تنزيل
0 / 0

نماذج من إجلال أهل العلم للعلم .

السؤال: 214680

أرجو تزويدي ببعض الأمثلة للعلماء الأوائل ، وكيف أنهم احترموا العلم ومصادره.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

العلماء ورثة الأنبياء ، وحملة الشريعة ، يعلِّمون الناس أمور دينهم ، وما أحل الله
لهم وما حرم عليهم ، ويذبون عن دين الله ، ويحاربون البدعة ، ويفصلون بين الناس
بالقسطاس المستقيم .
يستغفر لهم كل شيء حتى حيتان البحر ، ويعرف فضلهم الناس جميعاً على اختلاف مراتبهم
في الدنيا ، ولولا أن الله تعالى اجتباهم ومنَّ بهم على الناس لضلوا ، ولتنازعوا ،
ولهلكوا .
وهذا شأن أهل العلم في كل زمان ، وفي كل أمة ، إلا أن الله تعالى اختص علماء هذه
الأمة بمزيد فضل ؛ فإن هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس ، وعلماءها خير أصنافها .
ويأتي في مقدمة أهل العلم : أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ، ثم
أتباعهم من أئمة التابعين وعلمائهم ، ثم أتباعهم من العلماء الفقهاء الصلحاء .
ومن أكابر علماء هذه الأمة وفقهائها الأئمة الأربعة ، أصحاب المذاهب المتبعة : أبو
حنيفة ، ومالك ، والشافعي ، وأحمد بن حنبل رحمهم الله .
ينظر لتراجمهم جواب السؤال رقم : (46992)
، (119256) ، (153652)
، (153333) .
وقد اجتمعوا على طلب العلم ونشره وتعليمه الناس وإعظام قدره وإجلال أهله :
– كان الإمام مالك بن أنس رحمه الله من أشد الناس توقيرا لحديث رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، قال أبو مصعب : ” كان مالك لا يحدث إلا على وضوء ، إجلالاً منه لحديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم ” .
وقال مصعب بن عبد الله : ” كان مالك إذا سئل الحديث توضأ وتهيأ ولبس ثيابه فقيل له
في ذلك فقال: إنه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “.
ينظر : “ترتيب المدارك” (2/16) .
– وقَالَ يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ : ” سَمِعْتُ أَبَا يُوْسُفَ القاضي
عِنْد وَفَاتِهِ يَقُوْلُ: ” كُلُّ مَا أَفْتَيْتُ بِهِ ، فَقَدْ رَجَعتُ عَنْهُ ،
إِلاَّ مَا وَافَقَ الكِتَابَ وَالسُّنَّةَ ” .
انتهى من “سير أعلام النبلاء” (7/ 471) .
– وكان طاهر بن عبد الله – الأمير – يودّ أن يأتيه أبو عبيد القاسم بن سلام ليسمع
منه كتاب غريب الحديث في منزله ، فلم يفعل أبو عبيد إجلالاً لحديث رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فكان هو يأتيه .
وقدم علي بن المدينى وعباس العنبريّ ، فأرادا أن يسمعا غريب الحديث ، فكان يحمل كلّ
يوم كتابه ويأتيهما في منزلهما، فيحدّثهما فيه إجلالا لعلمهما .
ينظر: “إنباه الرواة” (3/ 17) .
فامتنع أن يأتي بعلمه الأمير في بيته إجلالا للعلم ، وذهب بالعلم لأهله في بيوتهم
إجلالا لهم .
وينظر جواب السؤال رقم : (21523) .
– وقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ : ” رُبَّمَا يَقَعُ فِي قَلْبِي
النُّكْتَةُ مِنْ نُكَتِ القَوْمِ أَيَّاماً فَلاَ أَقْبَلُ مِنْهُ إلَّا
بِشَاهِدَيْنِ عَدْلَينِ الكِتَابُ وَالسُّنَّة ” .
انتهى من “سير أعلام النبلاء” (8/ 327) .
– وروى الإمام الشافعي يَوْمًا حَدِيثا وَقَالَ إِنَّه صَحِيح ، فَقَالَ لَهُ
قَائِل : أَتَقول بِهِ يَا أَبَا عبد الله ؟
فاضطرب وَقَالَ : ” يَا هَذَا أرأيتني نَصْرَانِيّا ؟ أرأيتني خَارِجا من كَنِيسَة
؟ أَرَأَيْت فِي وسطي زناراً ؟ أروي حَدِيثا عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم وَلَا أَقُول بِهِ ؟!” .
نقله السيوطي في : “مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة” (ص 6) .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (10471)
، (10690) ، (104411)
.
والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android