0 / 0

كيف ندعو الله تعالى باسمه ” الوتر ” ؟

السؤال: 218085

في كلا الصحيحين , وضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الله وتر يحب الوتر ، لذا كيف أدعو الله بهذا الاسم لله الوتر ؟ ، وهل يمكن أن تعطيني مثالا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

روى البخاري (6410) ، ومسلم (2677) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا، مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَإِنَّ اللهَ وِتْرٌ، يُحِبُّ الْوِتْرَ ) .
ومعنى ” الوتر ” : الواحد الذي لا شريك له ، قال الخطابي رحمه الله :
” ومَعْنَى الوِتْرِ في صِفَةِ اللهِ – جل وعَلَا – : الواحدُ الذي لا شَرِيكَ لَهُ ، ولا نظيرَ له ، المتفردُ عنْ خَلْقِهِ ، البائنُ منهم بِصِفَاتِهِ : فهو سبحانه وِتْرٌ ، وَجَميعُ خَلْقِهِ شَفْعٌ ، خُلِقُوا أزْوَاجَاً ، فَقَالَ سبحانه: (وَمِنْ كُل شيءٍ خَلَقْنَا زَوْجين) الذاريات/49 ” .
انتهى من ” شأن الدعاء ” (1/ 29-30) .

ويجوز في ” الوتر ” فتح الواو وكسرها .
انظر : ” فتح الباري ” (11/227) .

وقد عده البيهقي في ” الاعتقاد ” (ص59) من الأسماء الحسنى ، وكذا عده غيره ، وكذلك فعل الشيخ ابن عثيمين من الأسماء الحسنى في ” القواعد المثلى” (ص16) .
وسئل الشيخ مرة عنه : هل هو من أسماء الله أم صفة من صفاته ؟
فأجاب :
” يحتمل أن يكون اسماً من أسماء الله ، ويحتمل ألا يكون ؛ لأن بعض العلماء ذكر قاعدة ، قال: ما جاء معرفاً بأل فهو من أسماء الله ، وما لم يأت معرفاً فهو صفة من صفات الله .
وبعض العلماء يقول: كل صفة من صفات الله وصف الرسول بها ربه : فإنها اسم . وعلى هذا يتنزل الجواب: إن قلنا بأن أسماء الله هي المقرونة بأل ، فالوتر لا أعلمه جاء مقروناً بأل ، وإن قلنا: كل ما أثبته الله لنفسه ، أو أثبته له الرسول سواء ، بأل أو بغير أل ، فهو اسم ، قلنا: إن الوتر من أسماء الله ، والله أعلم ” .
انتهى من ” لقاء الباب المفتوح ” (62/ 21) بترقيم الشاملة .
وقال الشيخ علوي السقاف حفظه الله :
” يوصف الله عَزَّ وجَلَّ بأنه وِتْر، وهذا ثابت بالأحاديث الصحيحة، و (الوِتْر) من أسمائه تعالى ” .
انتهى من ” صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة ” (ص 367)
وينظر ـ فيمن ذكر هذا الاسم ، ومن لم يذكره من أهل العلم : ” معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى” ، د. محمد خليفة التميمي (171) .

ثانيا :
يُسأل الله تعالى بهذا الاسم ، عند من اعتقد أنه من أسماء الله الحسنى ، باستحضار معناه ، وأنه عز وجل واحد لا شريك له ، ولا نظير له ، متفرد عن خلقه ، بائن منهم بصفاته ، يحب من عبده أن يفرده بربوبيته ، وألوهيته ، وأسمائه وصفاته ، فلا يجعل له فيها شفعا ، ولا شبيها ، ولا ندا ، ولا شريكا .

ثم يمكن للسائل أن يدعو الله بأسمائه وصفاته ، متضمنة هذا الاسم ، فيقول مثلا : اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الواحد الأحد الصمد الوتر أن تغفر لي ذنبي ، أو تقضي لي حاجتي .
أو يقول : اللهم إني أشهد أنك أنت الله الواحد الأحد الصمد الوتر الذي لا شريك له ، فاغفر لي ذنبي ، أو اقض لي حاجتي .
أو يقول : اللهم يا وتر ، اجلعني من عبادك الموحدين المخلصين .
ونحو ذلك ؛
فيذكر الاسم في الدعاء من جملة ما يذكر من أسماء الله تعالى ، مستحضرا معناه ، متوسلا إلى الله تعالى به بما تضمنه من معاني وحدانيته وألوهيته ، ممتثلا قول الله عز وجل : ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) الأعراف/ 180 .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android