0 / 0

صارحت زميلتها بكل عيوبها وتخشى أن تكون ظالمة لها

السؤال: 218649

مشكلتي أنني أشعر بأني ظلمت صديقتي ، والآن أعيش في خوف من غضب الله على الظالم وعقابه ، كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما ذنب أجد أن يُعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدّخر له في الآخرة مثل البغي وقطيعة الرحم)
، قبل عامان انتقلت من الشركة التي كنت أعمل بها لشركة أخرى ، وبها عدة زميلات ، وجميع الموظفين استقبلوني استقبالا به ترحيب إلا فتاة واحدة ، اعتبرت مجيئي منافسة ، وإني آخذ مكانها ، ولأني عاملتها بالحسنى أعجبت بأخلاقي وشخصيتي ، وصارت صديقتي ، وانتقل كل منا لوظيفة أخرى ، وتواصلنا كثيرا ، سوف أختصر لكم عيوبها :
– إنها اتكالية بشكل كبير .
– عمق محبتي لها ، ومبادراتي في كشف همها ، والسعي لمساعدتها جعلها تتكبر علي وتتمادي في طلباتها ، ولم تكترث لتعبي أو لحزني ، ولم تسأل حتى عن أحوالي.
– كثيرة الشكوى والتذمر ، وترغب مني أن أشاركها همومها ، وأسمعها وهي لا تبادل بالمثل وتحب المجاملات كثيرا ، وتكره الانتقاد ، وليست تحمل أدنى مسؤولية.
– إذا تقرب منها أحد فجأة ترمي بي خارج اهتمامها ومحيطها ، وتتغير علي ؛ مما جعلني أحس بأن وجودي في حياتها ومحبتها لي مجرد انجراف عاطفي نتيجة إعجاب أو نزوة مؤقتة.
– رغم أنها أكبر مني ب 4 سنوات ، إلا أنني أرى بأن تصرفاتها بها تهور وطيش ، وتحب المظاهر بشكل كبير ، ولا تكترث بتراكم الديون المالية على عاتقها.
كان أمامي خياران أما أن احتسب لمعروفي لها الأجر من الله ، وأتركها تفعل ما تريد ، وأصبر على عيوبها ، أو أصارحها بكل عيوبها ، وانزعاجي منها أملا أن تتغير للأفضل ، وهنا احتمال أن أخسرها فقررت الخيار الثاني وخسارتها.
الآن موضوعي معها انتهى بفراق ، ولكن أريد الجواب منكم هل أنا ظالمة أم مظلومة ؟
هل الحل الذي اتخذته صحيح ؟
وماذا يجب أن افعل مع هذه المشكلة حتى يرضى الله تعالى عني ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

نشكر الله لك هذا الشعور الطيب تجاه زميلاتك .
أوصيك أختي السائلة بالتالي :
أولا :
من الطبيعي جدا أن يحصل بين الزملاء في العمل بعض المشكلات ، لاسيما إذا انضم إليهم شخص جديد لا يعرفونه يجعلهم يشعرون بتوجس وتخوف من وجوده معهم ، بل إن بعض الشخصيات تظن أنه سيحل محلها ، ولعل هذا ما كانت تشعر به تلك الزميلة .

ثانيا:
من خلال ما ذكرت لم يتبين لي أنك ظالمة ، ولست مظلومة أيضا، والذي ينقصك هو فهم شخصية هذه الزميلة والتعامل معها بالأسلوب الذي يناسبها.

ثالثا:
الذي يظهر لنا أن ما فعلتيه غير صحيح فكثير من الناس – للأسف- يزعجهم جدا مواجهتهم بأخطائهم ، وينفرون ممن يفعل هذا معهم ، وهناك احتمال أن تكون تلك الأخطاء هي أخطاء من وجهة نظرك أنت ، أو هذا الذي كنت تظنين مع أن الأمر لم يكن كذلك ، وأن تصرفات تلك الزميلة قد يكون لها ما يبررها ، أو هي مجرد اختلاف في وجهات النظر ، وقد كان الأولى أن تخففي تواصلك معها تدريجيا حتى تصبح علاقتك بها عادية ، وأن لا تصاريحها ما دمت تعلمين أن ذلك سيؤثر فيها، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها : ” أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( ائْذَنُوا لَهُ ، فَلَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ أَوْ بِئْسَ رَجُلُ الْعَشِيرَةِ ) [الْمُرَاد بِالْعَشِيرَةِ قَبِيلَته], أَيْ بِئْسَ هَذَا الرَّجُل مِنْهَا ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَلَانَ لَهُ الْقَوْلَ .
قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قُلْتَ لَهُ الَّذِي قُلْتَ ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْقَوْلَ ، قَالَ : ( يَا عَائِشَةُ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ ).
رواه البخاري (6131) ، ومسلم (2591).
( اتقاء فحشه) أي لأجل قبيح قوله وفعله .

والنصيحة لك أختي الكريمة أن تحافظي على قدر من العلاقة والمحبة والمودة مع تلك الزميلة من غير أن تتعمقي في تلك العلاقة ، واحرصي على الصحبة الصالحة التي تقربك إلى الله وتزيدك هدى وصلاحا.

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android