0 / 0

تعمل لتنفق على والديها ، وزوجها يعمل في مدينة أخرى ، ويطلب منها اللحاق به ، فماذا تفعل ؟

السؤال: 223048

هل يجوز لامرأة متزوجة أن تعمل لكي تنفق على أبويها اللذين لا يملكان أي نوع من أنواع الدخل؟ إنني في الحقيقة أعمل منذ سنوات ، وأقوم بالإنفاق على والديّ ، خصوصاً وأن والدي مريض بالقلب ، والعمود الفقري ، وغارق في الديون. وأخي الأصغر عاطل عن العمل ، ومعظم نفقات علاج أبوي تغطيها الشركة التي أعمل فيها ، إنني أرتدي الحجاب في العمل وأحرص على هذه الجزئية ، وقد تزوجت منذ بضعة أشهر، وزوجي يعلم جيداً أنني من أقوم بالنفقة على أبوي ، وقد انتقل مؤخراً إلى مدينة أخرى للعمل فيها ، وطلب مني اللحاق به ، وهذا يعني ترك عملي وبالتالي التخلي عن مسئوليتي تجاه والديّ .
وما زلت في العمل حتى الآن ، محاولة في الوقت ذاته البحث عن عمل في تلك المدينة ، لكن للأسف لم أحصل على شيء حتى اللحظة ، وزوجي يُلح بسرعة اللحاق به ، إنه أمر محير حقاً، ولا أدري كيف أوفّق بين حق والديّ وحق زوجي ، فما نصيحتكم ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

بر الوالدين والإحسان إليهما والنفقة عليهما من أفضل الطاعات والأعمال الصالحة ، وهو باب من أبواب الجنة لاسيما مع كبرهما ومرضهما ، بل الإنفاق عليهما في هذه الحالة ليس مجرد إحسان يفعله الولد ، بل هو أمر واجب عليه ، فيجب على الولد (الذكر أو الأنثى) إذا كان غنيا: أن ينفق على أبويه الفقيرين المحتاجين .
وقد سبق بيان ذلك بأدلته في الفتوى رقم : (111892) .

وقد ذكرت أن زوجك يعلم ظروف أسرتك ، وأنك أنت التي تقومين بالنفقة عليها .
وبناء على هذا ؛ فلا نرى أنه يحق له أن يأمرك بترك العمل الذي تزوجك وأنت تعملين فيه ، والسفر إليه ، لأن ذلك سيوقع ضررا بالغا بوالديك .
قال البهوتي في “الروض المربع” :
” (وله منعها من إجارة نفسها) لأَنه يفوت بها حقه، فلا تصح إجارتها نفسها إلا بإذنه ؛ وإن أَجرت نفسها قبل النكاح صحت ولزمت ” .
قال ابن قاسم في “حاشيته” :
” أي صحت الإجارة ، ولزم عقدها، ولم يملك الزوج فسخها، لأن منافعها ملكت بعقد سابق على نكاحه” انتهى من “الروض المربع ، مع حاشية ابن قاسم” (6/444) ، وينظر أيضا : ” مطالب أولي النهى” (5/272) .

والذي ننصح به زوجك أن يصبر ، ويكون عونا لك على برك بوالديك ، وإحسانك إليهما ، وننصحك أيضا بالبحث الجاد عن عمل في مدينة زوجك ، حتى يمكنك الانتقال إليه ومساعدة والديك بما يحتاجان إليه من مال .

وليضع زوجك نفسه مكان والديك ، ولينظر كيف يحب أن يكون تصرف زوج ابنته ؟ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نعامل الناس بمثل ما نحب أن يعاملونا به .

وينبغي أن تتلطفي مع زوجك ووالديك حتى تتمكني من القيام بحقهم جميعا ، وأن لا ترضي أحدا على حساب تضييع حق الطرف الآخر .
نسال الله تعالى أن يوفقك لكل خير وأن ييسر لك أمرك .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android