0 / 0

وعد فتاة كان على علاقة بها بالزواج منها وكانت ترفض من تقدم لها ، ووالدته لا تريدها زوجة له ، فماذا يفعل ؟

السؤال: 224497

كنت على علاقة بفتاة من أربع سنين وافترقنا ؛ لأن علاقتنا محرمة على أمل الزواج في أقرب فرصة ، وقد حانت فرصة للزواج منها ، وعندما فاتحت أمي بالزواج منها رفضت ؛ لأن أمي قد اختارت لي فتاة ، وقد قارنت أمي بين الفتاة التي اختارتها وبين هذه الفتاة ، والفرق بينهما أن التي اختارتها أمي منقبة وابنة واعظة ومن نفس البلد، وتلك غير منقبة ، ولكنها ذات خلق دين يرتضى ، ولكنها أكبر مني بثلاث سنين ، ومن بلد أخر وبعد الإلحاح على أمي قالت : أنت حر ، وسوف أحضر الزفاف كأنني غريبة ، وأنا لا أراها مناسبة لك أبدا أبدا ، مع العلم أن تلك الفتاة رفضت من تقدم لها خلال أربع سنوات لأجلي ، أفتوني بحل جذري يرضي الله عز وجل ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
يخطئ الشباب والفتيات حينما يتساهلون في العلاقات المحرمة ، ويتمادون فيها حتى يزداد تعلق كل منهما بالآخر ، وقد يكونان مناسبين أو غير مناسبين لبعضهما البعض ، ثم تتفجر المشكلة حينما يرفض الأهل هذا الخاطب أو تلك المخطوبة بعد كل هذا التعلق والسنوات .
وسبب المشكلة في الأساس هو التساهل وعدم الابتعاد عما حرم الله .
ثانياً :
الزواج المبني على علاقة سابقة أكثره زواج فاشل ينتهي بالطلاق .
وما يسمى بـ (الزواج التقليدي) الذي تريده والدتك لك هو في الغالب الزواج الناجح ، كما تقول ذلك الدراسات والأبحاث . وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم : (84102).
ثم هناك عقبة أخرى في هذا الزواج وهو رفض والدتك .
ولا يمكننا أن نشير عليك بالزواج من هذه الفتاة ، وتكون نتيجة ذلك أن تتوتر العلاقة بينك وبين والدتك ، وقد يستمر هذا التوتر بلا انقطاع ، أو يمتد سنوات إلى أن توافق والدتك بالأمر الواقع ، وخلال هذه المدة سوف تشعر أنك جلبت على نفسك مشاكل لا تستطيع تحملها ، وقد كنت في غنى وعافية منها .
وزواج الرجل بدون موافقة أهله هو زواج صحيح شرعا ، لا إثم فيه ، ولكن الواقع والشواهد تقول : إنه لن يكون زواجا مستقرا ناجحا في الغالب ، بل الغالب أن تلك المشاكل سوف تعصف باستقرار الأسرة ، أو تجعله في وضع قلق ، مضطرب ، لا ينعم بالهدوء والتواصل بين أطراف الأسرة .
فالنصيحة لك أن تجتهد في إقناع والدتك حتى تصل إلى رضاها في النهاية ، فإن وصلت إلى هذا ، فلا مانع من أن تتزوج تلك الفتاة التي اخترتها لنفسك .
وليس بإمكاننا أن نقول : إنها مناسبة أو غير مناسبة لك ، فهذا الأمر تحدده أنت ، بعد تفكير عميق واستشارة المقربين الناصحين لك .
وإن لم تستطع أن تصل إلى رضى والدتك وموافقتها : فالأولى لك العدول عن هذه الفتاة إلى تلك التي اختارتها والدتك -إن أعجبتك- ، أو ابحث عن غيرها ممن يناسبك ، مع تقديرنا لصعوبة التخلي عنها بعد ذلك الزمن كله من التواعد والرجاء بينكما ؛ فليس من المروءة في شيء .
وإذا لم يكن من المروءة أن تعدل عن الفتاة ، بعد انتظارها ذلك الوقت كله ، فليس من المقبول ، ولا من المرضي شرعا : أن تحزن والدتك ، وتحرمها من الفرح بك ، بعد هذا العمر كله ، وبعدما أملت أن تشاركك فرحك ، أو تصنعه لك ؛ فهذا أدخل في الحرج ، وأقرب للمنع .

وفقك الله تعالى للخير ، ويسر لك أمرك .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android