0 / 0

حديث : (لَوْ أَنَّ رَجُلًا مُوقِنًا قَرَأَ بِهَا عَلَى جَبَلٍ لَزَالَ) – يعني آخر سورة المؤمنون .

السؤال: 222948

هل صحيح أن الآيات الأربع الأخيرة من سورة المؤمنون يحملن الشفاء في طيّاتهن ؟
لقد ورد هذا في كتاب ” معارف القرآن ” ، الكتاب السادس، الصفحة 338. جاء النص كالتالي:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود، أَنَّهُ ” قَرَأَ فِي أُذُنِ مُبْتَلًى ، فَأَفَاقَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا قَرَأْتَ فِي أُذُنِهِ ؟ قَالَ : قَرَأْتُ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا سورة المؤمنون آية 115 حَتَّى فَرَغَ مِنْ آخِرِ السُّورَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ أَنَّ رَجُلا مُوقِنًا قَرَأَ بِهَا عَلَى جَبَلٍ لَزَالَ ” .
وهل هذا الحديث صحيح أم ضعيف ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أنزل الله تعالى كتابه العزيز هدى وشفاء ، فهو شفاء للقلوب من أمراضها (الشبهات والشهوات) ، وشفاء للأبدان من أمراضها أيضا.
قال الله تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) الإسراء/ 82 ، وقال تعالى : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ) فصلت/ 44 .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” تأثير قراءة القرآن في المرضى أمرٌ لا ينكر ، قال الله تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً) ، والشفاء هنا شامل الشفاء من أمراض القلوب وأمراض الأجسام ” انتهى من ” فتاوى نور على الدرب” (6 /41) .
فالقرآن كله شفاء ، وقد جاءت الأحاديث بإثبات مزية خاصة لبعض السور والآيات ، كسورة الفاتحة ، وسورة قل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس ، وآخر آيتين من سورة البقرة . والأدلة على هذا معلومة مشهورة من السنة النبوية .
أما الآيات الأربع التي ختمت بها سورة المؤمنون ، فقد جاء في فضلها حديث ، ولكنه حديث ضعيف .
روى أبو يعلى في “مسنده” (5045) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه : ” أَنَّهُ قَرَأَ فِي أُذُنِ مُبْتَلًى فَأَفَاقَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا قَرَأْتَ فِي أُذُنِهِ ؟ ) ، قَالَ: قَرَأْتُ (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا) المؤمنون/ 115، حَتَّى فَرَغَ مِنْ آخِرِ السُّورَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَوْ أَنَّ رَجُلًا مُوقِنًا قَرَأَ بِهَا عَلَى جَبَلٍ لَزَالَ) ” .
قال عنه الذهبي في ” ميزان الاعتدال” (2/175) : حديث باطل .
وضعفه الحافظ ابن حجر بقوله : غريب ، كما في ” نتائج الأفكار” (2/406) ، وضعفه الألباني في ” سلسلة الأحاديث الضعيفة ” (4274) .
وإذا قرأ المسلم هذه الآيات الأربع لأنها داخلة في عموم أن القرآن شفاء من غير أن يعتقد لها فضلا خاصا فلا حرج في ذلك .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android