0 / 0

تركت المنزل بسبب قسوة زوجها وضربه لها

السؤال: 217210

والدي يبلغ من العمر 60 عامًا ، ووالدتي تصغره بعامين ، وهو من النوع العصبي الكثير الغضب ، والسب ، والضرب المبرح بطريقة غير عادية ، وغير مساوية للحدث ، وهذا ليس بجديد ، وقد تضررت نفسيا أنا وإخوتي بسبب الضرب والشتائم الغير لائقة أمام العامة والخاصة ، مع أنه مصلي ومن الملتحين ، فكانت الأخيرة هي أنه تطاول على أمي بالسب والقذف والضرب المبرح على الوجه ، وبأي شيء يجده أمامه من كرسي أو طاولة أو طفاية أو زجاجة مياه أو أي شيء مهما كان يؤذي أو لا .
فكان من أمي أن تركت البيت ، وذهبت الى بيت أختها ؛ كي تحمي نفسها ، مع العلم أن أمي مريضة بالانزلاق الغضروفي ، والضغط ، والسكر ، وهشاشة العظام ، والسمنة بحكم السن .
فكان من أبي أن ذهب إليها ، ولكنه لم يتفوه بكلمة عن أنه قد تسبب في أي أذى لها بل نهرها على أنها تركت بيتها ، ولكنها رفضت أن تعود معه بهذه الطريقة التي تراها مخزية وغير منصفة لها ، فكان منه أنه تركها لمدة تزيد عن الشهر بقليل دون اتصال ، وحاولت من جهتي أنا وإخوتي أي نصلح بينهما ولكنه رافض بشكل فظيع ، وهي رافضة للصلح بغير أن يرضيها أولا ، وهذا الموقف تكرر في عمري مئات المرات حيث أنني الابن الأكبر .
ومرت الايام وحتى الآن لم يتقابلا أو يتصلا ببعضهم ، وللعلم المدة الآن تزيد عن عام أو أكثر فما حكم الدين في هذا ؟
مع العلم أن أمي امرأة عاملة مديرة مدرسة ، وتتكفل بمصاريف البيت بالمشاركة مع أبي ولكن بنسبة أكبر .
ولي أختين بالجامعة الكبرى تذهب إلى أبي في الأسبوع على الأقل مرة أو مرتين كي تقضي طلباته وتجهز له احتياجاته ولكنه ينهرها أيضا ويتعامل معها بجفاء .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

مرحبا بك في الموقع وسعداء لتواصلك .
إن مما يبعث الحسرة والأسى أن نجد أن الأسرة ؛ ذلك الملاذ الذي يجب أن يكون نبعا للدفء وللاستقرار النفسي والعاطفي قد مزقتها الخلافات ، وقطع أوصالها العناد والتسلط والقسوة ، وذلك الحضن الذي يفترض أن يكون نبعا للحنان قد صيره الجفاء والجفاف مرتعا للهموم وسجنا للآمال .
أية علاقة زوجية تلك التي تحكمها الغلظة ؟ وأي هناء واستقرار وحنان وسكن يطلب من رجل هذه أوصافه ؟
إن الله سبحانه وتعالى حينما شرع الزواج شرعه لحكمة ، فجعل أساسها مودة ورحمة وسكنا لكلا الطرفين ، وجعل تلك المودة تنعكس على الأطفال فيخرجون أسوياء بإذن الله ، وكل مفارق لهذه الأسس فهو متنكس عن الفطرة معطل للزواج عن أداء مهمته التي شرع لأجلها ، ولعل ما جاء في استشارتك كاف بأن يجعل هذه الزوجة تلوذ بالفرار حماية لنفسها وإنقاذا لكرامتها ، ولعلها أحسنت صنعا إذ ابتعدت ؛ لأن من حقها أن يعاشرها زوجها بالمعروف ، لكن وضعها معه يبقى معلقا ، إذ إن هذا الانفصال وإن طال فلا يأخذ حكم الطلاق ، ولعل هذه المدة كافية لجعلهما يفكران بعقل وروية فيما يصلح لهما ، فإن رأت أنها لا تستطيع المواصلة ولم يعد لها من قدرة على الصبر فمن حقها طلب الطلاق بدلا من أن تعيش معلقة ، ولعلكم تحاولون إدخال بعض حكماء العائلة أو الأصدقاء بينهما من أجل الإصلاح والنصح فقد يجعل الله على أيديهم خيرا كثيرا .
ومهما كان اختيار الأبوين [ الصلح أو الطلاق ] ، فإن لهما عليكم حقوقا يجب عليكم أداؤها سواء للأم أو للأب .
وانظر جوابي الاستشارتين : (122178) ، و(124300) ففيهما مزيد تفصيل حول حقوق الآباء على أبنائهم رغم القسوة والإساءة .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android