تنزيل
0 / 0

شرح حديث : (ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ)

السؤال: 219813

أي الحديثين ينطبق علي من نام عن قيام الليل .. “من نام حتى أصبح فقد بال الشيطان في أذنه” .. ام .. ” ” ما من امرئ تكون له صلاة بليل يغلبه عليها نوم إلا كتب له أجر صلاته ، وكان نومه عليه صدقة ” ؟؟ وكيف اعرف ؟

ملخص الجواب

والخلاصة : أن الحديث الأول يحتمل أن يكون المقصود به صلاة الفريضة أو قيام الليل ، والحديث الثاني يقصد به صلاة الليل ، ولكن هذا الحكم أيضا هو حكم الفريضة. والله تعالى أعلم .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
روى البخاري (1144) ومسلم (774) والنسائي (1608) وابن حبان (2562) عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقِيلَ: مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ،
مَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ، فَقَالَ: (ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي
أُذُنِهِ)
اختلف أهل العلم في المقصود بقوله : (مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ) :
– فقيل : نام عن التهجد وقيام الليل :
فبوب له النسائي : ” بَابُ التَّرْغِيبِ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ ” .
وبوب له ابن حبان : ” ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنْ
كَثْرَةِ التَّهَجُّدِ بِاللَّيْلِ وَتَرْكِ الِاتِّكَالِ عَلَى النَّوْمِ ” .
وبوب له المنذري في “الترغيب والترهيب” (1/ 250): ” التَّرْهِيب من نوم الْإِنْسَان
إِلَى الصَّباح وَترك قيام شَيْء من اللَّيْل ” .
– وقيل : نام عن صلاة الفريضة : العشاء أو الصبح .
قال ابن حبان عقب روايته للحديث : ” قَالَ سُفْيَانُ – هو الثوري ، أحد رواة الحديث
– : ” هَذَا عِنْدَنَا يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ نَامَ عَنِ الْفَرِيضَةِ ” .
وقال الحافظ رحمه الله :
” وَيُرَادُ بِهِ صَلَاةُ اللَّيْلِ أَوِ الْمَكْتُوبَةُ ، وَيُؤَيِّدُهُ رِوَايَةُ
سُفْيَانَ : هَذَا عِنْدَنَا نَامَ عَنِ الْفَرِيضَة ” انتهى من “فتح الباري” (3/
28)
وقال ابن حزم رحمه الله :
” إنَّمَا هُوَ عَلَى الْفَرْضِ ” انتهى من “المحلى” (2/ 6)
وذهب الطحاوي رحمه الله إلى أن المقصود النوم عن صلاة العشاء ، كما في “طرح
التثريب” (3/ 86) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل الذي لم يصل الصبح أنه: بَالَ
الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ ” انتهى من “شرح الأربعين النووية” (ص 189)
– وقيل : يحتمل الصلاتين جميعا : صلاة الفرض ، وصلاة الليل .
قال القرطبي رحمه الله في “المفهم” (7/41) :
” معناه : أن الذي ينام الليل كله ولا يستيقظ عند أذان المؤذنين ولا تذكار المذكرين
؛ فكأن الشيطان سدَّ أذنيه ببوله ” انتهى .
وقال القاري رحمه الله :
” أَيْ: صَلَاةِ اللَّيْلِ ، أَوْ صَلَاةِ الصُّبْحِ ” انتهى من “مرقاة المفاتيح”
(3/ 922)
وقال السندي رحمه الله : ” الظاهر عن صلاة العشاء ، ويحتمل عن التهجد، وبه يشعر
كلام أصحاب السنن ” انتهى من “هامش مسند أحمد” (6/ 22)
ثانيا :
روى أبو داود (1314) والنسائي (1784) عن عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا مِنَ امْرِئٍ تَكُونُ لَهُ صَلَاةٌ بِلَيْلٍ،
يَغْلِبُهُ عَلَيْهَا نَوْمٌ، إِلَّا كُتِبَ لَهُ أَجْرُ صَلَاتِهِ، وَكَانَ
نَوْمُهُ عَلَيْهِ صَدَقَةً) وصححه الألباني في “صحيح أبي داود” .
وروى ابن ماجة (1344) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ أَتَى فِرَاشَهُ، وَهُوَ يَنْوِي أَنْ
يَقُومَ فَيُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ حَتَّى يُصْبِحَ،
كُتِبَ لَهُ مَا نَوَى، وَكَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ)
وصححه الألباني في “صحيح ابن ماجة” .
والمقصود بذلك قيام الليل ، كما هو ظاهر، جاء في “الموسوعة الفقهية” (42/ 65):
” قَال الْفُقَهَاءُ: يُسَنُّ نِيَّةُ قِيَامِ اللَّيْل عِنْدَ النَّوْمِ لِيَفُوزَ
بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ أَتَى فِرَاشَهُ وَهُوَ
يَنْوِي أَنْ يَقُومَ مِنَ اللَّيْل فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ حَتَّى أَصْبَحَ كُتِبَ
لَهُ مَا نَوَى، وَكَانَ نَوْمُهُ عَلَيْهِ صَدَقَةً مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَل ) ”
انتهى .
وقال ابن القيم رحمه الله :
” من كان له ورد يصليه من الليل فنام ومن نيته أن يقوم إليه فغلب عينه نوم : كتب له
أجر ورده، وكان نومه عليه صدقة ” انتهى من “طريق الهجرتين” (ص 360)
ولكن تدخل فيه أيضا صلاة الفرض ، فمن نام عن صلاة الفرض وكان في نيته أن يقوم لها
كتب له أجر الصلاة .
قال ابن عبد البر رحمه الله : ” مَنْ كَانَتْ عَادَتُهُ الْقِيَامَ إِلَى صَلَاتِهِ
الْمَكْتُوبَةِ أَوْ إِلَى نَافِلَتِهِ مِنَ اللَّيْلِ فَغَلَبَتْهُ عينه : فقد
جَاءَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يُكْتَبُ لَهُ أَجْرُ
صَلَاتِهِ ، وَنَوْمُهُ صَدَقَةٌ عَلَيْهِ ” انتهى من “الاستذكار” (2/ 376)
وانظر جواب السؤال رقم : (65605) .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android