أحتاج إلى نصيحة منكم بخصوص مشكلة أواجهها في حياتي الشخصية ، لقد حصلت على عرض زواج ، وقد صليت صلاة الاستخارة ، مع ذلك لم أحصل على أي إشارة تجاه ما يجب عليَّ عمله ، يحصل لي ذلك دائما وهو يحصل الآن ، أنا أطبِّق الإسلام ولي بعض الهفوات كما هو الحال بالنسبة للجميع ، لدي تعطش للعلم الشرعي ، وأعمل لتعلم الإسلام بنفسي والحصول على علم مقدس ! الشيء الذي أتطلع له وأتمناه في شريك الحياة أن يكون قدوة أكثر مني حتى يساعدني لأكون أفضل شخصٍ يحب ويعيش من أجل الله سبحانه وتعالى ويكون شخصا أرجع إليه ليعلمني ويكون صاحبا مناسبا لي ، العرض الحالي له صفات إيجابية كثيرة ما عدا أشياء بسيطة تشغلني .
أولا : لدينا اختلاف بسيط في مستوى الحديث ، بالرغم من أنه جامعي إلا أنه ليس بمتحدث فكري (أعتقد أنه يجب علي النظر في هذه المسألة).
ثانيا : لقد قضى وقتاً أقصر مني في تطبيقه للإسلام ، لذا أعتقد أن لدي علم أكثر منه ، والذي أعتقده أنه يفترض أن يكون دليلاً لي وليس العكس ، ولكن لديه تعطش للعلم وهو يدرس الدين ويرغب بالسفر للخارج لدراسة سنة أو أكثر لتعلم الدين ( وهو نفس الشيء الذي أرغبه أنا كذلك) .
بعيداً عن هذين الأمرين أجد أننا متفقين في أشياء أخرى كثيرة ، لدينا نفس الرؤية للحياة ، عندما أديت صلاة الاستخارة لم أحصل على إشارات واضحة ما عدا بعض الأحيان أجد في قلبي أمراً يشدني لترك الموضوع ، ومرات أخرى أفكر وأقول عليَّ أن أُقدم على الأمر ما دام له صفات جيدة كثيرة ، لا أعلم ماذا أفعل فأنا في حيرة من أمري ، لا أعلم ماذا يعني هذا الشعور بقلبي ، لقد قابلته مرة وسيكون هنالك مقابلة أخرى هذه الجمعة ، لا أريد أن أطيل الأمر أكثر من اللازم وأن ألعب بمشاعر الآخرين ، أرجو أن ترد علي بسرعة حيث أني بحاجة إلى النصيحة ، خاصة فيما يتعلق بالاستخارة فإنها تحيرني .
تقدم لها شخص عنده هفوات وهي تعالجه وتناقشه
السؤال: 22453
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الأصل أن المرأة إذا تقدَّم لها الشخص المرضي في دينه وخلقه وأمانته أن تقبل به مادام ليس أمامها من يفوقه في الخلق والدين ، فإن كان الذي عرض عليك الزواج بهذه الصفة وكان حريصاً على تعلم العلم الشرعي كما تقولين فهذه علامة خير ، إلا إن كانت الهفوات التي أشرت إليها في السؤال هي من الكبائر أو معاصٍ هو مصر عليها أو مجاهرٌ بها ، فننصحك أن تنتظري من هو أفضل ، ما لم تخشي على نفسك من الوقوع في محرم أو تتعرضي لفتنة ومفسدة أشد.
ثانياً :
لا يشترط في الاستخارة أن يشعر الشخص بشيء معين بعدها بل إذا استشار وتدّبر في الأمر وتبيّن له أنّ فيه مصلحة له في دينه ودنياه ، فإنه يستخير ويقدم عليه ولا ينتظر إشارة ولا مناماً ولا شعوراً نفسياً بل يتوكل على الله ويُقدم بعدما استخار وتجدين إجابة وافية فيما يتعلق بالاستخارة وأحكامها تحت سؤال رقم ( 5882) .
ثالثاً :
الحذر الحذر من الخلوة أو الكشف على هذا الرجل الذي لا زال أجنبياً عنك وستجدين في إجابة السؤال رقم ( 12182 ) من هذا الموقع إجابة وافية على سؤالك فيما يتعلق بالخطبة وما يتعلق بالجلوس مع من عرض عليك الزواج أو مقابلته ، من المهم أن ترجعي إليه .
رابعاً : الأمنية التي تتمنينها في زوجك وهي أن يعيش من أجل الله هي أمنية عظيمة نتمنى أن ييسر الله لك ذلك ، لكن ينبغي أن تعلمي أن المرأة الصالحة هي من أعظم ما يعين الرجل على هذا الأمر بمعاونته و مناصحته ، وحثه على المزيد ، والصبر على ما قد يحصل في حقها من تقصير بسبب انشغاله ببعض الأعمال الصالحة .
نسأل الله أن يوفقك لما فيه الخير .آمين .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الشيخ محمد صالح المنجد
موضوعات ذات صلة