0 / 0

حقيقة كتاب الإباضية : مسند “الربيع” !!

السؤال: 218735

ما صحة الأحاديث المذكورة في مسند الإمام الربيع بن حبيب رحمة الله تعالى عليه ؟
وعندما سئل الإمام أحمد بن حنبل عن الإمام الربيع بن حبيب رضي الله تعالى عنهما قال: ” لا أرى فيه بأسا” ، فأرجو توضيح الأمر .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
مما أنعم الله به على هذه الأمة : أن سخر لها من رجالها : علماء أئمة ، من أهل الصدق والأمانة والمعرفة ، قاموا على خدمة السنة النبوية ، فاعتنوا بالحديث النبوي ، فرووه بأسانيدهم ، وأثبتوه في مصنفاتهم ، واعتنوا برواته جرحا وتعديلا ، وبينوا للناس الصحيح من السقيم ، والمحفوظ من المعلول ، والموصول من المنقطع ، ومن عرفوه من رواته ، ووثقوه : فهو الثقة ، ومن عرفوه فجرحوه فهو الضعيف ، ومن جهلوه : فهو المجهول الذي لا يعول على روايته ، ولا يوثق بشيء من نقله .

ثانيا :
الربيع بن حبيب ، صاحب المسند الزعوم : رجل مجهول ، بل لا وجود له أصلا ؛ إنما ينتحله الإباضية ، وينسبونه إلى العلم ، ويدعون أن له مسندا يروي فيه الأحاديث على طريقة أهل الحديث ، وأن أحاديثه من أصح الأحاديث .
وهذا قول مختلق باطل ، لا يعول عليه إلا جاهل ، أو منحرف .

والإباضية إحدى فرق الخوارج ، وتنسب إلى مؤسسها عبد الله بن إباض التميمي ، ولهم مجموعة من العقائد والأفكار المنحرفة ، التي يخالفون فيها أهل السنة والجماعة ، انظر – للتعرف عليهم ، وعلى عقائدهم – إجابة السؤال رقم : (11529) .

قال الشيخ الألباني رحمه الله :
” الربيع بن حبيب – وهو الفراهيدي – : إباضي مجهول ، ليس له ذكر في كتب أئمتنا، ومسنده هذا هو ” صحيح الإباضية “! وهو مليء بالأحاديث الواهية والمنكرة ” انتهى من “سلسلة الأحاديث الضعيفة” (6/304) .

وقال الشيخ مشهور في كتابه ” كتب حذر منها العلماء ” (2/295/296) :
” طبع هذا المسند باسم ” الجامع الصحيح مسند الإمام الربيع بن حبيب بن عمر الأزدي البصري” في مجلد واحدٍ في أربعة أجزاء ، ومؤلفه نكِرَةٌ مَجهولٌ غيرُ معروف ، ولم أعثرْ له على ترجمة إلاَّ في ” الأعلام ” للزِّركليِّ (3/14) ، وهو قد أخذها من مطلع هذا الكتاب!
ولذا ؛ قال شيخُنا الألبانِيُّ في ” صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ” (ص 188) :
” … رواه ربيعُهم في مسنده المجهول ” .
وقال أيضا في رده على الأستاذ عز الدين بليق عند قوله : (ص 8) في كتابه “منهاج الصالحين” : ” وقد انتقيت أكثر الأحاديث من كتب الحديث الستة ، والجامع الصحيح مسند الربيع بن حبيب.. ” ، قال شيخنا حفظه الله تعالى : ” … الربيع هذا ليس إماما من أئمتنا ، وإنما هو إمام لبعض الفرق الإسلامية من الخوارج ، وهو نكرة لا يعرف هو ولا مسنده عند علمائنا ” انتهى .

وقال الشيخ سعد الحميد حفظه الله :
” مسند الربيع بن حبيب المسمى بـ : ” الجامع الصغير ” هذا الكتاب لا شك في أنه موضوع مكذوب ، وليس هذا فقط ، بل إنه وضع في هذه الأعصار المتأخرة . والدليل على ذلك ما يلي :
1- لا يوجد للكتاب أصل مخطوط موثوق .
2- الربيع بن حبيب الفراهيدي شخصية لا وجود لها في التاريخ ، ولم تلدها أرحام النساء ، وإنما نسجها خيال الإباضية لنصرة باطلهم .
3- شيخ الربيع في كثير من المواضع في هذا الكتاب هو أبو عبيدة مسلم ابن أبي كريمة التيمي بالولاء ، الذي يزعمون أنه تزعم الحركة الإباضية بعد جابر بن زيد ، وتوفي في عهد أبي جعفر المنصور سنة 158هـ ، وهذا أيضاً لا توجد له ترجمة ، ونقول عنه كما قلنا عن الربيع بن حبيب .
4- مرتِّب الكتاب هو أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني ، وهو – كما يزعمون – متأخر في القرن السادس ، وما قلناه عن الربيع وشيخه ، نقوله عن هذا أيضاً ، لأنه لا توجد له ترجمة في كتب الرجال التي عنيت بترجمة أهل ذلك العصر كالتكملة لوفيات النقلة ، أو سير أعلام النبلاء ، أو تاريخ الإسلام ، أو غيرها ، فجميع هذه الشخصيات التي لها علاقة مباشرة بالكتاب شخصيات مجهولة ، ندين الله عز وجل بأنها لم تنفخ فيها روح ، ولم تطأ على أرض .
5- لو كان هذا الكتاب موجوداً منذ ذلك التاريخ الذي يزعمونه سنة 170 هـ تقريباً ، وأحاديثه معروفة ، لاشتهر شهرة عظيمة بسبب أسانيده العالية ، وكان الأقدمون من علمائنا يحرصون حرصاً بالغاً على علو الإسناد – كما هو حال هذا الكتاب – ولم يكونوا يمتنعون من الرواية عن الخوارج ، فقد رووا عن عمران بن حطّان الذي امتدح عبد الرحمن بن ملجم في قتله علياً رضي الله عنه ، فمن المعروف أن البخاري أخرج له في صحيحه ، فلو كان الربيع – وإن كان خارجياً – يروي هذه الأحاديث وهو ثقة ، لكان معروفاً ، ولعرف الكتاب ، ولعرفت تلك الأحاديث ، حتى وإن كان غير مرضي عنه “
http://www.norelhaq.com/vb/archive/index.php/t-20352.html

ثالثا :
أما الربيع بن حبيب الذي قال فيه الإمام أحمد : ” ما أرى به بأسا ” فهو الربيع بن حبيب الحنفي ، أبو سلمة البصري ، وهو رجل ثقة معروف ، وثقه أحمد ويحيى بن معين وعلي بن المديني وغيرهم .
انظر : “تهذيب التهذيب” (3/ 241) .
وهذا الراوي الثقة المعروف ، ليس هو المجهول ، صاحب مسند الإباضية ، وما أكثر تشابه الأسماء في كتب الحديث ، والنسبة واضحة في الفرق بينهما .

وحاصل ذلك :
أن ما كان في هذا المسند من أحاديث صحيحة معروفة عند أهل العلم بالحديث ، فهي أحاديث صحيحة مقبولة ، لا لأنها مروية في هذا المسند ، ولكن لأنها صحيحة عند أهل العلم بالحديث من أهل السنة ، ومن كتبهم تؤخذ ، وعنهم تنقل .

وأما ما سوى ذلك : فلا يعول عليه ، ولا اعتبار بشيء من متون ذلك المسند ، ولا أسانيده .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android