والدي يبلغ من العمر 60 عامًا ، ووالدتي تصغره بعامين ، وهو من النوع العصبي الكثير الغضب ، والسب ، والضرب المبرح بطريقة غير عادية ، وغير مساوية للحدث ، وهذا ليس بجديد ، وقد تضررت نفسيا أنا وإخوتي بسبب الضرب والشتائم الغير لائقة أمام العامة والخاصة ، مع أنه مصلي ومن الملتحين ، فكانت الأخيرة هي أنه تطاول على أمي بالسب والقذف والضرب المبرح على الوجه ، وبأي شيء يجده أمامه من كرسي أو طاولة أو طفاية أو زجاجة مياه أو أي شيء مهما كان يؤذي أو لا .
فكان من أمي أن تركت البيت ، وذهبت الى بيت أختها ؛ كي تحمي نفسها ، مع العلم أن أمي مريضة بالانزلاق الغضروفي ، والضغط ، والسكر ، وهشاشة العظام ، والسمنة بحكم السن .
فكان من أبي أن ذهب إليها ، ولكنه لم يتفوه بكلمة عن أنه قد تسبب في أي أذى لها بل نهرها على أنها تركت بيتها ، ولكنها رفضت أن تعود معه بهذه الطريقة التي تراها مخزية وغير منصفة لها ، فكان منه أنه تركها لمدة تزيد عن الشهر بقليل دون اتصال ، وحاولت من جهتي أنا وإخوتي أي نصلح بينهما ولكنه رافض بشكل فظيع ، وهي رافضة للصلح بغير أن يرضيها أولا ، وهذا الموقف تكرر في عمري مئات المرات حيث أنني الابن الأكبر .
ومرت الايام وحتى الآن لم يتقابلا أو يتصلا ببعضهم ، وللعلم المدة الآن تزيد عن عام أو أكثر فما حكم الدين في هذا ؟
مع العلم أن أمي امرأة عاملة مديرة مدرسة ، وتتكفل بمصاريف البيت بالمشاركة مع أبي ولكن بنسبة أكبر .
ولي أختين بالجامعة الكبرى تذهب إلى أبي في الأسبوع على الأقل مرة أو مرتين كي تقضي طلباته وتجهز له احتياجاته ولكنه ينهرها أيضا ويتعامل معها بجفاء .
تركت المنزل بسبب قسوة زوجها وضربه لها
السؤال: 217210
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
مرحبا بك في الموقع وسعداء لتواصلك .
إن مما يبعث الحسرة والأسى أن نجد أن الأسرة ؛ ذلك الملاذ الذي يجب أن يكون نبعا للدفء وللاستقرار النفسي والعاطفي قد مزقتها الخلافات ، وقطع أوصالها العناد والتسلط والقسوة ، وذلك الحضن الذي يفترض أن يكون نبعا للحنان قد صيره الجفاء والجفاف مرتعا للهموم وسجنا للآمال .
أية علاقة زوجية تلك التي تحكمها الغلظة ؟ وأي هناء واستقرار وحنان وسكن يطلب من رجل هذه أوصافه ؟
إن الله سبحانه وتعالى حينما شرع الزواج شرعه لحكمة ، فجعل أساسها مودة ورحمة وسكنا لكلا الطرفين ، وجعل تلك المودة تنعكس على الأطفال فيخرجون أسوياء بإذن الله ، وكل مفارق لهذه الأسس فهو متنكس عن الفطرة معطل للزواج عن أداء مهمته التي شرع لأجلها ، ولعل ما جاء في استشارتك كاف بأن يجعل هذه الزوجة تلوذ بالفرار حماية لنفسها وإنقاذا لكرامتها ، ولعلها أحسنت صنعا إذ ابتعدت ؛ لأن من حقها أن يعاشرها زوجها بالمعروف ، لكن وضعها معه يبقى معلقا ، إذ إن هذا الانفصال وإن طال فلا يأخذ حكم الطلاق ، ولعل هذه المدة كافية لجعلهما يفكران بعقل وروية فيما يصلح لهما ، فإن رأت أنها لا تستطيع المواصلة ولم يعد لها من قدرة على الصبر فمن حقها طلب الطلاق بدلا من أن تعيش معلقة ، ولعلكم تحاولون إدخال بعض حكماء العائلة أو الأصدقاء بينهما من أجل الإصلاح والنصح فقد يجعل الله على أيديهم خيرا كثيرا .
ومهما كان اختيار الأبوين [ الصلح أو الطلاق ] ، فإن لهما عليكم حقوقا يجب عليكم أداؤها سواء للأم أو للأب .
وانظر جوابي الاستشارتين : (122178) ، و(124300) ففيهما مزيد تفصيل حول حقوق الآباء على أبنائهم رغم القسوة والإساءة .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة