0 / 0

يريد الزواج من فتاة ووالدته ترفض هذا الزواج .

السؤال: 224185

أنا شاب في الخامسة والعشرين من العمر ، تعرّفت على فتاة في الحادية والعشرين منذ ثلاث سنوات وننوي الزواج في أقرب وقت ، وقد تواصلت مع عائلتها فوافقوا ، وطلبوا مني إحضار والدي ووالدتي ، ووعدني أبي بالمجيء لكنه تخلف في اللحظات الأخيرة ؛ بحجة أن والدتي غير موافقة على هذا النكاح ، ولئن علمت بذلك فسوف تنتحر! وحجتها في ذلك أن هذه الفتاة من ثقافة أخرى وتتحدث لغة أخرى ، وقالت : إن إخوتها- أي أخوالي- أقاموا علاقات مثل هذه في السابق وكانت علاقات فاشلة لم ترتقِ إلى مستوى الزواج الحقيقي ، فحريّ بها إذاً أن تمنع ابنها من الخوض في مشروع كهذا ، وقد حاولت إقناعها بالعدول عن رأيها ، لكنها أصرت ، وقالت : إنها ستهجرني ، وطلبت مني عدم حضور جنازتها إن ماتت ، وقالت : بأنها ستحول حياتي إلى جحيم إن تزوجت تلك الفتاة ، وأنها ستدعو عليّ ، .. الخ ، فأرجو منكم التفضل بالإجابة عن الأسئلة التالية :
– لماذا تخلى عني والدي في اللحظات الأخيرة بعد أن استمر بتشجيعي ثلاث سنوات بأكملها ؟
– ما المشكلة في الزواج بفتاة مسلمة من عائلة طيبة حرصت كل الحرص على إشراك أبوي في هذا النكاح ؟
– لماذا يتعين عليَّ أنا والفتاة أن نعاني كل هذه المعاناة بسبب عائلتي ؟ وماذا أفعل إن كانت أمي تنوي الدعاء عليَّ والوقوف في طريقي ؟ وهل لهذا تأثير علينا أنا والفتاة ؟
وهل يمكننا الهرب والزواج في إحدى المحاكم دون علم كلا الأسرتين ؟
إننا نريد أن نتزوج زواجاً إسلامياً صحيحاً ، وليس في هذه الفتاة من عيب يذكر ، فهي مسلمة تحافظ على الصلاة والصيام .. الخ ، فأين الإشكال تحديداً ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
أما بالنسبة لهذه الفتاة ، فالأمر واضح ومحسوم : لا يحل لها أن تزوج نفسها ، ولا يحل لها أن يتولى نكاحها سوى وليها الشرعي ، فإذا كان والدها حيا ، فالواجب أن يتولى هو نكاحها ، وإن لم يكن حيا ، تولاها أخوها ، أو أقرب عصبتها إليها ؛ وأما أن تزوج نفسها من غير وليها الشرعي : فهو نكاح باطل ، لا يحل الإقدام عليه .
ثانيا :
أما بالنسبة لك : فنعم ، الرجل ولي نفسه ، ولا يشترط لصحة النكاح أن يوافق أهله وأسرته ؛ لكن : متى كان أهل البيوت المحترمة يتزوجون هكذا ؟! ومتى كان أولياء البنت : يقبلون شخصا ليزوجوه ابنتهم من غير حضور أهله ، ومن غير رضاهم بذلك ؟
إن العاقل : لا يبني قصرا ، ويهدم مصرا ، ولا يقدم على زواج يدخله في دوامة من المشكلات ، وقطيعة الأرحام ، وغضب الوالدين .
فالنصيحة لك : ألا تقدم على زواج من غير قبول أسرتك ، وموافقتهم ، وحضورهم ؛ فإن تبعات ذلك الاجتماعية والنفسية : لا قبل لك بها .
فإذا تمكنت من إقناع أهلك ، والصبر عليهم حتى يوافقوا ويقبلوا بزواجك : فافعل .
وإن عجزت عن ذلك ، فاصرف نظرك عن هذه الفتاة ، والنساء سواها كثير ، ومن ترك شيئا لله ، أبدله الله خيرا منه .
وإن كانت نفسك قد تعلقت بها ، وعز عليك تركها : فاشرح ظروفك لأسرتها ، فإن قبلوا أن يزوجوك ، وأنت بهذه الحال ، من غير أهلك ؛ فزواجك في هذه الحال ، بموافقة أهلها ، وتوليهم عقد النكاح : صحيح ، لا شيء فيه . مع أننا لا ننصحك به ، إلا إذا خفت على نفسك العنت .
يسر الله لك ، وأغناك من فضله .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android