هل يجوز مناداة من اسمه ” عبد الرحمن ” بــ ” يا رحمن ” ؟
السؤال: 223855
ما هو حكم مناداة ” عبد الرحمن ” بـ ” رحمن ” هكذا مجرداً من أل التعريف ، هل هذا جائز ؟ فقد قرأت أن مناداة الشخص باسم من أسماء الله ، كالرحمن والرحيم ، كفر ، فأرجو التوضيح .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
أسماء الله تعالى – من حيث اختصاصها به سبحانه – قسمان :
القسم الأول :
أسماء مختصة به ، لا تطلق إلا عليه ، كاسم ” الله ” ، و ” الرب ” ، و ” الرحمن ” ،
و ” الأحد ” ، و ” الصمد ” ، ونحوها ، فهذه لا يجوز أن يتسمى بها البشر باتفاق أهل
العلم .
وقد جاءت السنة بالنهي والزجر عن التسمي بالأسماء المختصة بالله عز وجل :
فقد روى البخاري (6205) ، ومسلم (2143) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَخْنَى الأَسْمَاءِ
يَوْمَ القِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَمْلاَكِ).
قال أبو عبيد رحمه الله :
” كَانَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة يُفَسر قَوْله : ” ملك الْأَمْلَاك ” قَالَ : هُوَ
مثل قَوْلهم : شاهان شاه أَي أَنه ملك الْمُلُوك . وَقَالَ غير سُفْيَان : بل هُوَ
أَن يتسمى الرجل بأسماء اللَّه ، كَقَوْلِه : الرَّحْمَن والجبار والعزيز ، قَالَ :
فَالله هُوَ ملك الْأَمْلَاك ، لَا يجوز أَن يتسمى بِهَذَا الِاسْم غَيره . وكلا
الْقَوْلَيْنِ لَهُ وَجه ” انتهى من ” غريب الحديث ” (2/18) .
وقال ابن القيم رحمه الله :
” فَهَذَا مَقْتُ اللَّهِ وَغَضَبُهُ عَلَى مَنْ تَشَبَّهَ بِهِ فِي الِاسْمِ
الَّذِي لَا يَنْبَغِي إِلَّا لَهُ ، فَهُوَ سُبْحَانَهُ مَلِكُ الْمُلُوكِ
وَحْدَهُ ، وَهُوَ حَاكِمُ الْحُكَّامِ وَحْدَهُ ، فَهُوَ الَّذِي يَحْكُمُ عَلَى
الْحُكَّامِ كُلِّهِمْ ، وَيَقْضِي عَلَيْهِمْ كُلِّهِمْ ، لَا غَيْرُهُ ” انتهى من
” الجواب الكافي ” (ص/138) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
” اسْتُدِلَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى تَحْرِيمِ التَّسَمِّي بِهَذَا الِاسْمِ ؛
لِوُرُودِ الْوَعِيدِ الشَّدِيدِ ، وَيَلْتَحِقُ بِهِ مَا فِي مَعْنَاهُ مِثْلُ :
خَالِقِ الْخَلْقِ ، وَأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ، وَسُلْطَانِ السَّلَاطِينِ ،
وَأَمِيرِ الْأُمَرَاءِ ، وَقِيلَ : يَلْتَحِقُ بِهِ أَيْضًا مَنْ تَسَمَّى
بِشَيْءٍ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْخَاصَّةِ بِهِ : كَالرَّحْمَنِ ، وَالْقُدُّوسِ
، وَالْجَبَّارِ ” انتهى من ” فتح الباري ” (10/590) .
وبناء على ذلك ، فلا يقال لمن اسمه ” عبد الصمد ” يا صمد ، ولا يقال لمن اسمه ” عبد
الأحد ” يا أحد ، ولا يقال لمن اسمه ” عبد الرحمن ” يا رحمن .
القسم الثاني :
أسماء لا تختص به سبحانه ، ويجوز إطلاقها على البشر ، مثل : سميع ، بصير ، علي ،
حكيم ، رشيد .
وللفائدة ينظر إلى جواب السؤال رقم : (114309) ، وجواب
السؤال رقم : (161275) .
وبناء على ذلك : فمن كان اسمه ” عبد الكريم ” أو ” عبد العزيز ” أو ” عبد الحكيم ”
فنودي بــ ” كريم ” أو ” عزيز ” أو ” حكيم ” ، فلا حرج في ذلك ، إذا قُصد الشخص ،
ولم يُقصد اسم الله أو صفته ؛ لأن هذه الأسماء من الأسماء المشتركة ، التي يجوز أن
يتسمى بها العباد ، وليست من الأسماء المختصة به سبحانه .
ومثلها أيضا : عبد الرحيم ، فيجوز أن ينادى من اسمه كذلك ، بـ ” رحيم ” ، إذا قصد
تسمية الشخص نفسه باسم : رحيم ، أو ملاحظة وصفه بذلك ، فإن ” رحيم ” من الأسماء
المشتركة التي تطلق على الخالق سبحانه ، على وجه الكمال والجلال اللائق به ، وتطلق
أيضا على الخلق ، على الوجه اللائق بهم .
وينظر للفائدة إلى جواب السؤال رقم : (181453) .
وليس من شك في أن الأولى ترك ذلك كله ؛ لما فيه من الإيهام ، وإن كان لا بد من
تدليل ، أو اختصار ، فليقع في الشطر الأول من الاسم : ” عبد ” ، فيمكن اختصاره إلى
” عبد ” دون إضافة ، أو تدليله : عُبَيْد ، عبود ، ونحو ذلك مما يعتاده الناس .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
![answer](/_next/image?url=%2F_next%2Fstatic%2Fmedia%2Fanswer.91a384f1.png&w=64&q=75)
موضوعات ذات صلة