0 / 0

هل ورد ذكر اسم الراهب الذي أخبر سلمان الفارسي بصفة النبي صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه ؟

السؤال: 224469

ما اسم الراهب الذي التقى به الباحث عن الحقيقة (سلمان الفارسي) وبشره بأن نبياً في ذاك الزمان سيبعث ؟ وكيف عرف الراهب بأن نبياً سيبعث من العرب ويكون اسمه “محمداً” ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

سبق في إجابة السؤال رقم : (88651) الحديث الوارد في قصة إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه ، والذي فيه أنه التقى عدة رهبان من رهبان النصارى ، وكان آخرهم رجل صالح عنده علم عن نبي آخر الزمان ، فدله على بلاد العرب التي سيخرج فيها ووصفها له ، ووصف له رسول الله صلى الله عليه وسلم على النَّعت الموجود عندهم في كتبهم .
ولم يأت ذكر اسم هذا الرجل الصالح في شيء من الروايات التي اطلعنا عليها ، ولما ذكره سلمان رضي الله عنه قال : ” صاحب عمورية ” ولم يذكر اسمه ولا كنيته .
وروى البيهقي في “دلائل النبوة” (2/ 89) قصة إسلام سلمان مطولة ببعض اختلاف ، وفيها قول هذا الرجل الصالح لسلمان : ” يَا سَلْمَانُ ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى، سَوْفَ يَبْعَثُ رَسُولًا اسْمُهُ أَحْمَدُ، يَخْرُجُ بِتِهَامَةَ ” .
قال سلمان : ” وَكَانَ رَجُلًا أَعْجَمِيًّا لَا يُحْسِنُ أَنْ يَقُولَ تِهَامَةَ ، وَلَا مُحَمَّدًا ” .
وإسنادها ضعيف ، فيه علي بن عاصم ، وهو سيء الحفظ ، يهم كثيرا .
انظر : “التهذيب” (7/345) .
وفيه أيضا يحيى بن أبي طالب ، متكلم فيه .
انظر : “الميزان” (4/387) .

وروى ابن إسحاق في “السيرة” (ص 92):
حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال: حدثني من سمع عمر بن عبد العزيز، وحدث هذا من حديث سلمان ، فقال: ” حدثت عن سلمان أن صاحب عمورية قال لسلمان، حين حضرته الوفاة: ائت غيضيتين من أرض الشام فإن رجلاً يخرج من إحداهما إلى الأخرى في كل سنة ليلة ، يعترضه ذوو الأسقام ، فلا يدعو لأحد به مرض إلا شفي، فسله عن هذا الدين الذي تسلني عنه ، عن الحنيفية دين إبراهيم ، قال: فخرجت حتى أقمت بها سنة ، حتى خرج تلك الليلة من إحدى الغيضيتين إلى الأخرى ، وإنما كان يخرج مستجيزا ، فخرج وغلبني عليه الناس حتى دخل في الغيضة التي يدخل فيها حتى ما بقي إلا منكبه ، فأخذت به فقلت : رحمك الله أخبرني عن الحنيفية دين إبراهيم ؟ فقال: إنك لتسأل عن شيء ما يسأل عنه الناس اليوم ، قد أظلك زمان نبي يخرج عند هذا البيت ، بهذا الحرم ، يبعث بسفك الدم ، فلما ذكر ذلك سلمان لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لئن كنت صدقت يا سلمان لقد رأيت عيسى بن مريم عليه السلام)
وفيه أن الذي أخبر سلمان بصفة النبي صلى الله عليه وسلم وبشره به هو عيسى ابن مريم عليه السلام .
ولكن هذا الحديث منكر ، وإسناده ضعيف لجهالة راويه عن عمر بن عبد العزيز ، وجهالة من رواه عنه عمر .
والصحيح المعتمد : رواية ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، عن محمود بن لبيد، عن عبد الله بن عباس ، وقد ذكرناها بتمامها في إجابة السؤال رقم : (88651) .

ثانيا :
عرف الراهب بقرب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وصفته بما علمه من الكتب المتقدمة ، فقد جاء ذكر ووصف النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل ، كما بيناه في جواب السؤال رقم : (44018).

وروى البخاري (2125) عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: ” لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ ؟ ، قَالَ : ” أَجَلْ ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي القُرْآنِ: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ) ، وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي ، سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ ، لَيْسَ بِفَظٍّ ، وَلاَ غَلِيظٍ ، وَلاَ سَخَّابٍ فِي الأَسْوَاقِ ، وَلاَ يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ المِلَّةَ العَوْجَاءَ، بِأَنْ يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا ) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android