإِذْ وُلِّيتُكَ اليَوْمَ ، وَصِرْتَ إِلَيَّ : فَسَتَرَى صَنِيعِيَ بِكَ ، قَالَ: فَيَتَّسِعُ لَهُ مَدَّ بَصَرِهِ ، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الجَنَّةِ ، وَإِذَا دُفِنَ العَبْدُ الفَاجِرُ ، أَوِ الكَافِرُ ، قَالَ لَهُ القَبْرُ: لاَ مَرْحَبًا وَلاَ أَهْلاً ، أَمَا إِنْ كُنْتَ لأَبْغَضَ مَنْ يَمْشِي عَلَى ظَهْرِي إِلَيَّ ، فَإِذْ وُلِّيتُكَ اليَوْمَ ، وَصِرْتَ إِلَيَّ ، فَسَتَرَى صَنِيعِيَ بِكَ !! قَالَ: فَيَلْتَئِمُ عَلَيْهِ ، حَتَّى تَلْتَقِيَ عَلَيْهِ وَتَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ )
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِأَصَابِعِهِ ، فَأَدْخَلَ بَعْضَهَا فِي جَوْفِ بَعْضٍ قَالَ: ( وَيُقَيِّضُ اللَّهُ لَهُ سَبْعِينَ تِنِّينًا ، لَوْ أَنْ وَاحِدًا مِنْهَا نَفَخَ فِي الأَرْضِ : مَا أَنْبَتَتْ شَيْئًا مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا ، فَيَنْهَشْنَهُ وَيَخْدِشْنَهُ حَتَّى يُفْضَى بِهِ إِلَى الْحِسَابِ) .
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّمَا القَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ ) .
وقال الترمذي عقبه : ” هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ ” . اهـ

وهذا إسناد ضعيف جدا ، عطية : هو ابن سعد العوفي القيسي ، ضعيف ، ضعفه النسائي ، وأبو زرعة ، والساجي ، وغيرهم .
انظر : “التهذيب” (7/200-202) .
وعبيد الله بن الوليد راويه عنه : ضعيف أيضا ، بل ضعيف جدا ، ضعفه ابن معين ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، وغيرهم ، وقال عمرو بن علي ، والنسائي : ليس بثقة ولا يكتب حديثه ، وقال العقيلي : في حديثه مناكير ، لا يتابع على كثير من حديثه .
وقال ابن حبان يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات ، حتى يسبق إلى القلب أنه المعتمد لها ، فاستحق الترك ، وقال الحاكم : روى عن محارب أحاديث موضوعة ، وقال الساجي عنده مناكير ضعيف الحديث جدا .
” تهذيب التهذيب” (7 /50-51) ، ” ميزان الاعتدال ” (3/17) .
والحديث ذكره الشيخ الألباني رحمه الله في ” ضعيف الترغيب والترهيب” (1944) وقال : “ضعيف جدا” .
وله شاهد يرويه الطبراني في ” الأوسط” (8613) من طريق مُحَمَّد بْن أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ ، نا أَبِي ، نا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعا .
ومحمد بن أيوب بن سويد : متهم ، قال أبو زرعة : رأيته قد أدخل في كتب أبيه أشياء موضوعة ، وقال الحاكم ، وأبو نعيم : روى عن أبيه أحاديث موضوعة ، وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه .
“لسان الميزان” (5 /87) .
وأبوه أيوب بن سويد : متروك الحديث ، قال ابن معين : ليس بشيء ، وقال ابن المبارك: ارم به ، وقال النسائي: ليس بثقة .
“ميزان الاعتدال” (1 /287) .
وله شاهد آخر يرويه البيهقي في ” إثبات عذاب القبر” (50) من طريق مُحَمَّد بْن عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ ، أَنَا سَلَمَةُ بْنُ أَخِي عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ شَيْبَةَ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مرفوعا .
والواقدي متهم ، كذبه الشافعي ،وأحمد ، والنسائي ، وغيرهم ، وقال إسحاق بن راهويه : هو عندي ممن يضع الحديث .
“تهذيب التهذيب” (9 /326) .
وقد ضعف هذا الحديث الحافظ العراقي في “تخريج أحاديث الإحياء” (ص358) ، والحافظ ابن رجب ، كما في “الجامع لتفسيره” (2/377) ، والحافظ السخاوي في “المقاصد” (ص484) ، والشوكاني في ” الفوائد المجموعة ” (ص269) ، والألباني في ” ضعيف الجامع ” (1231) .
فهو حديث ضعيف بهذا اللفظ ، ولكنه صحيح المعنى ، راجع جواب السؤال رقم : (9381) .
ويغني عنه حديث البراء المشهور في عذاب القبر ونعيمه .
انظر له جواب السؤال رقم : (47055) .

ويغني عنه أيضا ما رواه الترمذي (2308) وحسنه ، وابن ماجة (4267) ، وأحمد (454) ، والحاكم (7942) عَنْ هَانِئٍ، مَوْلَى عُثْمَانَ ، قَالَ : ” كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ يَبْكِي حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ ، فَقِيلَ لَهُ : تَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ ، وَلَا تَبْكِي، وَتَبْكِي مِنْ هَذَا ؟ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ ، فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ ، فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ) قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ ) .
صححه الحاكم ، ووافقه الذهبي ، وحسنه الألباني في “صحيح الترمذي” .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android