تنزيل
0 / 0
64,34603/02/2015

تفسير صدر سورة الروم

السؤال: 224514

قال الله تعالى في سورة الروم : ( الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ) صدق الله العظيم
ما معنى غلبت الروم ؟ وما هي أدنى الأرض المذكورة في الآية ؟ وما معنى وهم من بعد غَلَبِهِم سيغلبون في بعض سنين ؟ وعلى ماذا يفرح المؤمنون ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

قال الله تعالى في صدر سورة الروم : ( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى
الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ
لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ
* بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ )
الروم/1-5 .
1. ( غُلبت الروم ) أي : هُزمت الروم من الفرس ، وكان ذلك في أوائل النبوة ،
والرسول صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة ، وقعت معركة بين فارس والروم ، وكانت
نتيجتها أن انتصر الفرس على الروم .
قال ابن عاشور في ” التحرير والتنوير ” (8/42) : ” وإسناد الفعل إلى المجهول ، لأن
الغرض هو الحديث على المغلوب لا على الغالب ، ولأنه قد عرف أن الذين غلبوا الروم هم
الفرس ” انتهى .
2. ( في أدنى الأرض ) أي : أن الهزيمة وقعت في (أدنى) أي أقرب الأرض إلى الجزيرة
العربية ، وكانت المعركة في شمال الجزيرة العربية مع أطراف الشام . ” تفسير القاسمي
” (8/4) .
3. ( وهم ) أي الروم . ( من بعد غلبهم ) أي هزيمتهم . ( سيغلبون ) أي : سينتصرون
على الفرس .
4. ( في بضع سنين ) أي : أن ذلك الانتصار سيتحقق في بضع سنوات .
والبِضع : ” كناية عن عدد قليل لا يتجاوز العشرة ” انتهى من ” التحرير والتنوير ”
(8/44) .
جاء في ” تفسير القرطبي ” (16/394) ” قال الشعبي : فظهروا في تسع سنين .
وقال القشيري : المشهور في الروايات أن ظهور الروم كان في السابعة من غلبة فارس
للروم ” انتهى .
5. ( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) وسبب فرح المؤمنين :
أولاً :
6. بانتصار الروم على الفرس , لأن الروم كانوا أهل كتاب , والفرس كانوا أهل وثنية ,
فالروم أقرب إلى المسلمين من الفرس من هذه الناحية .
وهذا الفرح هو في مقابلة فرح مشركي قريش حين انتصر الفرس على الروم أولاً , لنفس
السبب .
ثانيا :
أن انتصار الروم هو انتصار للنبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه دليل على صدق نبوته ،
إذ أخبر عن شيء مستقبل ، ووقع كما أخبر به ، فقد انتصر الروم على الفرس بعد أقل من
عشر سنوات .
ثالثا :
قيل : إن سبب فرح المؤمنين إنما كان بانتصارهم هم على مشركي قريش ، الذي وافق
انتصار الروم على الفرس ، إما في يوم بدر ، وإما في يوم الحديبية ، وهو ما اختاره
ابن القيم رحمه الله .
قال ابن القيم في ” الفروسية ” (1/208) ” وَهَذِه الْغَلَبَة من الرّوم لفارس
كَانَت عَام الْحُدَيْبِيَة بِلَا شكّ ، وَمن قَالَ : كَانَت عَام وقْعَة بدر فقد
وهم ، لما ثَبت فِي صَحِيح البُخَارِيّ عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي سُفْيَان أَن
هِرقل لما أظهره الله على فَارس ، مَشى من حمص إِلَى إيلياء شكرا لله ، فوافاه كتاب
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بإيلياء ، فَطلب من هُنَاكَ من
الْعَرَب فجِئ بِأبي سُفْيَان صَخْر بن حَرْب فَقَالَ لَهُ : إِنِّي سَائِلك عَن
هَذَا الرجل … فَذكر الحَدِيث وَفِيه فَقَالَ : هَل يغدر؟ فَقَالَ أَبُو سُفْيَان
: لَا ، وَنحن الْآن فِي أَمَان مِنْهُ فِي مُدَّة مَا نَدْرِي مَا هُوَ صانع
فِيهَا . يُرِيد أَبُو سُفْيَان بالمدة صلح الْحُدَيْبِيَة ، وَكَانَ فِي ذِي
الْقعدَة سنة سِتّ بِلَا شكّ ” انتهى .
وقال ابن عطية في ” المحرر الوجيز ” (4/328) ” والنصر الذي يَفْرَحُ به
الْمُؤْمِنُونَ : يحتمل أن يشار فيه إلى نصر الروم على الفرس .. ويحتمل أن يشار فيه
إلى نصر يخص المؤمنين على عدوهم ، وهذا أيضا غيب ، أخبر به ، وأخرجه للوجود ، إما
يوم بدر ، وإما يوم بيعة الرضوان، ويحتمل أن يشار به إلى فرح المسلمين بنصر الله
إياهم : في أن صدق ما قال نبيهم ، من أن الروم ستغلب فارس ، فإن هذا ضرب من النصر
عظيم ” انتهى .
وانظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : (23475)
.

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android