لقد تقدم لخطبتي شاب وقد اعترف لي بأنه يتقاضى رشوة في عمله بالطبع رفضت الموضوع وقلت له : إما أن نتعاون على العيش على طاعة الله أو أن نفترق ، فرفض النقاش بتاتا بحجة أن ندع ذلك حتى يتم الزواج فقررت عدم الاستمرار معه ، أحيانا أقول : هل كنت مخطئة عندما رفضت تأجيل الموضوع فقد أكون سببا لعدم هدايته وربما لم أعطه فرصة ليتغير بعد الزواج ، خاصة وأنني كنت أرى أن قبضه للرشوة نقص في دينه .
تقدم لخطبتها رجل يعترف بتقاضي الرشوة ويرفض ترك ذلك أو حتى مناقشته قبل الزواج فرفضته فهل فعلت برفضها هذا الصواب ؟
السؤال: 216725
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الرشوة أمر محرم ، لا خلاف في تحريمه ، وهي من كبائر الذنوب ، وقد جاء في الرشوة من الوعيد واللعن ما يرهِّب العاقل من الإقدام عليها ، فقد أخرج أبو داود (3580) ، والترمذي (1336) ، وابن ماجه (2313) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ ) ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في ” صحيح سنن أبي داود ” .
ولا شك أن فاعل الرشوة فاسق ؛ لمخالفته أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقيامه بأمر يعرضه للعن الله سبحانه له ، والفاسق لا يستحق التزويج من المؤمنة ؛ لأنه ليس كفؤا لها ، ولأنه ليس مرضيا في دينه ولا خلقه ، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر بتزويج صاحب الدين والخلق ، فقد أخرج الترمذي (1084) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) ، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في ” صحيح سنن الترمذي” .
وجاء في ” الشرح الكبير وحاشية الدسوقي ” (2 / 249) : ” وَحَاصِلُ مَا فِي الْمَسْأَلَةِ مَنْعُ تَزْوِيجِهَا مِنْ الْفَاسِقِ ابْتِدَاءً ، وَإِنْ كَانَ يُؤْمَنُ عَلَيْهَا مِنْهُ ، وَأَنَّهُ لَيْسَ لَهَا وَلَا لِلْوَلِيِّ الرِّضَا بِهِ ، وَهُوَ ظَاهِرٌ ؛ لِأَنَّ مُخَالَطَةَ الْفَاسِقِ مَمْنُوعَةٌ ، وَهَجْرُهُ وَاجِبٌ شَرْعًا ، فَكَيْفَ بِخُلْطَةِ النِّكَاحِ ؟ …. ” انتهى .
وبذلك تعلمين : أن ما أقدمت عليه من رفض الارتباط بهذا الشاب الذي يعترف بتقاضي الرشوة ، ويرفض مناقشة الأمر قبل الزواج : أمر حسن ، وقرار صحيح موفق منك ، فلقد كان الواجب عليه أن يسارع إلى التوبة من فسقه ومعصيته ، مرضاة لرب العالمين ؛ ثم لست أنت مسؤولة عن شيء من عمله ، ويكفيك منه أن بذلت له النصح ، وطلبت من أن يبدأ في تصحيح مساره ، نسأل الله سبحانه أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك ، وأن يبدلك رجلا خيرا وأطوع لله منه .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب