تنزيل
0 / 0

تخريج حديث : (مَنْ قَرَأَ يس كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَةَ القُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ)

السؤال: 222105

ما صحة الآتي : من قرأ سورة يس في رمضان كانت له كأجر قراءة المصحف كاملاً عشر مرات .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الحديث بذكر رمضان فيه : لا نعلم له أصلا .
أما بغير ذكر رمضان : فقد روي من طرق كلها ضعيفة ، وبعضها أشد ضعفا من بعض ، وإليك البيان :
1- رواه الترمذي (2887) ، والقضاعي في ” مسند الشهاب ” (1035) من طريق هَارُونَ أَبِي مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا، وَقَلْبُ القُرْآنِ يس ، وَمَنْ قَرَأَ يس كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَةَ القُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ ) .
وقال الترمذي عقبه : ” هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَبِالبَصْرَةِ لَا يَعْرِفُونَ مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ. وَهَارُونُ أَبُو مُحَمَّدٍ شَيْخٌ مَجْهُولٌ ” انتهى .
وقال الألباني في “ضعيف الترمذي” : ” موضوع ” .
وقال الذهبي في ترجمة هارون هذا : ” أنا أتهمه بما رواه القضاعى في شهابه … ” ثم ساق له هذا الحديث . “ميزان الاعتدال” (4/ 288) .
وقال أبو حاتم الرازي – كما في ” العلل ” لابنه (4/578) :
” مُقَاتِلٌ هَذَا هُوَ: مُقَاتِل بْنُ سُلَيمان ، رأيتُ هذا الحديثَ في أوَّلِ كتابٍ وضعَهُ مُقاتِلُ بْن سُلَيمان ، وهو حديثٌ باطلٌ لا أصلَ له ” انتهى .
2- ورواه البيهقي في ” الشعب ” (2232) :
أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، أَخْبَرَنا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيِّ ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ قَرَأَ يس فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ عَشْرَ مَرَّاتٍ ) .
وهذا معضل ، حسان بن عطية من أتباع التابعين .
وإسماعيل بن عياش مدلس وقد عنعنه ، وصفه بالتدليس : ابن معين وابن حبان ، كما في “طبقات المدلسين” (ص37) .
3- ورواه البيهقي أيضا (2238) من طريق سُويد أبِي حَاتِمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ: ( مَنْ قَرَأَ يس مَرَّةً فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ عَشْرَ مَرَّاتٍ ) ، وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: ( مَنْ قَرَأَ يس مَرَّةً ، فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ مَرَّتَيْنِ ) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: حَدِّثْ أَنْتَ عَمَّا سَمِعْتَ وَأُحَدِّثُ أَنَا بِمَا سَمِعْتُ ” .
سويد واه ، ضعفه النسائي ، والساجي ، وابن عدي ، وغيرهم ، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات .
“تهذيب التهذيب” (4 /238)

وقال أبو حاتم – كما في ” العلل ” (4/ 631) : ” هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ ” .
4- ورواه القضاعي في ” مسند الشهاب ” (1036) من طريق مَخْلَد بْن عَبْدِ الْوَاحِدِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ مرفوعا بلفظ : ( إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا، وَإِنَّ قَلْبَ الْقُرْآنِ يس ، وَمَنْ قَرَأَ يس وَهُوَ يُرِيدُ بِهَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، وَأُعْطِي مِنَ الْأَجْرِ كَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً … ) الحديث .
ومخلد بن عبد الواحد واه ، قال ابن حبان : منكر الحديث جدا.
“ميزان الاعتدال” (4 /83) .
وقال الألباني في ” الضعيفة ” (5870) : موضوع .
5- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ – كما في ” المطالب العالية ” (15/ 136):
حدثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ الْبَصْرِيُّ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ كَثِيرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَرَأَ ” يَس ” يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ تعالى غُفِرَ لَهُ ، وَمَنْ قَرَأَ ” يَس ” فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً … ) .
ويوسف بن عطية متروك ، تركه ابن معين والبخاري ، وقال ابن عدى : عامة أحاديثه غير محفوظة .
“ميزان الاعتدال” (4 /470) .
وشيخه هارون بن كثير هذا مجهول ، كما في ” الميزان ” (4/286) .
6- ورواه المستغفري في ” فضائل القرآن ” (865) من طريق إبراهيم بن سليمان الزيات ، حَدَّثَنا عبد الحكم عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن لكل شيء قلبا ، وإن قلب القرآن ( يس) فمن قرأها مرة واحدة كما أنزلت فكأنما قرأ القرآن عشر مرات ، وَمن قرأها عند الميت وهو ينزع كان أهون لنزعه) .
وعبد الحكم هذا ، هو القسملي ، قال البخاري: منكر الحديث ، وقال ابن عدى: عامة ما يرويه لا يتابع عليه ، وقال أبو حاتم : ضعيف .
“ميزان الاعتدال” (2 /536) .
7- ورواه أيضا (866) من طريق سوار بن مصعب ، عَن أبي إسحاق عن البراء مرفوعا بلفظ : ( إن لكل شيء قلبا ، وإن قلب القرآن يس ، من قرأها في ليلة أضعفت له على سائر القرآن عشرا ، وَمن قرأها في صدر النهار بين يدي حاجته قضيت له حاجته ) .
وسوار بن مصعب متروك ، تركه ابن معين ، والبخاري ، والنسائي ، وأبو داود ، وقال أبو عبد الله الحاكم : روى عن الأعمش وابن خالد المناكير وعن عطية الموضوعات ، وقال ابن عدى : عامة ما يرويه ليس بمحفوظ ، وهو ضعيف .
” لسان الميزان ” (3 /128) .
وله عند ” المستغفري ” طرق أخرى أيضا ، سوى ما ذكرناه ، كلها واهية ، لا يعتمد على شيء منها .

وبالجملة :
فهذا حديث منكر لا يصح .
وللعلامة الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف – رحمه الله – جزء في جمع طرق هذا الحديث ، وبيان ضعفها : ” حديث : قلب القرآن يس ، في الميزان ” . فليراجع للفائدة .

وقد سئل ابن باز رحمه الله عن هذا الحديث : ( من قرأ سورة يس كمن قرأ القرآن عشر مرات ) فأجاب :
” ليس له أصل ، ضعيف ” انتهى . من موقع الشيخ .
http://www.binbaz.org.sa/mat/11550

والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android