0 / 0

تقدم لها شخصان من أقربائها وتحب شخصا آخر ، فماذا تفعل ؟

السؤال: 217830

أنا فتاة تقدم لي شخصان من أقربائي ، الأول يصغرني سناّ ، لكن يحبني ويريدني لذاتي ، والثاني أكبر مني ولا أعلم عن مشاعره تجاهي ، كلاهما من بيوت صالحة ومن عوائل معروفة لدينا ، لكني لا أحب أيا منهما ، أحببت شخصا آخر ، ولا أستطيع التخلص من التفكير فيه ، والبحث عنه وعن أخباره بشبكات التواصل الاجتماعي ، هذا الشخص لا أعلم بشكل مؤكد عن مشاعره تجاهي ، لكني أصبحت كالمدمنة له ، حاولت بكل الطرق التخلص منه ولم أستطع ، يختلف عني بكل شيء ، ولربما لو تقدم لي لرفضت أسرتي ؛ لأني من أسره متدينة وهو لا ، فأهلي بعد الأصل والفصل ، يفكرون بالدين .
صليت الاستخارة ولم أستطع أبد أن أرى نفسي زوجة لأحد منهما ، وكيف لي أن أتزوج وأنا مرتبطة بشكل كامل بهذا الشخص ، استخرت لأكثر من مرة ، وما زلت لا أرى نفسي زوجة لأي منهما ، فقررت أن أرفض الاثنين معا ، لكني ما زلت لم أخبر أهلي بهذا القرار ، لا أعلم ماذا أفعل ، التجأت كثيرا لربي ، فأنا لا أخطو أي خطوة إلا وأطلب من الله أن يدلني على الخير ، قرأت أن بعد صلاة الاستخارة ، من الرائع الاستشارة أيضا ، وأنا لا أستطيع أن أستشير أحدا من أهلي ؛ لأنه لا أحد يعلم عن تفاصيل حبي سواي .
أخبروني ماذا أفعل ؟ وبماذا تشيرون ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

دعينا نصدقك يا أمة الله ، ونصارحك القول ، دعينا نقف معك على الواقع ، بعيدا عن الوهم ، أو الحلم ، أو الأماني !!
ألستِ ترين ، يا أمة الله ، أن أمرك عجب ، من العجب !!
لو كنت على يقين ، وقلت لنا : إن هذا الشاب الذي تلهثين خلفه ، وتتابعينه بإدمان ، يبادلك نفس الشعور ، ويقول لك ، ويعدك ، ويمنيك ؛ لكنا معك أمام مشكلة حقيقية ؛ كنت ستضعيننا ، ونحن ننصح لك ، في مأزق : كيف تقنعين أهلك بقبول ذلك الشاب ، الذي تعرفت عليه من شبكات التواصل ، وأنت من بيت يعلم للشرف والأصل قدره ، ويجعل الدين معياره وأساسه ؟!
أم كيف لنا أن نقنعك أنت بالتخلي عن ذلك الفتى ، وبينكما ، ما بينكما ؟!
أما وقد صدقتينا القول ، وقلت ـ أنت ـ : إنك لا تدرين أي شيء عن مشاعره تجاهك ، وفي أغلب الظن : أنه في غفلة تامة عنك ، وإلا لسعى هو إليك ، وأبدى لك مشاعره ، كما هي العادة ؛ فماذا تنتظرين منا ، يا أمة الله ، أن نقول لك ؟
هل تنتظرين من عاقل ، ناصح ، يخشى على أعراض المسلمات ، ويرعى بنات الناس : أن يقول للفتاة التي خطبها الأكفاء ، ذوو الحسب والنسب ، والديانة ، والرغبة الصادقة : دعي عنك هؤلاء الخاطبين ، وطاردي فتى أوهامك ، وسراب أحلامك ؟!
ثم اهربي معه من تلك الأسرة الشريفة ، التي هي أسرتك ، واكسري حواجز الدين والنسب ، والأصل والفصل ، والعقل والنقل ، وتمسكي ـ فقط ـ بحبال الوهم التي قيدت نفسك بها ، من خلال إدمان الشبكات ؟!
كوني أنت ـ معنا ـ يا أمة الله ، حاكمة على نفسك ، واشهدي على حالها معنا .
أما أنك : لا تتصورين ، ولا تتخيلين ، وسوف تشعرين فكله من تهاويل الشيطان ، وإجلابه عليك بخيله ورجله ، من أجل أن يعقد أمرك ، ويصور لك الخيار البعيد ، بل المستحيل ، على أنه الوحيد !!
إننا لا نتحدث ، ومن وجهة نظرنا ، عن خيارات متعددة ؛ بل لا يبدو لنا متاحا لك سوى خيار واحد ، هو الذي يسمح به نظر العقل الحكيم ، وأصول الشرع المقررة .
أنت في حاجة إلى أن تعالجي نفسك من هذا “الإدمان” ، كما أن مدمن الخمر : يحتاج إلى أن يعالج نفسه منها .
أنت تحتاجين إلى تفطمي نفسك عن المألوف ، إن كل المشكلة ـ أيتها السائلة ـ ليست أكثر من الخضوع لسلطان ” العادة ” ، لا يحتاج الأمر منك إلى أكثر من قوة العزيمة ، وصدق التوبة إلى الله عز وجل من اتباع ما تهوى الأنفس ، وتشتهيه !!
أغلقي عنك أبواب التعلق المرضي الفاسد ، ابتعدي عن متابعة مواقع التواصل الاجتماعي ، بل نحن نحب لك أن تنقطعي عن شبكة الإنترنت بكاملها ، إذا أمكنك ذلك ، وما احتجت من خير فيها ، ولم يمكنك تعويضه ، فاجتهدي أن يكون مطالعتك له مع غيرك ، تأديبا لنفسك ، وقمعا لها عن تتبع خطوات الشيطان ، والانسياق خلف الهوى المردي لصاحبه .
سوف تجدين الأمر شاقا في أوله ، لكن هكذا : كل علاج ، يحتاج إلى صبر على مرارته ، فهي أهون من آلام المرض ، وفتن القلوب ، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر !!
ثم تجدين الأمر بعدها ، كما وجده غيرك من الناس ، وسوف تعيشين حياتك الطبيعية ، كما عاش غيرك من الناس ، وقد كان لهم مثل مالك ، أو أكثر .
ثم أنت بعد بالخيار ، ما دمت لم تشعري بتعلق زائد بأحد الخاطبين ، واجعلي ذلك الأمر شورى بينك وبين أمك ، وأهلك وأسرتك ، واستخيري الله جل جلاله ، واسأليه من فضله ، أن يختار لك أحب الأمور إليه ، وأرشدها لك .
وللاستزادة ، ينظر جواب السؤال رقم : (121786) ، ورقم : (192851) ، ورقم : (82010) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android