0 / 0

والدتها ترفض ذهابها لبيت صديقتها لمدارسة العلم ، فهل تطيعها ؟

السؤال: 216294

أنا فتاة أذهب عند بيت صديقتي مرة بالأسبوع ، نجمتع أنا وصديقاتي ، ونتدارس الكتب مع بعض ، ككتاب الطهارة ، أو الفتاوى ، والتوحيد لابن تيمية ، ونقيم لبعضنا امتحانات ؛ حتى نتعاون على الدراسة ، وفهم العلم الشرعي ، لكن أمي لا توافق على ذهابي بدون إعطاء سبب شرعي ، وأظن أنها لا تحب صديقتي التي أذهب عندها ، وتظن أنهن سيؤثرن عليَّ سلبا ، وتقول : إنها غير راضية عني إذا ذهبت ، لكن أنا لا أستطيع الانقطاع عنهن ؛ لأني أفتر عن طلب العلم ، كما أن الإيمان يبلى ، ويحتاج الإنسان إلى أخوات يعينه على الطاعة والثبات .
فما حكم ذهابي بدون رضا أمي ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
دلت النصوص الشرعية على وجوب طاعة الوالدين وبرهما والإحسان إليهما ، قال الله عز وجل : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا . . ) الإسراء/23 .
وقوله تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا..) سورة النساء /36.
وعَن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : ” أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ أَبْتَغِي الْأَجْرَ مِنْ اللَّهِ ، قَالَ : ( فَهَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ ) قَالَ : نَعَمْ بَلْ كِلَاهُمَا قَالَ : ( فَتَبْتَغِي الْأَجْرَ مِنْ اللَّهِ ) قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : ( فَارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا ) ” رواه مسلم (2549).
وغير ذلك من النصوص الدالة على أن برهما والإحسان إليهما من أفضل الطاعات وأجل القربات.
ثانيًا :
يشترط لخروج المرأة من بيتها إذن والدها ، فإن كانت ذات زوج اشترط إذن زوجها ؛ لما رواه البخاري (893) عن ابن عمر رضي الله عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال – : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ … وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ).
سئل علماء “اللجنة الدائمة” : (12/101) : ما حكم ذهابي إلى المسجد أو مجلس ذكر في بيت مسلم للدعوة أو التلقي بغير إذن الوالد ، إذ أنه لو علم بذلك لمنعني ، ولكن الإيمان يبلى كما يبلى الثوب ، وأحتاج إلى تجديد إيماني ؛ لأني في وسط مليء بالمنكرات، فهل يجوز لي الذهاب خفية أم لا ؟
فأجابوا : المرأة قبل زواجها تحت ولاية أبيها ، فلا يجوز لها الخروج من البيت إلا بإذنه ، سواء كان للمسجد أو لغيره ؛ لأن طاعة الأب واجبة في غير معصية الله ” انتهى .
وعليه :
حاولي أخذ إذن أبيك ؛ لأنه هو وليك والمسئول عنك ، فإذا أذن بالخروج ، فلك أن تخرجي مع محاولة استرضاء الأم بما تستطيعين .
وإن رفض الأب ، فليس لك الخروج .
وبإمكانكِ التوفيق بين طاعة الوالدين وتحصيل العلم الشرعي عن طريق سماع الأشرطة العلمية والقنوات العلمية المفيدة ، ففيها الخير الكثير ، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .
قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ : ” لا شك أن هذه الأشرطة تكفيهم عن الحضور إلى أهل العلم إذا كان لا يمكنهم الحضور , وإلا فإن الحضور إلى العلماء أفضل وأحسن وأقرب للفهم والمناقشة , لكن إذا لم يمكنهم الحضور فهذا يكفيهم ” انتهى من ” مجموع الفتاوى ” (26/143).

ولا شك أن تفقهك في الدين واجتماعك بأخواتك في الله مطلب عزيز ، وشأن طيب ، ولذا نقترح عليك تحصيل ولو درجة من هذا الاجتماع عبر مجموعات التواصل الاجتماعي كالواتس آب ونحوه مثلاً ، بحيث تكونين معهم صوتاً وروحاً ، ولو لم تكوني معهم جسداً .
ونسأل الله لك التوفيق .
وينظر جوال السؤال : (154378).
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android