ساعدت شخصا في الغش في امتحان في نهار رمضان ، مع أنني كنت غير مطمئن لفعل ذلك الأمر ، أعرف أنه خطأ كبير ، لكن توسله لي ، وطلبه ، وإلحاحه علي ، جعلني أخجل من نفسي ووافقت ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، بعد ذلك استغفرت الله كثيرا ، وندمت على ما فعلت ، وعاهدت الله أن لا أفعلها مرة أخرى . كيف أتفادى مستقبلا مثل هذه المواقف ، وهل ذلك اليوم يعتبر صيامي غير مقبول أو محبط عمله ؟ وبعد يوم من ذلك حصل لي مشكل مع شخص وظلمني وسبني أمام الملأ ، مع أنني لم أرد عليه بأية كلمة ، امتثالا لأمر الله ورسوله ، هل بفعل ذلك الذنب حصلت لي هذه العقوبة ، أم أنه ابتلاء من عند الله ؟
ساعد شخصا على الغش في الامتحان في نهار رمضان
السؤال: 221819
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
تمر بالإنسان بعض التجارب التي يتعلم منها خطأه ، ويستشعر فيها حرارة ما ارتكبه ، ليكون ذلك رادعا له في مستقبل أيامه أن يكرر خطأه الذي آلمه وأزعجه ، وذلك من رحمة الله بالعباد ، أن يهيأ لهم قلوبا واعية ، تتذكر وتنيب إلى الله سبحانه ، وتتعلم الدرس فلا تلدغ من جحر مرتين.
فعليك أن تتجاوز ما مضى ، وقد تبت منه ، ونسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك .
وإذا تاب الإنسان من ذنبه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ ) رواه ابن ماجه ، وحسنه الألباني في ” صحيح الجامع “(3008) ، وهذا يعني أنه لا يعاقب عليه في الدنيا ولا في الآخرة .
فإذا سارعت إلى التوبة ، وحرصت على الصدق فيها ، والإخلاص لوجه الله بها ، لم يضرك ما وقع لك بعد ذلك من خلاف مع أحد الأشخاص ، وما تعرضت له من شتم أو أذى ، فهو خير لك بإذن الله ، إما أن يكفر عنك ذنوبا قد مضت ولم تتب منها ، وإما أن يرفع درجتك عند الله تعالى ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ) رواه مسلم (2999) .
وللمزيد يرجى مراجعة الفتوى رقم : (112905) ، (175744) .
أما تأثير ذلك على الصيام ، فإن المعاصي لا تفسد الصيام ، ولكنها تنقص من ثوابه ، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم : (50063) .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة