0 / 0

أهلها يمنعون رؤية الخاطب وتشعر بالنفور منه لخشيتها أن يكون قبيحا

السؤال: 221940

أنا فتاة عندي 23 سنة ، تقدم لي شاب من معارفي ، قيل لي : إنه صالح ، وطيب القلب ، وهذا ما أتمناه ، لكن ما يؤرقني أنني قد أظلم هذا الشاب معي ، فما أعرفه عن هذه العائلة أنهم على قدر متوسط من الوسامة ، وفيهم القبيح لا استهزاء لخلق الله ، لكن هذا الأمر جعلني أنفر عن الموافقة في البداية وأمي غضبت علي ولم تكلمني أبدا واستعادت ذكريات لخاطب سابق كان صالحا لكني نفرت لذات السبب ، وغضب مني أبي لدرجة أنه ضربني ، وبعدها قدر الله أن يصاب بالسرطان ويتوفى ، علما أن أبي كان رجلا صالحا لكن لا أعلم سبب ردة فعله تلك ، وخفت أن يتكرر الأمر مع أمي ، ولا أريد إعادة تجربتي الأولى ، وبعد شهر من الهم والأفكار والاستخارة وافقت هربا من واقع إعادة الماضي ، فكم من مرة أنبني ضميري أن أبي رحل وهو غاضب علي ، علما أني فتاة صالحة وأريد أن أتزوج وأستقر ، وهذا الخوف أن شكل خاطبي سيكون قبيحا علما أن عائلتي تمنع منعا باتا الرؤية الشرعية ، وحاولت البحث عن طريقة لأعرف شكله في مواقع التواصل الاجتماعي فلم أفلح ، وحاليا أدعو الله في سجودي أن يصرفه عني بتدبيره وقدرته ، فأنا لا أستطيع أن أصرح بنفوري منه لأهلي وخصوصا أمي ، فأمي ليست كأبي فهي إن غضب تغضب ولا تسامح ، وأنا قبل أن أوافق عليه غضبت علي ولم ترضى إلا بعد موافقتي ، وأنا شابة في بداية حياتي لا أريد أن تغضب علي أمي ، وأتعثر في حياتي .
أفتوني هل في دعائي تعدي أو ظلم ؟ وهل ما فعلته صحيح ؟ وهل نفوري طبيعي علما أنني لا أبحث عن رجل بوسامة أهل الفن ، بل أريد من أرتاح له عندما أنظر إليه ، ولا أنفر منه فكل من اشتكيت له يتهمني أنني أبحث عن وسامة أهل الفن الذين أحتقرهم .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا شك أن قبول ” الشكل” والمنظر ، من العوامل المهمة في إلقاء القبول والوفاق بين الزوجين ، ولذلك شرع الله لعباده النظر ، لأجل الخطبة ؛ فعَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ : ” خَطَبْتُ امْرَأَةً عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا ؟ ) ، قُلْتُ : لَا ، قَالَ : ( فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا ) .
رواه الترمذي (1087) ، والنسائي (3235) وغيرهما ، صححه الألباني في “صحيح الجامع” (859) .
فالنظر ، والقبول الأولي بين الخطيبين : هو من أسباب إلقاء الألفة والمودة بينهما .
ومثل هذا يمكن أن يحصل لك ، أو للخاطب بأسباب كثيرة ؛ فبإمكانك مثلا أن تنظري إليه من خلف بعض الأبواب أثناء دخوله عندكم ، أو تختفي في مكان بحيث ترينه في دخوله ، وخروجه ، ومثل هذا يكفي كثيرا في القبول المبدئي للشكل .
وقد كان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك :
فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمْ الْمَرْأَةَ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَا فَلْيَفْعَلْ ) .
قَالَ : فَخَطَبْتُ جَارِيَةً ، فَكُنْتُ أَتَخَبَّأُ لَهَا حَتَّى رَأَيْتُ مِنْهَا مَا دَعَانِي إِلَى نِكَاحِهَا ، وَتَزَوُّجِهَا فَتَزَوَّجْتُهَا ” رواه أبو داود (2082) ، وحسنه الألباني في “إرواء الغليل” (1791) .
وهذا كله إذا كان المراد الحصول على الانطباع المبدئي العام ، الذي يكفي في مثل ذلك عادة ، كما تدل عليه مثل هذه النصوص ، وتعذر الوضع المنتظم للرؤية ، بأن يدخل الخاطب البيت ، وتدخل عليه العروس ، لينظر كل منهما إلى الآخر ، ثم يكون قرارهما بعد ذلك .
فإذا أمكنك أن تقنعي الوالدة بذلك ، أو يقنعها بعض من عندكم ممن تثق هي فيه : فلا شك أن هذا خير وأفضل .
وإن لم يمكن ذلك ، فتحيلي إلى رؤيته بما ذكرنا ، أو نحوه من وسائل إتاحة النظر إلى ذلك الخاطب ، ولو أن يكون ذلك بطلب منه ، فإن له حقا في مثل هذه الرؤية ، كما لك حق فيها .
لكننا على أية حال : لا نوافقك على الاستسلام للشعور بالنفور ، وأنت لم يحصل لك الرؤية التي تنتج ذلك النفور أو القبول ، فعلي أي شيء بنيت “شعور بالنفور” ؟
إننا نفهم : ألا يكون هناك انجذاب ، ألا يكون هناك قرار ، ألا يكون هناك شعور … ؛ أما أن يكون هناك نفور ، وأنت لم تري شكله ، فإننا نخشى عليك أن تستسلمي إلى شعور مرضي ، لا أساس له من الصحة ، ولا مبرر له ، ومثل هذا سوف يجني عليك كثيرا في حياتك .
وبناء على ذلك : فنحن لا نوافقك على الدعاء بأن يصرفه الله عنك ، هكذا صرفا مطلقا ، بل الأولى في حقك في مثل ذلك : هو دعاء الله أن يجمع بينك وبينه على خير، وأن يلقي المودة والسكن بينكما ، إن كان في زواجك به خير .
وإن لم يكن في زواجك به خير : أن يصرفه الله عنك بحوله وطوله .
وعلى كل حال : فإذا تعذر قبولك له ، أو قبولك لهذا الوضع ، فلا ننصحك بإتمام زواج ، أنت نافرة منه أساسا ، شريطة أن تكوني معتدلة حقا فيما تطلبين .
وإذا لم يكن أمامك مفر من المصارحة لأمك ، أو أهلك ، فافعلي ، فهو خير لك من أن تقدمي على المخاطرة بمستقبلك مع زوجك ، وربما ظلمت نفسك بذلك ، أو ظلمتيه معك .
يسر الله لك أمرك ، ووفقك لما فيه خير الدنيا والآخرة .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android