0 / 0

تعيش في بلد غير مسلم وتخشى فيه من لبس اللباس الشرعي ومن طلب العلم الشرعي

السؤال: 217286

أنا امرأة أعيش في فرنسا وأريد ارتداء الجلباب ، وتوجد بجانبي جمعية لتعليم العلم الشرعي و يقصدها السلفيون ، رجال ونساء ، وعلمت أن الشرطة تراقبهم ، وتسجل كل من دخل إليها ، فترددت في لبس الجلباب خوفا ، وترددت كذلك في الدخول إلى الجمعية لطلب العلم ؛ فما هي نصيحتكم لي ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الحجاب فريضة محكمة من الله تعالى على المسلمة ، ثبتت فرضيتها بمحكم القرآن ، وصحيح السنة ، وإجماع الأمة بمختلف مذاهبها ومدارسها ، لم يشذّ عن ذلك مذهب ، ولم يخالف فيه فقيه ، واستقر عليه العمل فيما مضى من قرون الأمة ، قال تعالى : ( يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) الأحزاب/59 ، وقال تعالى : ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ) النور/31 .
والواجب المتحتم على كل مسلم : أن يلتـزم بفرائض دينه ، ويعمل على إرضاء ربه وامتثال أمره
وليس من حق أحد أن يجبر المسلم ، تحت أي ضغط مادي أو معنوي ، على التخلِّي عن ذلك ، وترك طاعة ربه .
وقد سبق بيان صفات الحجاب الشرعي في الفتوى رقم : (6991) .
ولا يجوز لمسلمة أن تخالف في هذه الصفات , ولا يجوز لها أن تبقى في مكان لا تتمكن فيه من الالتزام بهذا اللباس الشرعي , بل عليها إن حدث لها تضييق في مكان ما ، وخافت أن تلتزم فيه بالحجاب أو غيره من شعائر دينها : أن تهاجر منه , فإن الهجرة من مثل هذه الأماكن واجبة ، كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (13363) .
وأيضا فإن من العلم الشرعي ما هو واجب على كل مسلم تعلمه ، فلا يجوز له أن يتهاون فيه ولا يعذر فيه بالجهالة , وذلك مثل العلم بوحدانية الله سبحانه وربوبيته وإلوهيته , والعلم بالواجبات العينية على كل مسلم ومسلمة , ومثل هذا العلم : يجب على كل مسلم أن يتعلمه , كما سبق بيانه بالتفصيل في الفتوى رقم : (161081).

فعلى المسلم أن يبذل كل وسيلة ، ويسلك كل طريق لتعلم هذا النوع من العلم , فإن أخذ بالأسباب ووجد تضييقا عليه في مكان ما ، بحيث حيل بينه وبين التعلم : وجب عليه أيضا أن يهاجر من هذا المكان إلى مكان آخر , تماما كما قلنا: إذا وجدت المسلمة تضييقا عليها في لبس الحجاب الشرعي ، وجب عليها أن تهاجر إلى بلد آخر تتمكن فيه من طاعة ربها ، وستر بدنها على ما أراده الله وفرضه .

وحاصل ما ننصحك به الآن : ألا تفرطي في حجابك ، ولا تتهاوني فيه ، ونحن نرى أنه لا ضرر عليك في ذلك ، إن شاء الله ، وإذا قدر أن الشرطة في مكان ما ، قد قامت بمراقبة أهل الدين ، أو بعضهم ، فمثل هذه المراقبة ، ليس من المتحتم أنه يحصل من جرائها ضرر مباشر ، بل هذا أمر حاصل في أكثر
البلدان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

ولتجتهدي في تحصيل ما تحتاجينه من العلم الشرعي ، سواء في المسجد ، أو من خلال متابعة المواقع العلمية النافعة ، وسماع الأشرطة العلمية من خلال شبكة الإنترنت .

فإذا خفت على نفسك من شيء ، وكان خوفا حقيقيا مبررا ، وليس مجرد هاجس ، أو ظنون أو قيل وقال ، أو عجزت عن إظهار شيء من واجبات دينك : فانتقلي من ذلك المكان ، وعودي إلى بلدك ، أو هاجري إلى أفضل بلد يمكنك فيه أن تقيمي شعائر دينك ، وتأمنين فيه على نفسك .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android