تنزيل
0 / 0

لا ننصحك بالإقامة بعيدا عن زوجتك وأبنائك

السؤال: 221053

أعيش في مالطا ، وأريد التحول والهجرة إلى بريطانيا ، لكن زوجتي ترغب بالبقاء مع عائلتها هنا ، ولا تريد أن تترك عملها ، ولدينا طفلان صغيران . وأعتقد أن المجتمع الإسلامي في بريطانيا أفضل مما هو عليه هنا ، سواء من ناحية التعليم أو البيئة ، أو غير ذلك .
فهل يمكنني ترك زوجتي هنا والذهاب على كل حال . إنني أخاف على إسلامي في هذا المكان ؛ لأن الفتن كثيرة جداً .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

إذا سألت عن الإمكان من الجهة الشرعية ، فالشريعة الإسلامية لا تحرم على الزوج
الإقامة في مكان غير مكان إقامة زوجته ، بشرط أن يقوم بحقوقها من جهة النفقة
والمعاشرة بالمعروف والإحسان إليها ، مع الإشراف على تربية الأبناء والاطمئنان على
أحوالهم ، فكم في هذه الدنيا من أزواج مغتربين عن بيوتهم وأسرهم ، دفعتهم الحاجة
إلى العمل أو التعليم أو العلاج إلى التباعد لتحقيق المقصد المطلوب .
لكن الشرط الواجب هو الحرص على التواصل ، وتقارب ما بين إجازات العودة إلى الأهل ،
والاستمرار في إرسال النفقة من مكان العمل ، مع العناية الخاصة بالأبناء لإبقاء حبل
المودة بينهم وبين والدهم ، ليكون هذا الحبل سببا في التربية الحسنة على الخلق
والإيمان .
أمّا إذا سألت عن إمكان سفرك من جهة النصيحة الواقعية ، والنظر في حالك ، وظروفك ،
ودوافعك : فنحن لا نرى لك ذلك ، إلا مع أسرتك وأبنائك ، خوفا أن يكون سفرك سببا
لضياعهم وإضعاف صلتك بهم ، وتركهم فريسة للفتن التي وصفتها بأنها كثيرة جدا ،
فالزوجة والأبناء أيضا معرضون لأنواع الفتن في دينهم وأخلاقهم وأحوالهم ؛ فإذا كنت
أنت تخاف من الفتن على نفسك ، وتريد أن تفر بدينك ؛ فماذا تفعل في أولادك وأسرتك ؟
وكيف تتركهم في هذه الفتن ، من غير راع ، ولا حافظ ، ولا مرب ؛ والزوج راع لزوجته ،
والأب راع لأبنائه ومسؤول عن رعيته.
ومقتضى المسؤولية والأمانة التي كلفه الله عز وجل إياها أن يكون خير سند وعون لهم
على مواجهة الفتن ، ينصحهم ، ويوجههم ، ويبذل حبه الصادق لهم ليكون خير صديق ،
وحينئذ يتمكن من حمايتهم ، وتربيتهم ، والقيام على أمرهم .
أما إذا سافر وتركهم فقد خلّى بينهم وبين الشيطان ، وقطع أوثق حبل بينه وبينهم ،
وهو حبل القرب والمشاهدة ، وغالبا ما تبدأ العلاقة تضعف بين الأب وأبنائه بسبب
الغربة ، ولا يتمكن من ترميم هذه العلاقة حتى لو رجع وأقام بينهم بعد سنوات عدة .
خاصة ، والأمر في مثل حالك : أن البيئة التي تريد الانتقال إليها : هي أفضل ، نسبيا
، من مكان إقامتك ، لكنها ، رغم ذلك : في بلاد الغرب ، وفيها من الفتن ، ما فيها ،
ولست ستنتقل إلى بلد إسلام ، تأمن فيه على نفسك ودينك ؛ فالضريبة التي ستدفعها ،
وستتكلفها أسرتك كلها ، باغترابك عنهم ، لا نرى أنها توازي الفرق بين البلدين
والبيئتين ؛ فلم يبق إلا أن تصبر على قيامك على أولادك وأسرتك ، إلى أن يجعل الله
لك ولهم فرجا ومخرجا ، وينقلك إلى بلد هو خير من بلدك.
ولذلك لا بد من العمل على إقناعهم شيئا فشيئا ، واستعمال لغة الحوار والترغيب مع
الزوجة ، وإغرائها بحياة أفضل ، وقبل ذلك كله وبعده دعاء الله عز وجل لها بالهداية
للخيار الأفضل ، ويشرح قلبها لما تحفظ به دينك وأسرتك ، فالدعاء سلاح المؤمن ،
والله عز وجل مقلب القلوب ، بيده مفاتيح الهداية والتوفيق .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android