0 / 0
57,79724/02/2015

ماهي عقيدة المناوي ، وما الموقف من شراح الحديث الذين لهم مخالفات في العقيدة ؟

السؤال: 219885

ما هي عقيدة ومنهج المناوي في الحديث صاحب كتاب ” فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير ” ، وكيف نتعامل مع من أخطأ في الاعتقاد وخالف منهج السلف ، وخصوصا في زماننا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
المناوي صاحب كتاب فيض القدير شرح الجامع الصغير ؛ هو : زينُ الدِّين محمدٌ عبدُ الرُّؤوفِ بنُ تاجِ العارفينَ بن نور الدين علي بن زين العابدين الحدادي المناوي القاهري الشافعي ولد سنة: 952هـ وتوفي سنة: 1031 هـ.
وهو معدود في كبار العلماء بالدين والفنون في زمانه ، وله أكثر من مائة مصنف ، منها الكبير والصغير والتام والناقص، منها ينظر : ” البدر الطالع ” (1/357) .

والمناوي ـ رحمه الله ـ ، وعفا الله عنه ـ رغم تفننه في علم الحديث وغيره ـ كان مصرحاً بأشعريته ، سائرا فيها على مذهب المتأخرين من الأشاعرة ، كما كان مصرحا بانتسابه للصوفية مقرا لكثير من شطحاتهم وزلاتهم .

ومع ذلك تجد في كلامه من تعظيم السنة والحث على اتباع الصحابة ، والتحذير من البدع شيئا كثيرا ، مما يجعلنا نقول إن كثيرا من هؤلاء العلماء تأثروا بالبيئة التي نشؤوا فيها ، وغلب عليها التصوف والأخذ بالمذهب الأشعري ، حيث كانوا يتلقون هذه العقائد في الكتاتيب منذ نعومة أظفارهم ، وينشؤون على التحذير من منهج السلف ، بحجة أنه مذهب الحشوية والمجسمة ، وقل من العلماء من تنبه لفساد تلك المقولة ، واستطاع كسر قيد التقليد والتبعية لعلماء ذلك الزمن ، ومن هؤلاء جمع كثير من أهل العلم : كان يعتقد أن ما هو عليه : هو مذهب السلف والقرون المفضلة .
وبعضهم : لم يتخلص من الشبه التي حالت دون اعتقاده لمذهب السلف ، على نحو ما بينه غير واحد من المحققين .
ينظر : ” منهج الحافظ المناوي في كتابه فيض القدير” ( ص 43) وما بعدها .

وأما كتابه فيض القدير فهو كتاب كبير فيه فوائد كثيرة ومن أبرز ميزاته :
1- كونُه شرحا مهما ، لكتابٍ موسُوعيٍّ ، بلغتْ عددُ أحاديثه أكثرَ من عشرة آلاف حديث .
2- نقلُه منْ مصادرَ لم تطبع بعدُ ، أو هي في عِداد المفقود ، كشرح العراقيِّ على الترمذي، وشرح تلميذِه الحافظ ابن حجر عليه أيضاً ، وتفسير ابن مردويه ، وتاريخ نيسابور للحاكم، وغيرِها الكثير.
3- تأخُّرُ زمَنِ المؤلِّف ، ممَّا أتاحَ له الاطِّلاع على كثيرٍ من الشروح المُتقدِّمة ، مُورداً بذلك زياداتٍ على السيوطيِّ لا يخَفَى على أحد مَدَى نفاستِها وتفرُّدِها.
4- التنبيهُ على اختلاف نُسخ (الجامع الصغير) من خلال رموز استخدمها.
5- العنايةُ بنقل كلام العُلماء في الحكم على الحديث من حيث الإجمال والتفصيل.
6- جودةُ النُّقول التي يختارُها وينقلُها.
7- تميُّزُ أسلوبِ الشارح ومنهجِه من حيث قوة العبارة ، وجَودة الأسلوب ، وحُسن السبك.
ينظر: ” منهج الحافظ المناوي في كتابه فيض القدير” ( ص 3).

لكن رغم ذلك ، فقد شان كتابه بتقريراته الصريحة للمذهب الأشعري في تأويل الصفات وغيرها على طريقة مـتأخري الأشاعرة ، بالإضافة لإيراده لبعض من شطحات الصوفية وهناتهم ، ومع ذلك فهو يخالفهم في مسائل ، ويرد عليهم ، ويحتج بمخالفتهم لنصوص القرآن والسنة .
فمن كان على إلمام بعقيدة السلف ، ودربة في القراءة التوسعية في شروح العلماء : فلا بأس عليه من اقتناء الكتاب ، والمطالعة فيه ، فهو نافع مفيد ، مع ترك الأصول المخالفة للسنة ، وما يترتب عليها ، مما أشرنا إليه سابقا .

ثانيا :
وأما الموقف من مثل هؤلاء العلماء الذين لهم أخطاء ومخالفات لمنهج السلف ، فقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
ما هو موقفنا من العلماء الذين أوَّلوا في الصفات ، مثل ابن حجر ، والنووي ، وابن الجوزي ، وغيرهم ، هل نعتبرهم من أئمة أهل السنَّة والجماعة أم ماذا ؟ وهل نقول : إنهم أخطأوا في تأويلاتهم ، أم كانوا ضالين في ذلك ؟
فأجابوا :
” موقفنا من أبي بكر الباقلاني ، والبيهقي ، وأبي الفرج بن الجوزي ، وأبي زكريا النووي ، وابن حجر ، وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى ، أو فوَّضوا في أصل معناها : أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم ، فرحمهم الله رحمة واسعة ، وجزاهم عنا خير الجزاء ، وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير ، وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله ، سواء تأولوا الصفات الذاتية ، وصفات الأفعال ، أم بعض ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ” انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن باز. الشيخ عبد الرزاق عفيفي . الشيخ عبد الله بن قعود
“فتاوى اللجنة الدائمة” (3/241) .، وستجد في السؤال رقم : (107645) مزيدا من التوضيح .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android