تنزيل
0 / 0

هل الشبع أول بدعة ظهرت في الإسلام ؟

السؤال: 219360

ما صحة الأثر عن عائشة رضي الله عنها بأنّ أول بدعة أحدثت بعد الرسول صلى الله عليه وسلم هو الشبع ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
هذا الأثر ذكره أبو طالب المكي في ” قوت القلوب ” (2/283) ، وأبو حامد العزالي في ”
إحياء علوم الدين ” (3/86) ، والصنعاني في ” سبل السلام ” (2/652) منسوباً إلى
عائشة رضي الله عنها دون سند ، بلفظ : ( أول بدعة حدثت بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الشبع ) .
ولكن لم نجد له أصلاً مسنداً بهذا اللفظ في شيء من دواوين السنة .
وقد روي عن عائشة رضي الله عنها بلفظ آخر مختلف .
فرواه ابن أبي الدنيا في كتاب ” الجوع ” (ص: 43) من طريق غَسَّانُ بْنُ عُبَيْدٍ
الْأَزْدِيُّ الْمَوْصِلِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الْبَصْرِيُّ ، عَنْ
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ : ” إِنَّ
أَوَّلَ بَلَاءٍ حَدَّثَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ قَضَاءِ نَبِيِّهَا صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الشِّبَعُ ، فَإِنَّ الْقَوْمَ لَمَّا شَبِعَتْ
بُطُونَهُمْ سَمِنَتْ أَبْدَانُهُمْ ، فَتَصَعَّبَتْ قُلُوبُهُمْ ، وَجَمَحَتْ
شَهَوَاتُهُمْ “.
ولكن سنده ضعيف ، بسبب غسان بن عبيد ، فقد ضعفه الإمام أحمد ، وقال فيه ابن عدي : ”
والضعف عَلَى حديثه بيِّن ” انتهى من ” الكامل في ضعفاء الرجال” (7/115) .
ولذلك قال الشيخ الألباني في “ضعيف الترغيب” (1239) عن هذا الأثر: ” منكر موقوف”
انتهى .
وقد سبق الكلام عليه في جواب السؤال : (102374)
.

ووصف ” الشبع ” بأنه بدعة –
إن صح – معناه : أنه سلوك جديد على المسلمين لم يكن موجودا على عهد الرسول صلى الله
عليه وسلم الذي رغب في عدم الإكثار من الطعام في أحاديث كثيرة ، منها قوله صلى الله
عليه وسلم : ( مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ ، بِحَسْبِ ابْنِ
آدَمَ أُكُلاتٍ يُقِمْنِ صُلْبَهُ ، فَإِنْ كَانَ لاْ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ
لِطَعامِهِ ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ ) رواه الترمذي (2380) ،
وصححه الألباني في ” السلسلة الصحيحة ” (2265) .
ثانياً :
أما أول بدعة ظهرت في الإسلام فهي بدعة الخوارج الذي يكفرون المسلمين بغير حق .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” وَلِهَذَا يَجِبُ الِاحْتِرَازُ مِنْ تَكْفِيرِ
الْمُسْلِمِينَ بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ بِدْعَةٍ ظَهَرَتْ
فِي الْإِسْلَامِ ، فَكَفَّرَ أَهْلُهَا الْمُسْلِمِينَ وَاسْتَحَلُّوا دِمَاءَهُمْ
وَأَمْوَالَهُمْ ” .
انتهى من ” مجموع الفتاوى” (13/31) .
وقال : ” وَأَوَّلُ بِدْعَةٍ حَدَثَتْ فِي الْإِسْلَامِ : بِدْعَةُ الْخَوَارِجِ
وَالشِّيعَةِ ، حَدَثَتَا فِي أَثْنَاءِ خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، فَعَاقَبَ الطَّائِفَتَيْنِ ، أَمَّا الْخَوَارِجُ
فَقَاتَلُوهُ فَقَتَلَهُمْ ، وَأَمَّا الشِّيعَةُ فَحَرَّقَ غَالِيَتَهُمْ
بِالنَّارِ ” انتهى من ” مجموع الفتاوى ” (3/ 279) .
وقال الشيخ ابن عثيمين : ” وأول بدعة حدثت في هذه الأمة هي : بدعة الخوارج ؛ لأن
زعيمهم خرج على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ذو الخويصرة من بني
تميم ، حين قسم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذهبية جاءت فقسمها بين
الناس ، فقال له هذا الرجل: يا محمد‍ اعدل!
فكان هذا أول خروج خُرِجَ به على الشريعة الإسلامية ، ثم عظمت فتنتهم في أواخر
خلافة عثمان وفي الفتنة بين عليّ ومعاوية ، فكفروا المسلمين واستحلوا دماءهم ” .
انتهى ” مجموع الفتاوى والرسائل ” (8/21) .
وينظر جواب السؤال : (182237) .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android