0 / 0

تعالج بالطاقة والطب المثلي

السؤال: 224536

أعمل كمعالجة بالطاقة والطب المثلي ، وقد بدأت مؤخراً استخدام الحجامة في العلاج ، وأنا مؤمنة بأن الله تعالى هو الشافي لكل سقم ، وما أنا إلا أداة للشفاء عن طريقه سبحانه وتعالى ،
وعند البدء بعلاج المرضى أقول : بسم الله الرحمن الرحيم ، وأدعو الله أن يشفي الشخص الذي أعالجه ، كما أدعو الله في منتصف جلسة العلاج وفي ختامها .
والحمد لله كانت النتائج جيدة ، وهناك العديد من الأشخاص الذين شُفوا بشكل تام من أمراض خطيرة .
كما أستطيع معالجة الشخص عن بعد ، حيث أتخيل الشخص الذي أريد معالجته وكأنه أمامي.
فما حكم عملي في هذا المجال ، حيث دعوت الله عز وجلّ أنه إن كان هذا العمل لا يجوز أن يأخذ مني هذه الموهبة ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

نعتقد أن تساؤلات الناس حول العلاج بالطاقة أو الطب المثلي دلالة واضحة على رسوخ الإشكال في قلوبهم وعقولهم تجاه هذه المعالجات ؛ ذلك أن الدواء الحقيقي المثبت علميا وتجريبيا لا يختلف أحد في العلاج به أو تعاطيه ، ولا يتساءل الناس حول حكمه الشرعي ، غير أن التشكك في نجاعة العلاج بما يسمى بـ ” الطاقة “، وعدم الحصول على الاعتماد العلمي العالمي ، هو الباعث على التساؤل ، واللجوء إلى الرأي الشرعي ؛ للبحث عن الشرعية المفقودة ، فحيث افتقدت الشرعية العلمية ، يظن بعض الناس أن الشرعية الدينية تكفي وتغني .
وكذلك الشأن من جهة ما يسمى بـ ” الطب المثلي ” الذي يقرر أن الشخص المريض يمكن أن يعالج باستخدام كميات ضئيلة من مسببات أعراض المرض نفسها ، على حسب اطلاعنا في بعض المراجع الطبية المعتمدة .
وقد سبق لنا أن سجلنا تحفظنا الشرعي على العلاج بمثل هذه الأساليب غير المثبتة ، وخاصة إذا اختلطت بها ممارسات طقوسية مصبوغة بأرواح من الأديان الأخرى ، فحينئذ يتأكد التحفظ، ومع ذلك فنحن لا نغلق الباب حتى يختار العلم الحديث نتيجة واضحة يمكن البناء عليها .
وبعد ذلك أيضا لا بد من تنقية هذه العلاجات من كل أبعادها العقائدية والطقوسية المحرمة ، والإبقاء على النافع من الأساليب العلاجية المحضة .
وللمزيد ينظر في موقعنا الأرقام الآتية : (45559) ، (219222) ، (178938) ، (171454).

وأما العلاج عن بعد فالتحفظ عليه أولى وأشد ، وإذا كان العلماء قد منعوا الرقية الشرعية على الشخص الغائب ، كما قد سبق بيانه في الفتاوى : (1115) ، (140183) ، (144109) .
هذا مع أن الراقي لا يزيد على قراءة القرآن الكريم وبعض الأدعية النبوية ، فمنع العلاج عن بعد بطرق مجهولة أو ترجع إلى عقائد وثنية أولى .

وحصول بعض النتائج الجيدة لهذه الممارسات لا يعني أنها جائزة شرعا ، لأن هذه النتائج قد يكون لها أسباب أخرى عديدة ، منها : أن يكون ذلك من إعانة الشيطان لهذا الشخص ليخدعه ويجره بذلك إلى ما يريد ، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الشيطان قد يخدع بعض أولياء الله ! فيحدث له بعض الأشياء الخارقة للعادة حتى يظن الولي أنها من الكرامات التي أكرمه الله بها .
فقال رحمه الله : “وَلَيْسَ مَنْ شَرْطِ وَلِيِّ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ مَعْصُومًا لَا يَغْلَطُ وَلَا يُخْطِئُ ؛ بَلْ يَجُوزُ أَنْ يَخْفَى عَلَيْهِ بَعْضُ عِلْمِ الشَّرِيعَةِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَشْتَبِهَ عَلَيْهِ بَعْضُ أُمُورِ الدِّينِ …
وَيَجُوزُ أَنْ يَظُنَّ فِي بَعْضِ الْخَوَارِقِ أَنَّهَا مِنْ كَرَامَاتِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَكُونُ مِنْ الشَّيْطَانِ لَبَّسَهَا عَلَيْهِ لِنَقْصِ دَرَجَتِهِ ، وَلَا يَعْرِفُ أَنَّهَا مِنْ الشَّيْطَانِ ” .
انتهى من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ” (11/201-202) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android