0 / 0

من عجز عن الإتيان بتكبيرة الإحرام صحيحة أتى بما يقدر عليه منها

السؤال: 221772

أنا أعاني منذ سنوات من المس ، وأتوضأ وأصلي بصعوبة بالغة وتعب وكلما قمت للصلاة المكتوبة التوى لساني وشق عليا الإتيان بتكبيرة الإحرام على الوجه الصحيح ، ولربما ظللت أحاول ربع ساعة كاملة حتى أتمكن من التكبير ، فهل تسقط عني تكبيرة الإحرام ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

إذا عجز المسلم عن أداء الصلاة على صورتها الكاملة ، فإنه يأتي بما يستطيع ، ويسقط عنه ما لا يستطيعه ، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” مِنْ الْأُصُولِ الْكُلِّيَّةِ أَنْ الْمَعْجُوزَ عَنْهُ فِي الشَّرْعِ سَاقِطُ الْوُجُوبِ “. انتهى من “مجموع الفتاوى” (20/ 559).
وقال ابن القيم رحمه الله :
” المعجوز عنه : إن كان له بدل انتقل إلى بدله ، وإن لم يكن له بدل سقط عنه وجوبه “. انتهى من “بدائع الفوائد” (4/ 30).
وانظر الفتوى رقم : (151319) .
وتكبيرة الإحرام هي قول الإنسان : ” الله أكبر” في أول صلاته ، وهي ركن من أركان الصلاة ، لا تصح بدونها . وانظر الفتوى رقم : (52424).
فيجب على المسلم أن يأتي بها صحيحة كاملة ، ومن عجز عن التكبير بلسانه على الوجه الصحيح بسبب آفة في لسانه أو مرض أصابه : أتى بما يقدر عليه منها ، وسقط عنه ما عجز عن الإتيان به .
قال ابن قدامة رحمه الله :
” فَإِنْ كَانَ أَخْرَسَ أَوْ عَاجِزًا عَنْ التَّكْبِيرِ ، سَقَطَ عَنْهُ ” انتهى من ” المغني” (1/ 335).
وقال الدردير في ” الشرح الكبير” (1/233) :
” ( فَإِنْ عَجَزَ ) عَنْ النُّطْقِ بِهَا – يعني تكبيرة الإحرام – لِخَرَسٍ أَوْ عُجْمَةٍ ( سَقَط ) التَّكْبِيرُ عَنْهُ كَكُلِّ فَرْضٍ عَجَزَ عَنْهُ … فَإِنْ قَدَرَ عَلَى الْبَعْضِ أَتَى بِهِ إنْ كَانَ لَهُ مَعْنًى ” انتهى .
وذكر الدسوقي في حاشيته عليه أن مثال ما له معنى لو قدر على التلفظ بلفظ الجلالة ( الله ) ، فإنه يأتي به ، أما إن كان يتلفظ بحروف مفردة لا معنى لها فإنه لا يلزمه التلفظ بها .
فاجتهد أن تنطق بتكبيرة الإحرام ، فإن لم تستطع أن تنطق بها صحيحة فإنك تأتي منها بما تقدر على النطق به ، ولا تكلف المكث وقتا طويلا في ذلك ، ولكن إذا نويت الدخول إلى الصلاة ، فكبر حسبما تقدر عليه ، ثم أتم الصلاة .
واسع في علاج نفسك من هذا المس الذي أصابك ، واصبر واستعن بالله .
وأفضل وسيلة للعلاج من هذا ، قراءة القرآن الكريم على المصاب ورقيته بالأدعية الواردة ، مع محافظته على الأوراد الشرعية من تلاوة القرآن والأذكار .
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android