تنزيل
0 / 0
39,77215/09/2014

هل الشمس هي جهنم ؟

السؤال: 220036

أحببت أن أستفسر عن الشمس هل هي فعلا جهنم ؛ لأن هناك كتاب اسمه الكون والقرآن للمؤلف محمد علي حسن الحلي ، يذكر فيها أشياء أعتقد أنها مخالفة لنصوص القرآن والسنة ، فإذا كانت لديكم معلومات عن هذا الكتاب أفيدونا جزاكم الله عنا خيراً ، والمؤلف لديه بعض الكتب مثل كتاب ساعة قضيتها مع عالم الأرواح .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أخي الكريم :
نصوص الشرع توضح أن حقيقة الشمس غير حقيقة جهنم ، بل هما شيئان مختلفان وليسا شيئا
واحدا ، والنصوص على هذا كثيرة جدا ومعلومة لكل من قرأ كتاب الله تعالى ، وذكرها
يطول ونكتفي بالنص الصريح الآتي :
قال الله تعالى :
( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ، وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ ، وَإِذَا الْجِبَالُ
سُيِّرَتْ ، وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ، وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ، وَإِذَا
الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ، وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ، وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ
سُئِلَتْ ، بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ، وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ، وَإِذَا
السَّمَاءُ كُشِطَتْ ، وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ، وَإِذَا الْجَنَّةُ
أُزْلِفَتْ ) التكوير ( 1 – 13 ) .
والاستدلال بهذه الآية من وجهين :
الوجه الأول :
قوله تعالى : ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) .
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى :
” والصواب من القول في ذلك عندنا: أن يقال: ( كُوِّرَتْ ) . كما قال الله جل ثناؤه
. والتكوير في كلام العرب : جمع بعض الشيء إلى بعض ، وذلك كتكوير العمامة ، وهو
لفها على الرأس ، وكتكوير الكارة ، وهي جمع الثياب بعضها إلى بعض ولفها ، وكذلك
قوله : ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) إنما معناه : جمع بعضها إلى بعض ، ثم لفت
فَرُمِي بها ” انتهى من ” تفسير الطبري ” ( 24 / 131 ) .
وقد ثبت في السنة أنها تكور في نار جهنم .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ
: ‏(‏ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ مُكَوَّرَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ‏) رواه البخاري (
3200 ) ، ورواه البزار ( 15 / 243 ) بلفظ : ( إن الشمس
والقمر ثوران في النار يوم القيامة فقال له الحسن وما ذنبهما ؟ فقال أحدثك عَنْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم وتقول ، أحسبه قال: وما ذنبهما )
وصححه الألباني في ” السلسلة الصحيحة ” ( 1 / 242 ) .
فإذا الشمس تختلف حقيقتها عن نار جهنم وهي أصغر منها لأنها يوم القيامة تكور في
النار .
الوجه الثاني :
أن الله تعالى في وصفه في الآيات السابقة ليوم القيامة قال عزّ وجل : ( إِذَا
الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) ثم قال : ( وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ) فدلّت الآيتان
بوضوح أن الشمس وجهنم شيئان متغايران .
والله أعلم .
ثانيا :
أما ما يخص كتب محمد علي حسن الحلي فالذي ننصحك به أن تبتعد عنها ولا تقرأ منها
شيئا لما يأتي :
فالرجل لم نقف له على ترجمة إلا ما جاء في الموسوعة الحرة حيث جاء فيها : ” ولد
محمد علي حسن الحلي في قرية كريطعة ضمن مدينة الحلة العراقية عام 1906، اقتصر
تعليمه على ما كان يعرف بالكتاتيب ، وانتقل بعدها إلى مدينة الحلة ليزاول مهنة
التصوير قبل أن يطرح أوّل مؤلفاته كتاب ( الكون والقرآن ) في عام 1947. وتوفي في
مدينة الحلّة في العراق في عام 1991 ” انتهى .
فإن كان هذا صحيحا فهذا يدلّ على أن الرجل ليس من أهل العلم لا الشرعي ولا المادي ،
وليس أهلا لأن يجتهد في تفسير نصوص الوحي .
طالعنا كتابه ” الكون والقرآن ” فوجدناه يحتوي على تخاريف عجيبة ، فهذا الرجل لا
يُعتَمد عليه لا في المعلومات الشرعية ولا الدنيوية ، فأما المعلومات الشرعية فهو
يعتمد على عقله فقط ، ويفسر القرآن بعقله بتفاسير عجيبة وخرافات لا أساس لها ولم
تأثر عن أحد من أهل العلم سواء المتقدمين منهم أو المتأخرين ، وبعضها مضاد لصريح
القرآن والسنة كمثل ما ذكرته في السؤال من زعمه أن الشمس هي جهنم ، أما المعلومات
الدنيوية فيأخذها من المجلات ومع ذلك يناقش أهل الاختصاص ويخطئهم بلا دليل بل بمجرد
فهمه .
فالنصيحة أخي الكريم أن ترمي كتبه ولا تشتغل بها ، وعليك بكتب أهل العلم الثقات
المعروفين و الذين اتفقت الأمة على إمامتهم وأخذ العلم عنهم .
وللفائدة : انظر الفتوى رقم : (92781)
، والفتوى رقم : (129539) .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android