0 / 0
4,20323/06/2014

تقدم لخطبتها رجل يعترف بتقاضي الرشوة ويرفض ترك ذلك أو حتى مناقشته قبل الزواج فرفضته فهل فعلت برفضها هذا الصواب ؟

السؤال: 216725

لقد تقدم لخطبتي شاب وقد اعترف لي بأنه يتقاضى رشوة في عمله بالطبع رفضت الموضوع وقلت له : إما أن نتعاون على العيش على طاعة الله أو أن نفترق ، فرفض النقاش بتاتا بحجة أن ندع ذلك حتى يتم الزواج فقررت عدم الاستمرار معه ، أحيانا أقول : هل كنت مخطئة عندما رفضت تأجيل الموضوع فقد أكون سببا لعدم هدايته وربما لم أعطه فرصة ليتغير بعد الزواج ، خاصة وأنني كنت أرى أن قبضه للرشوة نقص في دينه .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الرشوة أمر محرم ، لا خلاف في تحريمه ، وهي من كبائر الذنوب ، وقد جاء في الرشوة من الوعيد واللعن ما يرهِّب العاقل من الإقدام عليها ، فقد أخرج أبو داود (3580) ، والترمذي (1336) ، وابن ماجه (2313) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ ) ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في ” صحيح سنن أبي داود ” .

ولا شك أن فاعل الرشوة فاسق ؛ لمخالفته أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقيامه بأمر يعرضه للعن الله سبحانه له ، والفاسق لا يستحق التزويج من المؤمنة ؛ لأنه ليس كفؤا لها ، ولأنه ليس مرضيا في دينه ولا خلقه ، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر بتزويج صاحب الدين والخلق ، فقد أخرج الترمذي (1084) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) ، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في ” صحيح سنن الترمذي” .

وجاء في ” الشرح الكبير وحاشية الدسوقي ” (2 / 249) : ” وَحَاصِلُ مَا فِي الْمَسْأَلَةِ مَنْعُ تَزْوِيجِهَا مِنْ الْفَاسِقِ ابْتِدَاءً ، وَإِنْ كَانَ يُؤْمَنُ عَلَيْهَا مِنْهُ ، وَأَنَّهُ لَيْسَ لَهَا وَلَا لِلْوَلِيِّ الرِّضَا بِهِ ، وَهُوَ ظَاهِرٌ ؛ لِأَنَّ مُخَالَطَةَ الْفَاسِقِ مَمْنُوعَةٌ ، وَهَجْرُهُ وَاجِبٌ شَرْعًا ، فَكَيْفَ بِخُلْطَةِ النِّكَاحِ ؟ …. ” انتهى .

وبذلك تعلمين : أن ما أقدمت عليه من رفض الارتباط بهذا الشاب الذي يعترف بتقاضي الرشوة ، ويرفض مناقشة الأمر قبل الزواج : أمر حسن ، وقرار صحيح موفق منك ، فلقد كان الواجب عليه أن يسارع إلى التوبة من فسقه ومعصيته ، مرضاة لرب العالمين ؛ ثم لست أنت مسؤولة عن شيء من عمله ، ويكفيك منه أن بذلت له النصح ، وطلبت من أن يبدأ في تصحيح مساره ، نسأل الله سبحانه أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك ، وأن يبدلك رجلا خيرا وأطوع لله منه .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android